أفضل المٌمارسات لصناعة شركة فاشلة

أهم الممارسات التي تمنع الشركات الناشئة من تحقيق النمو والنجاح.
 
 

نركز في هذه الإضاءة على توجيه رسالة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع نحو أهمية دراسة السوق وفهم الجمهور المستهدف وتنويع العلاقات الاجتماعية التي تساعدك في فهم مجالك بهدف تحسين وتطوير المشاريع الخاصة.

في الوقت الذي يتحدث فيه معظم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع عن أفضل الطرق والأساليب لتحقيق النمو والنجاحات في المشاريع الخاصة، يتساءل رائد الأعمال الطموح عن الجانب الآخر وهو "أفضل الممارسات التي تقود الشركات الناشئة أو المنظمات إلى الانهيار" بهدف تجنبها والاستفادة منها، وفي هذه المدونة سنركز على عدة نقاط  التي من شأنها أن تجعل المشاريع والشركات الناشئة تجربة نجاح لم تكتمل. وإليك أهم هذه الممارسات:

رغبتك الشخصية، أهم.

تقوم المشاريع الغير ناجحة على تجاهل تام للمستهلك أو الفئة المٌستهدفة وتُركز كل الجهود التسويقية حول رغبة المٌدير أو صاحب المشروع على إتمام ما يريد وتنفيذ رغباته الشخصية دون أي اعتبار للمشترين، وهذا السلوك ينتج عنه تعقيدات مختلفة في عالم الأعمال والتي من شأنها أن تقود الشركة إلى مراحل صعبة وأحيانًا حتى إلى الانهيار. فالتسويق، ليس مهم فقط لبناء المشاريع على رغبات العملاء، بل أيضًا مهم أن تكون هذه المشاريع مواكبة لتطلعاتهم واحتياجاتهم ومساعدتهم على تلبية هذا الاحتياج. يقول المسوّق والمؤلف ألن ديب "كصاحب مشروع ليست مهمتك فقط صناعة منتج يلائم احتياجات عملائك، بل أيضًا يجب عليك المٌتابعة والتأكد من أن منتجك قد لبى هذا الاحتياج بالفعل" فعلى سبيل المثال لو كان مشروعك إنشاء نادي رياضي، مهمتك ليست فقط في توفير الأدوات الرياضية إنما حتى في التأكد من أن المشتركين قد حصلوا على الأجسام التي يطمحون بالوصول إليها. 

صديقك، مستشارك.

لا تقوم المشاريع الغير ناجحة فقط على تنفيذ رغبات الشخص المسؤول، بل حتى على رغبات الأشخاص من حوله. لا شك أن وجود أشخاص حولك في التخطيط لمشروعك أمر مهم، ولكن احرص على اختيار الناس بشكل أكثر دقة، فصديق الدراسة هو صديق دراسة ليس محلل أعمال وزميل العمل هو مجرّد زميل عمل وليس مستشار مالي، وهذا أحيانًا يكون سبب في اتخاذنا لبعض القرارات الخاطئة في إنشاء مشاريعنا لأن المعلومة التي وصلت لنا لم تكن من مختص إنما هي وجهة نظر من أحد الأقرباء من حولنا وبسبب عدم المعرفة أو قلة الخبرة أحيانًا نقع في نطاق "الأعمال التي لم تنجح". حاول أن تبادر في الحضور للملتقيات أو الندوات التي تقوم في المدينة باستمرار وتعرّف على أشخاص قادرين فعلاً على إفادتك وتقديم المشورة، كّون علاقات مختلفة ومتنوعة لمساعدتك على بناء مشروعك بطريقة مهنية وبعيدًا عن التنظير والتلقين.

مع أول طلب، تبدأ الأرباح.

عادةً تكون نظرة المشاريع التي لم يحالفها النجاح قصيرة المدى وهذا بسبب اعتقاد صاحب المشروع بأن الأرباح تتضاعف مع أول طلب يحصل عليه، وهذا غير صحيح فحسب الاحصائيات يٌقال بأن المشاريع تبدأ بتحقيق الأرباح بعد أول سنة إلى سنتين وهذا يعني أن بداية المشروع لم تكن إلا خسائر متراكمة ومخاطرة يتحملها صاحب المنشأة بسبب إيمانه التام بفكرته، لذلك عندما تطلق مشروعك فكّر بعمق واصنع خطة لخمس سنوات قادمة. كيف ستمول مشروعك؟ ماذا تتوقع أن تكون العوائد خلال فترة زمنية محددة؟ كيف يٌمكن أن توفر مصادر تنمي مشروعك؟ بالإجابة على هذه التساؤلات ستتضح لك الصورة بأن النجاح ليس مجرّد اجتهادات عشوائية أو حتى خطط غير مدروسة إنما هو نتيجة مٌثابرة استمرت لسنوات.

اتبع الناجح، تنجح.

على الرغم من أن هذه القاعدة تعتبر صحيحة إلا أنها ليست دائمًا كذلك، فوجود محل تجاري أو مشروع ناجح في منطقتك لا يعني بالضرورة أنك إذا قمت بتنفيذ نفس الفكرة والمشروع ستحقق نفس النجاح. فالنجاح والتفوق أعمق من أن يكونوا بهذا التنظير، وهذا الخطأ الذي يقع فيه معظم مؤسسي المشاريع الناشئة التي انتهى بها المطاف إلى أن تكون ضمن القصص الناجحة التي لم "تفشل" ولكن لم يكتمل نجاحها بعد. أحيانًا يكون من السهل علينا رؤية الصورة كاملة وإطلاق الحكم المسبق بأن كل ما تقوم به هذه الشركة أمر "سهل"  و يمكن تنفيذه بكل بساطة وبجودة أفضل وأحيانًا حتى نحاول أن نبدع ونبتكر في طريقة إنشاء وتنفيذ لهذا المشروع ولكن عندما نبدأ بأول خطوة نكتشف بأن الواقع مختلف تمامًا، فنحن لم نكن على معرفة بعمليات التشغيل وإدارة الموارد البشرية وطريقة سير العمل وغيرها من التفاصيل الداخلية للمؤسسة، و لم نكن أيضًا على اطلاع بتقلبات السوق  والعرض والطلب واحتياجات الزبائن والأهم هو أننا لم نكن على معرفة بأهم نقطة في تأسيس المشاريع وهي الإجابة على هذا السؤال "كيف يمكن أن أخدم المجتمع بهذه الفكرة وما هو الشيء الذي يميزني عن مشروع ب"؟

وبعد ما تعرفت على أبرز خصائص الشركات التي لم تحظى بالنمو والنجاح، ننتقل للسؤال الآخر كيف نطوّر الأعمال ونصنع منها منشآت ناجحة؟ في هذه المقالة نجاوب على هذا التساؤل حيث تطرقنا لعدّة طرق يمكن أن تساعدك في بناء شركتك وتحسين نموها من خلال مجموعة من النصائح المتنوعة والتي قٌدمت بمساعدة رواد أعمال سعوديين.

مسك تحديثات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات