نصائح تمكنك من القيادة الإبداعية بالقطاع الاجتماعي

القيادة الإبداعية الفعالة في القطاع الاجتماعي
إنّ القائد الناجح هو من يستثمر قدراته لمساعدة الآخرين على نجاحهم، ودعم مشاركاتهم بالأعمال التنموية المجتمعية بما يُحسّن من سمعة مشروعه ويساعده على نموّه وتحقيق أهدافه بشكل أسرع.

يتميز القائد الناجح بمهارات الإلهام والابتكار وحل المشكلات والتحفيز والتواصل والاستعداد للنمو بمشروعه. فيجب عليه أن يتحلى بالقدرة على التكيف مع التغييرات، وأن يكون متعاطفًا وذو أهداف وتوقعات واضحة، وأن يضمن أيضًا فهم فريقه لأهمية عملهم وأثره.

أما فيما يتعلق بالأزمات والتحديات التي تواجه القطاع الاجتماعي، فيجب على القائد أن يتحلى بالصبر والمرونة، وأن يكون واضحًا وصريحًا عند تواصله مع أفراد فريقه. كما يجب عليه أن يحترم جميع وجهات نظرهم رُغم اختلافها، وأن يكون مُحفّزًا لجميع الأفراد ليدفعهم للتعلم والتطور بشكل مستمر.

تقوم العديد من الشركات بالقطاعين الحكومي والخاص بأساليب قيادية فائقة الأداء، ولكن القطاعات التي لا تتميز بعدد مستثمرين كبير كالقطاع الاجتماعي قد تلجأ لتوظيف منهاجيّات قياديةٍ أخرى. ونظرًا لاتّسام القطاع الاجتماعي بأنه سريع التغيير، فهذا يعني أن له تحدياته الخاصة كقلة المستثمرين وغيرها، ممّا قد يؤثر بشكلٍ كبير على رواتب الموظفين.

ووفقًا لأحد تقارير ماكينزي، فإن هنالك ٣ نقاط مُتعلقة بالقطاع الاجتماعي بحاجة للعناية والتطوير:

١. توجيه الفرق التنفيذية بشكلٍ أفضل.

٢. رفع مستوى أداء قادة القطاع الاجتماعي.

٣. تطوير طُرق القيادة وزيادة نسبة الدعم الهيكلي.

يؤدي غياب الفريق الفعال إلى تقليل فعالية المنظمة بأكملها، ووفقًا للتقرير فإن هنالك فجوة واضحة في تدريب وتطوير قادة الفرق بالقطاع الاجتماعي، وهذا أمر ليس بالغريب فهو يعتبر قطاعًا قليل التمويل مما يعني أنه لا يمكن توفير التدريب لتطوير قادته بشكل مستمر.

ووفقًا لـ تقرير ماكينزي فإن قِلَّة فرص تطوّر القادة بالقطاع الاجتماعي ونموهم يؤدي لتصور خاطئ عن القطاع الاجتماعي، حيثُ تعتبر المهارات القيادية بالقطاع الاجتماعي بشكلٍ عام قليلة وغير فعّالة.

فيجب أن يتحلَّى القادة بالصفات التي تمكنهم من النجاح بالقطاع الاجتماعي لتحقيق أهدافهم مع فريقهم، والاستماع لآرائهم وتحفيزهم ليستمر عطاءهم بما يضمن نمو جميع الأطراف المعنية.

إن المجال الخيري مازال موجودًا ليومنا هذا بفضل التعاون ما بين أفراد الفريق والمنظمات الخارجية، و يجب على القادة أن يسعوا إلى إبقاء سبل التعاون هذه مستمرة بقدر الإمكان، وأن يتَّصفوا بالتفاني والشمولية لينعكس الشغف لكل الفريقين.

مهارات تُهمُّك في قيادة فريقك بالقطاع الاجتماعي:

تتركّز قيادة الفِرق العاملة بالقطاع الاجتماعي على أفراد الفريق، فهُم أساس نجاح المؤسسة والمُجتمع بأكمله؛ فمن خلال المساهمة في حل مشاكل غيرهم وتحديد ما يجب تغييره وعملهم كفريقٍ واحد يعملون على تحقيق أهدافهم الذاتية.  فالعمل بجهدٍ لتوفير سبل عيشٍ أفضل للآخرين هو العمل لتحقيق الهدف ذاته، والذي ينتُج عنهُ راحة الجميع.

وفي ما يلي بعض المهارات التي تُمكِّن قادة فرق القطاع الاجتماعي:

١- العمل الجماعي

يجب على القائد أن يتقبّل العمل الجماعي حتى وإن كانوا يفضلون العمل فرديًا، وأن يكونوا مٌطّلعين على قدرات ومهارات أفراد فريق العمل التي تميّزهم عن غيرهم وتعيين المهام لكل فرد بناء على ذلك. كما يجب عليه أن يُوفّر سبل التعاون بينهم لتمكينهم من مشاركة أفكارهم بحرّية تامّة، وأن يُحفّزهم على القيام بالبحث عن فرص تعاون داخليَّة لتمكين الفريق بشكلٍ أفضل، وخارجيّة لتمكين المؤسسة على العثور على سُبلٍ جديدة للنمو خصوصًا عندما يكون تمويل الشركة محدود.

٢- الوعي الذاتي 

يجب أن يتَّسم القائد بالإدراك والوعي الذاتي، فهذه الصفة الأساسية للقيادة ضرورية لتمكين أي فريق، فمن خلال فهمه لمهاراته وقدراته الشخصية سيتمكّن من توظيف المهارات التي تُساعده على تطوير ذاته وتحقيق أهدافه في المجال الذي يعمل به.

٣- التعاطف

يجب أن يكون قائد العمل المُجتمعي قادرًا على استشعار مشاعر الآخرين وتفهُّمها، وأن يتحلّى بالذكاء العاطفي الذي هو من شأنه دعم ثقافة العمل الجماعي والمساعدة على تأييد وفهم وجهات النظر المختلفة.

٤- مهارات التعامل مع الآخرين

من الضروري أن يتحلَّى القائد بالعديد من المهارات التي تُمكّنه من التواصل بشكل أكثر فعالية كمهارات التواصل قادرًا على التواصل مع الآخرين كالتفاوض والحديث والإنصات، فهي تساعدهُ على تحديد الأولويات والأهداف وتحديد نقاط القوة والضعف. فعن طريق الحوار مع أفراد فريقك بشكلٍ فعّال ستتمكّن من فهم طُرق تفكيرهم ومناقشتهم أفكارهم فيما يتعلق بأي مشروع؛ فالاستماع للأفكار المقترحة من أفراد الفريق يُساعدك على تطوير العلاقة معهم.

٥- خلق بيئة عمل إيجابية 

أظهرت العديد من الدراسات أن للبيئة الإيجابية العديد من الفوائد التي تعود على أفراد الفريق والمؤسسة بشكلٍ عام. ومنها أنها تقوم بإفراز هرمون السعادة، وهو من أهم المُحفزات على العمل بجدية وحماس، وذلك يجعلهم يكرّسون أوقاتهم بفعالية أكبر ممّا يمكنهم من إنجاز أعمالهم بسُرعة فائقة دون التأثير على جودة الإنتاجية لديهم.

ويمكنك أن تقوم بتوفير بيئة عمل إيجابية عن طريق تقديم الملاحظات الإيجابية وعقد الاجتماعات التي تساعد على تعزيز بناء الفريق وتطويره،  بالإضافة إلى إقامة مجموعة من الفعاليات والأنشطة الخارجية التي لا علاقة لها بنطاق العمل.

إن المنظمات غير الربحية عادةً ما تهدف إلى أمورٍ قد تكون غير واضحة لفريق العمل، فمن المُهم للقائد أن يوفّر بيئة عمل مُريحة تُمكّن الأفراد العاملين بها من طرح الأسئلة والملاحظات والاقتراحات ليتعرَّفوا على أهدافهم المُشتركة، وإن كانت لا تبدو ذات أهمية.

٦- المسؤولية الاجتماعية

يجب على القادة أن يشجعوا موظفيهم على المسؤولية على صعيد المُجتمع بشكلٍ عام وعلى صعيد مُجتمع العمل في المنظمة التي يعملون بها أيضًا، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المشاركة بالأعمال والمساهمات الخيرية. إن هذه النقطة مهمة جدًا فهي تساعد على خلق سمعة جيدة لنطاق عملك، وتعزز المسؤولية الاجتماعية بين أفراد فريقك.

وتعتبر المشاركة في مبادرة السعودية الخضراء  أحد أفضل الأمثلة على ذلك؛ فالمبادرة تقوم بدعم التحسين المُناخي عن طريق تركيزها على زراعة ١٠ مليار شجرة بأنحاء المملكة العربية السعودية ممّا يُسهم في تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا.

٧- التفاني

يجب أن يتحلَّى القائد بالتفاني في عمله، وذلك من خلال القيام بأعماله التي تتوجَّب عليه بكل شغف وإخلاص ليُوفَّق بها ولينجح بإحداث الفروقات التي يأمل بتحقيقها. فالقائد الناجح الذي يهدف لإحداث الفَرق في مجاله الاجتماعي ملتزمٌ بالأمور التي تتوجب عليه بغض النظر عن الوقت الذي قد يستغرقه ذلك التغيير، ويتحلى أيضًا بالتفكير بطريقة شمولية، مما يعني أن النجاح في تطبيق هذه الإنجازات في مُجتمعاتهم يعني نجاحهم أيضًا.

وأخيرًا فإن القائد الفعال يتميَّز بالعديد من المهارات المبنيَّة على العديد من القيم العامّة التي تُمكّنه من تأسيس وقيادة فريق كامل تقوده مبادئه فوق كل شيء، ولا سيَّما بالقطاع الاجتماعي. فهُو يركِّز على خلق بيئة عمل إيجابية وتحفيزية، تتَّسم بالتفاهم والتعاون، ويقودها بأسلوب يحثُّ على التضامن المُجتمعي بشكلٍ عام لجميع الأفراد، للمواجهة والتغلُّب على التحديات التي تواجه مؤسسته ومُجتمعه وعالمه.

 

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات