using MiskFoundation.BLL.Custom;

3 نصائح جوهرية على القادة الناشئين تطبيقها

إطلاق المهارات القيادية
يلعب القادة الشباب والناشئين دوراً حيوياً بالغ الأهمية في صياغة مستقبل المملكة. بعض النصائح المفيدة والاستراتيجيات القابلة للتطبيق التي من شأنها تعزيز مهاراتك القيادية.
 
 

أهمية القادة الناشئين

يلعب الجيل الصاعد من القادة دوراً متنامي الأهمية في رسم مستقبل البلاد، وفي تطبيق رؤية القائد على أرض الواقع باعتبارها المحرك الرئيسي لمسيرة تطور وازدهار المملكة. هذا، وقد انعكست رؤية السعودية 2030، منذ إنطلاقتها في العام 2016، بشكل كبير وإيجابي على نمو وتطور المملكة في مختلف القطاعات، وذلك استناداً لنتائج "تقرير التقدّم والإنجازات للعام 2020".

 فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تمكّنت رؤية السعودية 2030 من إيجاد الفرص الاستثمارية الجديدة، ورفع قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة من 5.321 إلى 17.625 مليار ريال. كما أنها عزّزت من مساهمة الإيرادات غير النفطية في الاقتصاد، حيث ارتقت بها من 166 مليار إلى 369 مليار ريال خلال العام 2020.

 ولعل أهم سبب من أسباب تحقيق هذا التحوّل يُعزى للقادة، الذين يعملون على تمهيد الطريق نحو النجاح. كما يُعدّ القادة الناشئون من مُحفزات حركة التغيير والتقدّم ضمن المنظمات والمجتمعات، وذلك كونهم يطرحون وجهات نظر عصرية بروح تسودها الحماسة والإقدام على إحداث الفرق. وانطلاقاً من سعي المملكة المستمر نحو تحقيق التنوّع الاقتصادي، والاستثمار في رأس المال البشري، وإنشاء مجتمع قائم على المعرفة، باتت تحظى المهارات القيادية للشباب السعودي بدور أكثر أهمية، لأنهم يتمتعون بالقدرة على إلهام فرقهم، ودفع عجلة الابتكار، ونشر ثقافة التميز.

 تتطلب القيادة استشرافاً عميقاً، وقدرة متميزة على استعراض الرؤى بشكل واضح، إلى جانب إلهام الآخرين بشكل مستدام. آخذين هذه العوامل بعين الاعتبار، إليك فيما يلي بعض النصائح الجوهرية والعملية كي تبدأ أولى خطواتك لتصبح قائداً مُستنيراً ضمن بيئة عملك:

 1) تنمية الوعي الذاتي

تُعتبر عملية تطوير الوعي الذاتي خطوة رئيسية على طريق تحقيق القيادة الفعّالة، فمن شأنها تمكين القادة الناشئين من معرفة نقاط قوتهم وضعفهم، وتحديد قيمهم الشخصية، ما يُتيح لهم إمكانية اتخاذ القرارات المستنيرة وتعزيز جسور الثقة مع فرق عملهم. ولتعزيز مستوى الوعي الذاتي، عليك الأخذ بعين الاعتبار اتباع وتنفيذ الخطوات التالية:

  • إجراء تحليل سوات SWOT شخصي (أي، معرفة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لاكتساب معرفة دقيقة بالقدرات المميزة التي تتحلى بها، وتحديد طرق تحسينها. من شأن هذا التمرين في التأمل الذاتي مساعدة القادة على فهم كيفية تسخيرهم لنقاط قوتهم، ومعالجة نقاط ضعفهم.
  • جمع ملاحظات وآراء المشرفين والزملاء وأعضاء فريق العمل للإحاطة بمنظور شامل ومتكامل حول منهجية قيادتك. كما أن الملاحظات والآراء الصادقة والنزيهة قادرة على تقديم رؤى غنية تتيح للقادة الناشئين صقل مهاراتهم، وتطويع نهجهم وفقاً لمتطلبات هذه الرؤى.
  • ممارسة اليقظة الذهنية والتفكير بهدف تعزيز الوعي الذاتي وإدارة التوتر. لذا، ينبغي على القادة أخذ الوقت الكافي في التأمل والرعاية الذاتية لتحقيق التوازن، واتخاذ القرارات الصحيحة في خضم المواقف الصعبة والحاسمة.
  • وضع أهداف شخصية ومهنية واضحة وشفافة من شأنها مواكبة مراحل تحقيق رؤيتك على أرض الواقع. فعند وضع أهداف محددة قابلة للقياس، سيتمكن القادة الناشئين من تركيز جهودهم وتتبع مسيرة تقدمهم، ما يؤدي بالنتيجة إلى تعزيز الحافز ومعدل الإنتاجية.

 2) إتقان التواصل الفعّال

يُعدّ التواصل الفعّال بمثابة حجر الزاوية بالنسبة للقيادة، فهو يُتيح للقادة إمكانية التأثير، ونشر روح الإلهام، وتوطيد العلاقات القوية. ولتعزيز مهاراتهم في التواصل الفعّال، ينبغي على القادة الناشئين اتّباع الاستراتيجيات التالية:

  • صقل مهارات الإنصات الفعّال لمعرفة مختلف وجهات النظر، وتعزيز مبادئ الحوار المفتوح. كما أنّ التواصل الفعّال مع الآخرين وتقدير وجهات نظرهم سيؤدي إلى إيجاد بيئة حاضنة يشعر فيها الجميع بالاهتمام والاحترام. 
  • التوّاصل مع الآخرين مع إبداء التعاطف والحساسية الثقافية، آخذين بعين الاعتبار الخلفيات والقيم المتنوعة لأعضاء فريق العمل، فالمملكة العربية السعودية بمثابة بوتقة حاضنة للثقافات بأنواعها، وينبغي على القادة الناشئين تبني طرق وأساليب للتواصل مع الأفراد من كافة الخلفيات.
  • إتقان التواصل الشفهي والمكتوب الواضح والموجز، لضمان سهولة فهم الرسائل الموجّهة. كما أن صياغة الرسائل الموجزة والمؤثرة والمخصصة لشرائح الجمهور من شأنه تعزيز الشفافية، وتجنب سوء الفهم.
  • توظيف أسلوب السرد القصصي للتواصل مع الآخرين عاطفياً، وإيصال الأفكار - بغض النظر عن بساطتها أو تعقيدها - بشكل فعّال. ويُعدّ السرد القصصي من الأدوات القوية والناجحة لضمان مشاركة الناس على المستوى العاطفي، ما يُعزز قابلية تذّكر المعلومات، والارتباط بها.
  • تبني التقنيات القادرة على تسهيل قنوات التواصل الافتراضي، والتشاركية، وتبادل المعارف. وفي ظل موجة التحوّل الرقمي التي تجتاح العالم بوتيرة متنامية، يجب أن يبقى القادة الناشئون على اطلاع دائم بتوجهات التكنولوجيا، والاستفادة من المنصات القادرة على تعزيز التواصل والإنتاجية.

 

3) نشر ثقافة الابتكار

يُعتبر الابتكار من المحركات الحيوية لعجلة التقدم، لذا ينبغي على القادة الناشئين غرس ثقافة الابتكار داخل مؤسساتهم، وذلك بتشجيع ونشر مفاهيم الإبداع والتجريب والتحسين المستمر، كي تتمكن فرق العمل من إحداث التغيير المنشود. لكن، ينبغي عليك أخذ الخطوات التالية بعين الاعتبار:

  • تشجيع سياسة الانفتاح وتبني وجهات النظر المختلفة بين أعضاء الفريق. كما أن فريق العمل الذي يتميز بخبرات مختلفة يطرح أفكاراً ورؤى مختلفة على طاولة النقاش، الأمر الذي من شأنه تعزيز مسار الإبداع والابتكار.
  • إيجاد بيئة عمل حاضنة لروح المخاطرة والتعلّم من الفشل، فتشجيع الموظفين على تحمل المخاطر المدروسة، والتّعلم من أخطائهم، والإصرار على تطبيق أفكارهم من شأنه جني نتائج مذهلة.

 

  • تعزيز ونشر روح التعاون بين مختلف الوظائف وتشارك الخبرات من أجل توليد أفكار جديدة. فكسر الحواجز وتشجيع التعاون بين الإدارات يتيح إمكانية تبادل الأفكار والخبرات المتنوعة.

 

  • تخصيص الوقت والموارد الكافية لإطلاق مشاريع الابتكار، وتشجيع الموظفين على تنمية وتطوير مهاراتهم. فعند تأمين فرص التطور المهني وطرح مبادرات الابتكار سيتمكن أعضاء الفريق من المساهمة بدرجة كبيرة في مسيرة نمو ونجاح المؤسسة.

 

  • الاحتفاء بالفكر الإبداعي والإنجازات بهدف إلهام الآخرين. حيث بإمكان القادة الناشئون تعزيز روح الإبداع، وتحفيز فرق عملهم على التفكير خارج الصندوق من خلال تكريم وتقدير ومكافأة الأفكار والإنجازات المبتكرة.

 نجد أن الجيل الصاعد من القادة السعوديين يتمتعون بفرصة فريدة لرسم مستقبل المملكة. ومن خلال تنمية الوعي الذاتي، وإتقان التوّاصل الفعّال، وتعزيز ثقافة الابتكار، سيتمكن هؤلاء القادة من إلهام وتحفيز فرقهم، ودفع عجلة التغيير، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. ولحسن الحظ، هناك العديد من برامج تطوير القيادة المتاحة على امتداد المملكة، بما فيها "قادة 2030" و"قيادات سعودية × 10" التي تحتضنها مؤسسة مسك  و"المجلس الاستشاري للقادة الشباب" YLAB الذي يرعاه شركة أرامكو.

 لكن عليك الانتباه إلى أن جوهر القيادة لا يقتصر على الألقاب أو المناصب فحسب، فهو يرتبط بشكل وثيق بالقدرة على التأثير وإحداث الأثر المستدام. وعليه، سيتمكن القادة السعوديين الناشئين من إطلاق العنان لكامل قدراتهم، وإحداث التغيير الإيجابي المنشود، ودفع مسيرة المملكة نحو مستقبل مشرق ومزدهر عند تجسيد وتطبيق هذه النصائح باستمرار ضمن روتين عملهم اليومي.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات