في كل المجتمعات باختلافها هنالك شخص يقود وشخص يتبع وهي اختلافات في الطبيعة الإنسانية، خلق الله كل شخص فينا بطباع مختلفة واهتمامات وهوايات وطموحات متنوعة. البعض منا قادة بالفطرة ويحبون أخذ زمام الأمور في أي بيئة جماعية، بينما هناك آخرون يفضلون العمل في عزلة بالطريقة التي تناسبهم.
ابتداء من الأسر الصغيرة والى المنظمات الدولية كلها تحتاج لقائد ناجح وذكي وموهوب لكي يستطيع إنجاح مشروع أسرته أو شركته أو حكومة دولته. القائد الناجح هو من يمتلك المرونة والقدرة على التأثير وإدارة التغييرات سواء الخارجية أو الداخلية.
التغيرات الداخلية التي تحدث داخل شركتك من السهل التحكم فيها ولكن التي تحدث بتأثير قوى خارجية ودون خطة مسبقة يصعب إدارتها وهذا ما يجعل دور القيادة أكثر أهمية في إدارة هذه الاضطرابات. عندما يواجه فريق أي تحديات خارجية، يجب على القائد أن يظل هادئًا وشفافًا وأن يكون قادرًا على استخدام الثقة التي اكتسبها مع فريقه لتوجيههم بنجاح خلال الأزمة.
القدرة على التواصل بسهولة مع القائد تجعل الفريق مرتاحًا وأكثر إنتاجية وقادرًا على فهم وإتقان ما يجب القيام به. لذلك كون القائد ودود واضح وسهل التواصل معه يسهم في نجاح المؤسسة وقدرته على تمكين الموظفين وتدريبهم وتطويرهم تحت إشرافه بشعور حقيقي بالحماس على العمل. فإن القائد الذي يشجع معنويات الفريق العالية سيولد طاقة إيجابية وحماسًا ينتقل ما بين الفريق. على سبيل المثال، قال أحد الأشخاص الذين عملوا مع إيلون ماسك في المراحل الأولى من مشروع سبيس إكس أن الدافع الحقيقي وراء نجاح المشروع كان حماس ايلون للسفر إلى الفضاء.
القادة في كل مجال أو قطاع يجب أن يتم اختيارهم بعناية فالقيادة ليست فعل نظري وتطبيق ماتعلمته دون حنكه وذكاء. هي حالة من التواصل الإنساني والقدرة على التأثير على الناس والتخاطب مع عواطفهم ليزيد ارتباطهم بالقضية أو المشروع أو الدولة.
في المملكة العربية السعودية أنعم الله علينا بقادة غيروا التاريخ ورسموا عالم مختلف للجزيرة العربية من بداية الدولة السعودية الأولى. وذلك النجاح يعود إلى الثقة المتبادلة والعلاقة العاطفية بين الشعب والمليك والشعور بالمسؤولية تجاه تحقيق طموح الوطن. ورؤية المملكة 2030 أصبحت بفضل القيادة الرشيدة رؤية وحلم كل مواطن فهي من الوطن وللوطن.
القيادة تحتاج للقدرات العالية في التأثير ومهارات التواصل والذكاء العاطفي وأسلوب في الحوار. إن أفكار القادة الصائبة واستراتيجياتهم الدقيقة لا قيمة لها إذا أخفقوا في تحريك مشاعرنا نحو الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إلى تطبيق هذه الاستراتيجيات. القادة الحقيقيين هم أولئك الذين يحركوننا في الاتجاه الذي يفيد الجميع، وقد نقول عنهم إنهم أصحاب رؤية واضحة واستراتيجيات صائبة. لكن ذلك لا يكفي لجعلهم قادة، وما يجعلهم قادة في حقيقة الأمر هو قدرتهم على التأثير والتحكم في مشاعر الآخرين. فالقائد الناجح يستطيع العمل والاستمرار وسط عالم من التغييرات.
كيف تقود التغيير؟ فيما يلي بعض النصائح لإدارة التغيير:
إدارة التغييرات صفة مهمة يجب أن تكون لدى القائد في وقت يمر فيه كل العالم بالتغييرات السريعة والمفاجئة خاصة بعد أزمة جاحة كورونا التي سببت تغيير كلي في أنظمة التعليم والعمل وحتى الصحه في العالم.
