هل وجدت نفسك يوماً ميالاً لعمل معين دون آخر؟
هل وجدت نفسك يوماً تزداد شغفاً في أداء مهمة ما، بينما تتلاشى همتك في مهمة أخرى!
هل تجد أن بعض المهام ترهقك أكثر من غيرها وتستنزف طاقتك؟
الحقيقة أن الأعمال تتفاوت كما يتفاوت البشر في اهتماماتهم ورغباتهم. ولهذا نجد من يكون عمله يعكس طموحه وشغفه، ومن يرى العمل هو متنفسه قبل أن تكون وظيفته ومصدر رزقه، وهناك من يرى العمل تعبيراً له عن انتماءه، وهناك من يبحث في سبيل الحصول على العمل الذي يلائمه ويتناسب مع إمكانياته ورغباته. وكلما فترت همته بحث عن العمل الذي يعيده إلى دائرة الشغف من جديد.
في عالم الأعمال ليست كل المهام متاحة للجميع وليس الجميع على قدر واحد من الاستعداد والقدرة. "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
فهناك من تبلغ همته في الأعمال أعلى القمم، وهناك من يؤدي في عمله القدر المطلوب منه لا إثراء ولا تأثير. وهناك من يعمل وينجز، ولكنه عمل آلي لا روح فيه ولا شغف، وهناك من يكون العمل لديه رحلة تبلغ به محطات متعددة من الإنجازات المتتالية، يتجدد في كل محطة يصل إليها.
ذكر باتريك لنسيوني في كتابه "عبقريات العمل الست" (The 6 Types of Working Genius) ست عبقريات ليبحث فيها الناس عما يمثلهم ويناسبهم وتحبه أنفسهم ويلائم إمكانياتهم وقدراتهم ورغباتهم العملية، وليكونوا معها أقرب إلى التميز والنجاح. فما هي العبقريات الست؟
العبقرية الأولى: عبقرية التساؤل. وهو النشاط الذهني الذي يعنى بطرح الأسئلة للوصول إلى الإجابات الصحيحة، فنرى أصحابها في حالة من التساؤل والبحث المستمر.
العبقرية الثانية: عبقرية الابتكار. يميل الأشخاص الذين يمتلكون أفكاراً متجددة إلى البحث عن الحلول الجديدة والأفكار الإبداعية. فهم تواقون إلى الجديد، إلى غير المألوف.
العبقرية الثالثة: عبقرية التقييم. يتصف أصحاب هذه العبقرية بالقدرة على تقييم الأفكار أو المواقف، وكذلك القدرة على تقديم المشورة.
العبقرية الرابعة: عبقرية التحفيز. وهي القدرة على التحفيز والتشجيع وإلهام الآخرين. فهم مصدر قوة للآخرين، وفي وجودهم طاقة محفزة وفي أحاديثهم إلهام.
العبقرية الخامسة: عبقرية التمكين. يميل أصحاب عبقرية التمكين إلى مساعدة الآخرين وتقديم الدعم دون شروط أو قيود.
العبقرية السادسة: عبقرية المثابرة. يميل أصحاب هذه العبقرية إلى مواصلة السعي للوصول إلى الأهداف دون ملل أو خوف من الفشل.
ليس جميع الناس سواءً في هذه العبقريات، وليس كل الناس تجتمع لديهم هذه العبقريات الست وهذا الاختلاف هو ما يحدد هذا التباين والتميز بين الأشخاص. والشغف تجاه بعض الأعمال دون غيرها.
ومن أجل أن تحب ما تقوم به من أعمال وتترك أثراً فيما تعمل وتصل إلى التميز فيه، ابحث عن الأعمال التي تضيف إليك. ابحث عن الأعمال التي تلائمك، تلائم مهاراتك وإمكانياتك وطاقتك، وتثير في نفسك رغبة البحث والتطوير والنماء الشخصي والمهني. ابحث عن الأعمال التي تعمل بها بحب، وتؤديها بحب، وتجد نفسك كلما أديت فيها أهدافك تجددت نفسك إلى الأفضل. ابحث عن الأعمال التي تعبر عن طموحك، الأعمال التي تشير إليك إن ذكرت. ابحث عن الأعمال التي تجعلك في تجدد دائم وحماس مستمر.
مخرج:
"البيت الذي تمارس فيه الدجاجة عمل الديك يؤول إلى الخراب" - مثل صيني
