رسالة لخريجي الجامعات الجدد: تبنى عقلية ريادية من أجل حياة مليئة بالأثر

مقال لعبد الرحمن اليوسف كيف يمكن للخرّيجين الجدد أن يتبنوا روح ريادة الأعمال وأن يتركوا أثرًا معنويًا في العالم. اكتشف قوة التفكير الريادي وفتح الإمكانات للتغيير الإيجابي في الحياة وما وراءها.
 
 

عند ذكر ريادة الأعمال، أول ما يتبادر إلى ذهن معظم الناس هو مشهد الشركات الناشئة وخطط الأعمال والمنافسة الشرسة. هذا مجرد جانب من جوانب من ريادة الأعمال: لكن ريادة الأعمال، في جوهرها، لا تقتصر على إنشاء الأعمال التجارية، بل إنَّها سمة متأصلة وعقلية وأسلوب حياة يتجاوز حدود الميدان التجاري.

ريادة الأعمال هي أسلوب حياة يقوم على السعي لاغتنام الفرص وإيجاد حلول للمشكلات والتحلي بالصمود في وجه التحديات، وعلى رؤية العالم كما يجب أن يكون، لا كما هو اليوم. ريادة الأعمال تتعلق بالشجاعة والمثابرة من أجل تحويل الرؤية إلى واقع ملموس. وتلك القدرة على إحداث تغييرات جذرية في الوضع الراهن وتحفيز التغييرات الإيجابية هي ما يميز رواد الأعمال بحق.

قديمًا، قال الفيلسوف العظيم أرسطو: "جذور التعليم مُرة لكن ثمارها حلوة". أنتم بالفعل حققتم إنجازًا عظيمًا كطلاب وخريجين جدد. والآن، أنتم على أعتاب مسيرة ستغير حياتكم، فعليكم التحلي بسمات رواد الأعمال، لأنَّها ستكون مرشدكم لتحقيق أهدافكم.  

ريادة الأعمال أكثر من مجرد قاعات اجتماعات وشركات ناشئة؛ إنّها عقلية يمكن لها أن تتجلى في كل جانب من جوانب الحياة، من كيفية تعاملكم مع حياتكم المهنية إلى كيفية قضاء وقت فراغكم. تبنوا هذه الروح الريادية، واصنعوا حياتكم بأيديكم، واتركوا أثركم في العالم من حولكم.

أولى خطوات هذه المسيرة هو الخروج من منطقة الراحة: التحقوا بنادي تمارسون فيه اهتماماتكم، يوفر لكم فرص التعلم والنمو والمساهمة في المجتمع. فإذا صادفتم حاجة أو اهتمام لدى أقرانكم، بادروا أنتم بإنشاء نادٍ جديد يلبيها. هذه النوادي هي المنصات التي تتيح لكم الفرصة للتجربة والابتكار والقيادة – كلوحة رسم صغيرة تمارسون عليها مهاراتكم الريادية.

فكروا أيضًا في السفر، فالسفر له قدرة على التغيير. جوبوا العالم من حولكم، واغمروا أنفسكم بثقافاته الجديدة بالنسبة لكم، وخوضوا غمار أراضيه الغريبة، وتغلبوا على تحدياته غير المتوقعة. كل هذه التجارب ستوسع آفاقكم، وستجعلكم تتحلون بالمرونة والصمود في وجه التحديات، وستعلمكم دروسًا قيمة في الاستقلالية وإدارة المخاطر وسعة الحيلة، وكلها من سمات ريادة الأعمال.

تذكروا دائمًا أنَّ خلق القيمة وإحداث التغيير الإيجابي هما من صميم ريادة الأعمال. وأنتم، كطلاب وخريجون جدد، تقفون على أعتاب عالم زاخر بالفرص. آن الأوان لتستفيدوا من عقليتكم الريادية – لإحداث التغيير في حياتكم وحياة الآخرين.

وبينما تخطون أولى خطواتكم في هذه المرحلة المشوقة من حياتكم، عليكم بالتحلي بروح الريادة والمغامرة في السعي وراء أهدافكم. كونوا صامدين في مواجهة الشدائد، ثابتي العزم في مسيرتكم نحو إحداث التغيير. تذكروا أنَّ العالم هو لوحتكم، فاجعلوا من روحكم الريادية فرشاة ترسمون بها أبهى صورة كونوا جريئين، احلموا كما شئتم، وأحدثوا التغيير من حولكم بأيديك، تستمتعون بطيب ثمار مسيرتكم التعليمية.

مسك تحديثات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات