تحدث معالي المهندس أحمد بن محمد الصويان، محافظ هيئة الحكومة الرقمية، عن دور التقنية كأداة لتحقيق الأهداف التنموية، مسلطًا الضوء على التحديات المرتبطة باستخدامها، وأهمية تصميم الخدمات مع التركيز على تجربة المستخدم، بالإضافة إلى استراتيجيات إدارة المخاطر لضمان استمرارية الأعمال، وذلك في مساحة المجلس ضمن فعاليات منتدى مسك العالمي 2024.
التقنية والتحول الرقمي
أكد م. أحمد الصويان أن التقنية ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق أهداف أكبر. وأوضح أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تبرز كواحدة من أفضل الدول في استخدام التقنية لخدمة الإنسان، مشيرًا إلى أن التحدي يكمن في كيفية توظيف هذه التقنية بشكل فعّال لخدمة المجتمع. كما أشار إلى أن التغيير هو العنصر الحاسم في نجاح التحول الرقمي، حيث قدمت المملكة نموذجًا مميزًا في إدارة التغيير وتقديم خدمات مبتكرة تُسهم في الارتقاء بالجوانب المختلفة للمجتمع والحكومة.
تصميم الخدمات: الابتكار والتوجه نحو تجربة المستفيد
أكد معالي المهندس أن تصميم الخدمات يجب أن يكون مُوجهًا بالأساس نحو احتياجات المستفيد، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. أوضح أن البداية تكون دائمًا من معرفة متطلبات المستفيد، ثم يتم تصميم الخدمة بناءً على تلك الاحتياجات، بما في ذلك التطبيقات والإجراءات والأنظمة. كما أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تولّي اهتمامًا بالغًا لتقديم تجربة متميزة للمواطنين والمقيمين، حيث تم تحسين الخدمات الحكومية لتكون أكثر سهولة وملاءمة.
وفي سياق حديثه عن تجربة المستفيد، استشهد بتجربة ستيف جوبز في عام 1983، حينما ابتكر أول حاسوب شخصي منزلي مع إضافة الماوس، مما شكل ثورة في تجربة استخدام الحاسوب. وأضاف أن مثل هذه الابتكارات في واجهات المستخدم هي التي تعزّز التجربة وتحسنها للمستفيد.
دور المجتمع في التحول الرقمي
أوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية تتميز في رحلة التحوّل الرقمي من خلال الدور الكبير الذي يلعبه المجتمع في دعم هذا التحول. حيث تجاوزت نسبة انتشار الإنترنت في المملكة 99%، في جميع مناطق المملكة، مما يعكس التقدم الملحوظ في هذا المجال. علاوة على ذلك، أكد أن معدل الاستخدام السنوي للبيانات في المملكة يشهد زيادة ملحوظة، حيث يبلغ تقريبًا 45 جيجابايت لكل فرد. هذه المشاركة الواسعة من المجتمع تُسهم بشكل كبير في تطوير وتحسين الخدمات والمنتجات الرقمية، مما يعزّز تجربة التحوّل الرقمي بشكل عام.
العمل المشترك في التحول الرقمي
في ظل التحديات المتزايدة التي تنشأ نتيجة لتنوع الجهات الحكومية وتعقيد العمليات، يبرُز التساؤل حول كيفية التعامل بين هذه الجهات لضمان نجاح رحلة التحوّل الرقمي في المملكة.
أكد معاليه أن العمل المشترك بين كافة الجهات الحكومية هو الأساس، حيث تقتصر مهمة هيئة الحكومة الرقمية على تنظيم العمليات لا التشغيل، بينما تتحمل كل جهة حكومية مسؤولية تنفيذ مهامها بشكل مستقل.
إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال
وضّح في حديثه أن إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال تقوم على أربعة مستويات رئيسية:
مستوى خارج الحدود وثلاثة مستويات داخلية. وتعتمد هذه المستويات على استراتيجيات مدروسة تهدف إلى ضمان استمرارية الأعمال وتعزيز القدرة على التكيف الفعّال مع التحديات المختلفة.
وأضاف أن القدرة على إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال تتطلب تمارين مستمرة لضمان قدرة الجهات الحكومية على التكيف مع أي تحديات قد تواجهها. وأوضح أن المملكة تسعى لتوطين المحتوى الرقمي والخدمات، بينما تحرص على الاستفادة من الشركاء الدوليين لتحسين الجودة.
في ختام الجلسة، قدّم المهندس أحمد الصويان ثلاث نصائح جوهرية للشباب: