القيادة المعتمدة على ذكاء القرارت

تحسين صنع القرار من خلال الذكاء الاصطناعي للقادة والمؤسسات
يساهم ذكاء القرارت في تقدم الحكومات والمؤسسات عن طريق مساعدة القادة في اتخاذ القرارات الأكثر صعوبة. من المهم أن يعتمد قادة المستقبل على ذكاء القرارات في سعيهم لتحقيق رؤية 2030.

تقدر القرارات التي يعقدها الإنسان كل يوم بأكثر من 35000 قرار. وتزداد هذه القرارات تعقيداً كل يوم. ونحدد نحن كأفراد مزيداً من الأهداف التي تفرض علينا اتخاذ مزيدٍ من القرارات ويزداد الاختيار بينهم صعوبة بمرور الوقت. وكذلك، تشير أحدث الأبحاث إلى تزايد صعوبة اتخاذ القرار على مستوى الشركات أكثر مما كانت عليه في الخمس سنوات الماضية. ولهذا السبب، نحتاج لتقنيات تساعدنا على تحسين عملية اتخاذ القرار.

وقد أسهمت الثورات الصناعية سابقاً في تقدم البشرية عن طريق تحسين قدراتنا الجسمانية. فمثلاً قدمت الثورة الصناعية الاولى اختراع المحرك البخاري الذي يساعدنا على الانتقال من مكان لآخر، وقدمت الثورة الصناعية الثانية الكهرباء التي أتاحت لنا الرؤية في الظلام، بينما مهدت الثورة الصناعية الثالثة الطريق لتقدم الآلات لتمكين الصناعة على نطاق واسع. وبفضل الثورة الصناعية الرابعة بقيادة الذكاء الاصطناعي، يمكننا الآن استخدام التقنية لدعم قدراتنا المعرفية، وبالتالي تحسين اتخاذ القرار، وهي عملية تتم على مستوى عالي من الوظائف المعرفية كالإدراك، والانتباه والذاكرة.

تواجه المؤسسات الكثير من القرارات الصعبة، ومنها على سبيل المثال استهداف فئة معينة من العملاء، أو سوق من خلال قناة معينة، أو تخصيص موارد تمنح أفضل العوائد وغيرها الكثير. حالياً، يستخدم المديرون وصناع القرار لوحة معلومات ذكاء الأعمال لاتخاذ قراراتهم. ومع ذلك، يواجهون مشكلات عدم التأكد من المعلومات أو نقصها والأهم من ذلك ضخامة حجم المعلومات أحياناً. وأدى ذلك إلى إصابة صناع قرارات الأعمال بحالة من "العجز عن التحليل". ولمواجهة هذه المشكلة، نحتاج لتقنية مختلفة تحل محل التحيز وأسباب ضعف نهج الأعمال القديم لتمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات تتميز بالمسؤولية ومبنية على اطلاع. وفي عالم الأعمال اليوم، أصبح ذكاء القرار، وبشكل سريع، واحداً من أنواع التقنيات الرائدة التي تساعد على اتخاذ قرارات جيدة، ويعتبر عنصراً أساسياً لأي مؤسسة تسعى للمنافسة. وقد استطاع ذكاء القرار حقيقةً حل ما يسمى بمشكلة "الميل الأخير" وسد الفجوة بين ما لدينا من معلومات وما علينا القيام به من اختيارات.

وتُعَرِّف شركة تحليل المعلومات العالمية، جارتنر، ذكاء المعلومات كمجال عملي يضم مجموعة واسعة من أساليب صنع القرار التي تجمع بين النظم التقليدية والمتقدمة المتعددة لتصميم وتشكيل وتخطيط وتنفيذ ومراقبة نماذج القرارات والتوفيق بين نماذج وعمليات القرارات. وتتضمن هذه النظم الذكاء الاصطناعي وإدارة القرارات ودعم اتخاذ القرار بالإضافة إلى أساليب التحليلات الوصفية والتشخيصية والتنبؤية. كما تعرف رئيسة خبراء صنع القرار في شركة جوجل، كاسي كوزيركوف، ذكاء القرار بأنه "نهج عملي لتحسين صنع القرار المؤسسي. وذلك من خلال تجسيد كل قرار لمجموعة من العمليات التي تطبق الذكاء وتحليلات البيانات لتمكين صناع القرار من إصدار قراراتهم على أساس مطلع والتعلم منها وتنقيحها".

ومع ذلك، وبصرف النظرعن كيفية تطور التقنية ومدى تقدمها، سيبقى الإنسان صانع القرار دائماً صاحب اليد العليا الذي يقود الدفة ويوجه السفينة. ومن المهم هنا التأكيد على أهمية الجودة التي يحافظ عليها العنصر البشري. ولذلك يعتبر التقييم البشري جزءاً كبيراً من كيفية تأسيس أي نظام لذكاء الأعمال حالياً. ويمكن اعتبار ذكاء الأعمال كنظام يعتمد على الأساليب الكيفية والكمية. ويأتي النهج الكيفي من الأبحاث التي يتم إجراؤها من خلال العلوم الاجتماعية والإدارية. ومن ناحية أخرى، يتم إعداد الجانب الكمي من الأبحاث التي يتم إجراؤها من خلال علوم تطبيق البيانات والذكاء الاصطناعي.

ويستمد ذكاء القرار جذوره من الاكتشافات العلمية للنظم المعقدة والقدرة على تشكيل عمليات دقيقة. وقد استطاعت تلك النماذج على مر الوقت تجسيد معلومات مفيدة، ولكنها لم تخرج خارج النطاق الأكاديمي بسبب صعوبة تطبيقها على مواقف في الحياة الواقعية. وقد أتاحت لنا التطبيقات الحديثة لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة للمناقشات الاستدلالية، التعامل مع صنع القرار بشكل منظم في الظروف شديدة التغير.

ومن المتوقع أن يتم اعتماد ذكاء القرارعلى مستوى العالم بسرعة غير مسبوقة نظراً لنتائجه المبهرة. وتتوقع شركة جارتنر، التي أدرجت ذكاء القرار كأحد أهم الصيحات التقنية لعام 2022، أن تعَيِّن ثلث المؤسسات الكبرى محللين لذكاء القرار بحلول العام القادم. يتطور ذكاء القرار بسرعة متزايدة، وتدرك شركات التقنية الكبرى هذا التحول في الوتيرة، وقررت اتباع التيار الجديد. وقد عينت جوجل رئيسة لخبراء صنع القرار. كما شكلت شركة آي بي إم إدارة معنية بتحسين القرار لمتابعة تقنيات وقدرات ذكاء القرار في قطاعات كالنقل والأمور اللوجستية والطاقة.

وقد استفادت انتلماتيكس، الشركة الرائدة في مجال ذكاء القرار من قدرات الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول فريدة من نوعها ومنتجات خاصة بالشركات للمؤسسات التي تقدم ميزة تنافسية في هذا العصر الجديد. لقد طورنا حلولاً رائدة للعملاء الذين يحققون تأثيراً حقيقياً عن طريق مساعدة المؤسسات على تغيير استراتيجياتها المستقبلية وعملياتها الحالية عبر مجموعة كبيرة من القطاعات التي تتنوع بين الخدمات والاستثمار العقاري والفنادق وغيرها. وعلى سبيل المثال، كليرفيجن هي تقنية تم تطويرها لمساعدة القائمين على إدارة المدن لإرسال مفتشهيهم بأسلوب يرفع كفاءتهم لأعلى من 24% مما يوفر للمدن عشرات الملايين من تكاليف التشغيل. وبما أن انتلماتيكس قد أعدت مجموعة من حلول ذكاء القرار الخاصة، فإنها تركز حالياً على بناء منصة لذكاء القرار المؤسسي بهدف تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل ديمقراطي وتقديم إمكانيات ذكاء القرار للشركات لمنحها فرصة تحقيق تأثير حقيقي وملموس.

يمثل ذكاء القرار جوهر رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتقع على قادة اليوم مسؤولية استيعاب التحول المذهل الذي يحدث في العالم من حولنا. تتضمن الأسئلة المعقدة التي يواجهها صناع القرار ما إذا كان ترتيب المعلومات المقدمة يؤثر على اختياراتنا، ومن الذي يتحمل عواقب مثل هذه الخيارات أو كيف يتم استيعاب تلك القرارات. وسيكون ذكاء القرار بمثابة مجموعة أدوات رئيسية للقادة في السنوات القادمة، وركيزة هامة من ركائز الرؤية. ولذلك، على القادة السعوديين مواصلة العمل لتحقيق الرؤية من خلال استيعاب وتطبيق ذكاء القرار على كافة الأصعدة.

لمعرفة المزيد عن برنامج قادة 2030 الرجاء زيارة الموقع هنا:

https://bit.ly/3RoLm2S

المؤلف
.الرئيس التنفيذي لشركة انتلماتيكس
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات