غالبًا ما يُتوقع من القادة أن يكونوا الأفضل بين الأفضل في مجالهم، فيجب أن يكونوا مديرين ممتازين ومتواصلين ممتازين وصناع قرار ممتازين. مع كل هذا، فلا عجب أن القادة غالبًا ما يستصعبون إيجاد وقت للاعتناء بأنفسهم. لكن قضاء بعض الوقت في الطبيعة يمكن أن يساعد القادة على تطوير مهاراتهم وتحسين صحتهم. من خلال المشي في الحديقة أو الذهاب في نزهة في عطلة نهاية الأسبوع ، يمكن للقادة تعزيز تطورهم المعرفي و تحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات بالإضافة إلى تحسين مهارات إدارة الفريق.
يهدف برنامج جودة الحياة في المملكة، وهو جزء من رؤية 2030 ، إلى تحسين جودة حياة الأفراد والعائلات من خلال بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية. مع مشاريع مثل الرياض الخضراء، التي تطمح إلى تحويل العاصمة إلى واحة خضراء، والوجهات الطبيعية مثل العلا، هناك استثمار ملحوظ في إنشاء مدن نشطة، قابلة للمشي، منغمسة في الطبيعة.
غالبًا ما يتعين على القادة اتخاذ قرارات تؤثر على حياة الآخرين، مما يجعلها وظيفة مرهقة ومتطلبة، ولهذا من المهم أن تأخذ وقتًا بعيدًا عن جدولك المزدحم لقضاء بعض الوقت في الطبيعة، حيث وجدت الدراسات أن قضاء الوقت في الطبيعة يمكن أن يحسن الوظائف المعرفية ومهارات اتخاذ القرار وإدارة الفريق، كما أن لها فوائد تتعلق الصحة النفسية مثل تقليل مستويات التوتر و تعزيز الثقة بالذات والمساعدة على الاسترخاء.
فيما يلي 4 طرق تعزز مهاراتك القيادية من خلال قضاء وقت مع الطبيعة:
1) قضاء الوقت في الطبيعة يحسن الوظائف الإدراكية: وجدت التجارب أن التعرض لبيئات طبيعية يحسن الذاكرة العاملة والمرونة المعرفية والتحكم في الانتباه، بينما يرتبط التعرض للبيئات الحضرية بنقص الانتباه.
2) الطبيعة تزيد من الإبداع والذكاء العاطفي: الوقت غير المتقطع في الطبيعة يساعد عقلك على الشرود ويعزز التفكير المتشعب، وبالتالي يعزز تدفق عقلك إلى أفكار جديدة. هناك أيضًا أدلة على أن الاتصال بالطبيعة يرتبط بزيادة السعادة والرفاهية والتفاعلات الاجتماعية الإيجابية والشعور بمعنى الحياة وهدفها.
3) قضاء الوقت في الطبيعة يقلل من مستويات التوتر: الطبيعة هي مكان للسلام والهدوء. إنه يوفر لنا فرصة مثالية للتراجع عن حياتنا المزدحمة والإبطاء. يمكن أن يكون هذا مهمًا بشكل خاص للقادة الذين غالبًا ما يتعرضون للكثير من الضغط والتوتر. يمكن أن يوفر لهم قضاء الوقت في الطبيعة بعض الراحة التي هم في أمس الحاجة إليها وفرصة لتجديد أذهانهم.
4) تعمل الطبيعة على تحسين مهارات إدارة الفريق: الطبيعة هي أداة رائعة لاستكشاف وتطوير القيادة، لدرجة أن هناك مجالًا كاملًا للدراسة مختصا بذلك يسمى تقليد الطبيعة. من خلال مراقبة النباتات والحيوانات في بيئتها الطبيعية، يصبح القادة قادرين على الاستلهام من الطريقة التي تقود بها الذئاب قطيعها على سبيل المثال، والاستفادة من تعلم كيفية تكيف النباتات والحيوانات مع محيطها.
أن تكون قائدًا هو دور صعب ويتطلب مهارات . غالبًا ما يضطر القادة إلى التوفيق بين إدارة الأفراد و الفرق واتخاذ قرارات صعبة بشكل يومي. لتحقيق النجاح في منصب القيادي، من المهم أن يأخذ القادة استراحة و يختلون بأنفسهم على الشاطئ أو الصحراء أو أي موقع طبيعي متاح لهم.
