using MiskFoundation.BLL.Custom;

أهمية القيادة الموجهة بالبيانات

كيف تؤثر البيانات على عملية اتخاذ القرار
تعد البيانات من أهم الأصول القيادية في عصرنا الحالي ، ويلعب استخدام البيانات بالطريقة الصحيحة دورًا حيويًا وفعالًا في عملية صنع القرار.
 
 

القيادة الموجهة بالبيانات، مصطلح عصري ظهر على ساحة الأعمال مؤخراً نتيجة التطور التقني الهائل الذي يشهده عالمنا اليوم، وهو ينطوي على استثمار وتحليل البيانات الضخمة من أجل الخروج بقرارات مستنيرة من شأنها تحقيق أهداف الشركة أو المؤسسة. ويلعب هذا المسار - أي، القيادة الموجهة بالبيانات - دوراً حيوياً وفاعلاً في تحديد طبيعة الكثير من الأنشطة الصناعية والتجارية، بما فيها الخدمات والمنتجات التي يرغب العملاء في الحصول عليها.

لكن يجب الوقوف على مصطلح "الموجهة بالبيانات"، ماذا يعني؟ فالأمر هنا لا يتعلق بجمع البيانات، بل باستخلاص القيمة من البيانات. وبما أننا سنستند على البيانات من أجل سن قرارات مدروسة، فالشرط الأهم في هذه المعادلة يتمثل في الحصول على بيانات جيدة. وعليه، يمكننا أن نطلق مصطلح "القيادة الموجهة بالبيانات" على المؤسسات التي تعتمد معياراً تنظيمياً يقوم على اتخاذ القرارات استناداً على جملة من البيانات. 


من جهة ثانية، تعتبر البيانات من أهم الأصول القيادية في زمننا الراهن، وفقاً لما جاء في كتاب "القائد الموجه بالبيانات" The Data Driven Leader للمؤلفين جيني ديربورن وديفيد سوانسون، فهي بمثابة العملة الجديدة القادرة على ربط كافة الأطراف المعنية، لتوظيفها بالشكل الأمثل. كما ناقش الدكتور أنس الفارس تأثير ذكاء القرارات على القادة السعوديين الذين ينفذون رؤية 2030. ومن واقع مسيرة القيادة والأعمال السائدة حالياً، نجد بأنه لم يعد بالإمكان إحراز أي تقدم أو تطور ذي مغزى دون توظيف البيانات، ولم يعد بالإمكان كذلك جني ردود الأفعال إيجابية دون الاستناد على حصيلة البيانات المتاحة بين أيدينا، ولم يعد بالإمكان حتى إجراء بحث أو دراسة بنّاءة دون الاعتماد البيانات، بل لم يعد بالإمكان مساءلة أي من الإداريين أو القادة دون وجود البيانات المعنية، واللائحة تطول.

وكي تتمكن الشركات من تبني هذا المفهوم العصري، "القيادة الموجهة بالبيانات"، للحفاظ على مكانتها وقدرتها على المنافسة في الأسواق، ينبغي عليها تطوير إمكاناتها في المجالات التالية:

  • تبني المهارات المطلوبة

تتمثل الخطوة الأولى هنا في تعلّم الممارسات الإدارية والقيادية التي تستعين بأدوات وبرامج التحليل ليكون القائد قادرًا على اتخاذ قرارات إستراتيجية بناءً على البيانات. حيث يتوجب على القائد الإلمام والتفوق في مجال معالجة البيانات كي يتمكن من تجسيد مفهوم "القيادة الموجهة بالبيانات" بالشكل الأمثل.

  • امتلاك البرامج المثالية لتحليل البيانات

هناك الكثير من البرامج التي بالإمكان توظيفها لتحقيق هذا الهدف، ومن أبرزها لغة البرمجة Python، ولغة البرمجة R.

  • جمع البيانات

تقوم "القيادة الموجهة بالبيانات" بالعمل على جمع البيانات على الدوام، فالبيانات هي العصب الحيوي لدورة حياة عالمنا المعاصر. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم خرق قوانين حماية البيانات الشخصية والخصوصية للأشخاص. من المهم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية البيانات الشخصية للعملاء، حيث ينعكس ذلك على سمعة العلامة التجارية ومصداقيتها.

  • تحليل البيانات

بعد جمع البيانات، يمكن أن تتضمن أمثلة تحليل البيانات استكشاف الأنماط والارتباطات في البيانات عن طريق تشغيل النماذج التنبؤية على البيانات وإجراء الاختبارات الإحصائية. يسمح تحليل البيانات أيضًا بتصور البيانات بطرق مفيدة يمكن استخدامها للمساعدة في اتخاذ القرارات السليمة.

  • اتخاذ القرار

هنا تستند "القيادة الموجهة بالبيانات" على البيانات التي تمت معالجتها وتحليلها عند رغبتها في اتخاذ قرار ما، وهي المرحلة الأسهل على طول هذه العملية، كونها تستند على نتائج المراحل السابقة.

  • مراقبة النتائج ومراجعتها

من خلال الاستفادة من التحليل التنبؤي للإدارة الفعالة للمخاطر، تكون الشركات قادرة على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وبدقة وكفاءة أكبر. يعد التحليل  والمراقبة الدؤوبة أمرًا ضروريًا لضمان أفضل النتائج الممكنة مما يسمح بالتعديلات اللازمة حسب الحاجة.


أما الفوائد المنشودة من تبني مفهوم "القيادة الموجهة بالبيانات" لا يمكن حصرها، فقد تبدأ من تحقيق الشفافية والعدالة في الإدارة، والحدّ من مخاطر سوء الفهم، والسرعة في اتخاذ القرارات المدروسة، ولا تنتهي عند تطبيق مبادئ حوكمة الشركات بشكل يومي، واستقطاب الكفاءات المتميزة والحفاظ عليها، وتحسين معدل الأرباح مع خفض معدل التكاليف، وتعزيز مستوى الكفاءة في الأداء، وتطبيق مفهوم المساءلة بشكل عادل.


مما سبق، نجد بان "القيادة الموجهة بالبيانات" أضحت أحد أنواع الإدارة الحديثة التي ينبغي على الشركات والمؤسسات تطبيقها وتبنيها كي تتمكن من مواكبة حركة الأسواق والعالم من حولها. كما أن الانخفاض الكبير في أسعار التقنيات ذات الصلة، بما فيها تقنيات وبرامج جمع ومعالجة وتحليل البيانات، الذي شهدته الأسواق مؤخراً، من شأنه تحفيز المدراء التقليديين على اعتماد ثقافة "القيادة الموجهة بالبيانات" العصرية بكل سهولة، ودون أية تكاليف تذكر.


وهذا التحوّل الذي بدأ ينتشر على مستوى المنهجيات القيادية والإدارية يعتبر بمثابة مؤشر هام على موجة التغيير القادمة لا محالة، والتي سيعتمد قادة الأعمال والصناعة خلالها على التقنيات المتطورة والبيانات الضخمة من أجل اتخاذ القرارات المدروسة، التي من شأنها تحديد مسيرة نجاحاتهم.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات