لا يصبح الفرد رائد أعمال في يوم وليلة، وهي مهمة ليست سهلة بالتأكيد، فلا يوجد هناك ضمان كٌلي لمشروعك ولا يوجد راتب ثابت، وكل هذا يعود إليك. بالرغم من أن العديد يتفادون إتخاذ ريادة الأعمال كوظيفتهم الأساسية لاعتبار ذلك مجازفة كبيرة، إلا أن العديد غيرهم يتحلون بروح التّحدي والخروج من منطقة راحتهم مهما كانت النتيجة، لكن من المهم أن نذكر أنه لا يوجد بهذه الأمور طرف مصيب أو مخطئ، لأن التخلي عن كل ما تعرفه والبدء من الصفر هو أمر شديد الصعوبة ويتطلب الكثير من العزيمة. لنتعرف معًا على أبرز أربع عقبات قد يواجهها الأشخاص المهتمين بريادة الأعمال، وكيف يمكن حلّها:
1. اختيار الفكرة الغير مناسبة لمشروعك
بالرغم من أن معرفتك لفكرة المشروع الأساسية يبدو أمرًا بديهيًا عند بدء المشروع، إلا إن العديد من الأفراد يودون دخول مجال ريادة الأعمال من دون فكرة واضحة أو خطة مٌفصّلة.
الحل:
إن إنشاء أي عمل أو مشروع يعتمد بشكل كبير على الاحتياج له بسوق العمل وسدّه للثغرات بحياتنا اليومية حتى تجد حاجة ملموسة وتضمن استمرارية عملك. لا تنسى أيضًا أن تطور مهاراتك بشكل مستمر فذلك يساعد على تطوير عملك أيضًا، واستعن بكل المصادر المتوفرة من حولك للتعرف على نقاط قوة عملك وسوق العمل. من الجدير بالذكر أن الشغف والمهارات الشخصية تلعبان دورًا مهمًا في تحديد المشروع المناسب ونجاحه في المستقبل. يمكنك الإطّلاع على هذا المقال حتى تتعرف على أبرز النقاط التي تساعدك على تحديد فكرة المشروع المناسبة بدءًا من تحليل المنافسين بالمجال إلى طريقة بناء الإستراتيجية الخاصة بمشروعك.
2. الأمان المادي
إن الانتقال من العمل بدوام كامل إلى الإعتماد الكامل على نفسك يشكل عائقًا كبيرًا، حيث أن جميع نواحي عيشك تعتمد على راتبك الذي تجنيه من عملك كإيجار المنزل والطعام وغيرها، ومن الصعب جدًا أن تتحمل هذا التغيير المفاجئ بعد اعتيادك على دخلك الشهري لفترة طويلة.
الحل:
تأكد من وجود مدّخرات كافية لديك قبل الإقدام على هذا التغيير، واحرص على أن يكون المبلغ واقعيًا وكافيًا لتوفير احتياجاتك للستة أشهر القادمة. عندما تحقق ذلك ستكون بوضع مادي أكثر أمانًا لبدء تغيير مسار عملك.
3. الثقة بنفسك
يعتبر التشكيك بالقدرات الذاتية أمرًا شائعًا، لكن من المهم أن يقوم الفرد بتذكير نفسه بإمكانياته وقدراته بإستمرار، فكل هذه الجهود تصٌب بنجاح مشروعه. ربما سمعت عن متلازمة المحتال، لكن إن لم تعرفها مسبقًا يمكنك الاطلاع عليها هنا (هٌنا سيٌضاف رابط مقالة مسك بعد نشره). تتمثل متلازمة المحتال كمشاعر الشك الذاتي والثقة في قدراتك، وهو أمر شائع ما بين العديد من الأفراد، ولعل اتخاذ قرار الإيمان بالنفس والقدرات يتطلب قدرًا كبيرًا من الثقة في قدراتك ومهاراتك، فكل هذه الجهود تصٌب بمشروعك ونجاحه.
الحل:
تذكر دائمًا أن لا تدع الأفكار السلبية تتغلب عليك، ولا تستهن ببرامج الدعم المُقدّمة لك، فمؤسسة مسك على سبيل المثال تقوم بتقديم الدعم لكل أصحاب الأعمال الناشئين عبر برنامج مدرسة مسك لريادة الأعمال والذي يقوم بدوره بتطوير مهارات المبتدئين بالمجال حتى ينطلقوا فيه. إن بدء عمل تجاري لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، لذلك قم بالبدء بمشروعك بعدة خطوات، ستتمكن بمرور الوقت على بناء ثقتك بنفسك وبقدراتك، وبالتالي بناء مشروعك وتطويره بشكل أكبر.
4. الاستسلام بمجرد أن تبدأ
بعد عودتك من مقر عملك وإمضاء يوم طويل بالعمل فمن الأرجح أن آخر أمر سيطرأ لذهنك هو العمل لساعات إضافية. حتى وإن كانت رغبتك موجودة، فإن طاقتك قد تكون تلاشت كٌليًا، ولست متأكدًا من أين ستبدأ. هذا بالضبط هو ما يميز الفكرة عن المشروع، و الموظفين عن رواد الأعمال!
الحل:
لا يوجد أي مشروع يسهٌل الإبحار فيه مباشرة، وستواجهك الكثير من العقبات برحلتك، لكن إن كنت تمتلك إيمانًا تامًا بمشروعك فقرار الاستمرار فيه وتحويله من فكرة إلى نجاح، أو قرار الاستسلام من البداية هو أمر راجع لك. يجب أن تقوم بتحديد أولوياتك حتى تتمكن من إيجاد الوقت الكافي الذي ستكرسه لمشروعك. سواء كان ذلك ببدايته أو الاستمرار به أو تطويره. يجب عليك تطوير مهارة تحديد الأولويات بحياتك، وأن تكون مستعدًا لتقديم التضحيات إن تطلّب الأمر ذلك. يمكنك القيام بذلك عن طريق إعداد خطة أو جدول للشهر أو الأسبوع القادم، ثم تخصيص وقت لمشروعك والانطلاق في رحلتك! إن كنت تود دخول مجال ريادة الأعمال فهذا شيء رائع، ونأمل أن تستمتع بهذه التجربة والرحلة وأن تتعلم الكثير!وتذكّر بالنهاية أن تتحلى بالشجاعة عند دخولك لأي مجال حتى لا تكون مخاوفك أكبر عقبة في طريقك.
