يقال عادةً أن مستوى مسؤوليتك يعتمد على مستوى منصبك، وهذا أيضًا يحدد ما تحتاج إلى تقديمه من وقتك وطاقتك ومعرفتك وأحيانًا من حياتك.
التحديات والصعوبات في الحياة هي جزء لا يتجزأ منها، ومايحدد نجاحنا أو فشلنا هو كيفية تعاملنا معها. من منا لا يطمح بأن يكون عزيزا في قومه، كبير في مكانته، و في منصب مرموق ومنزلة عالية كقائد أو مدير أو وزير أو حتى رئيس دولة. ولكن مع الامتيازات تكبر المسؤوليات والتحديات.
ولا نملك جميعا نفس الطاقات والقدرات والصبر للوصول والقدرة على التضحية، فالقيادة ليست فقط منصب مرموق بل هي رسالة راقية وهي أعظم من أن تكون فقط لقب أو كرسي تشغله. للقيادة خمسة مستويات كما قدمها جون سي ماكسويل، وهو خبير قيادة ومتحدث ومؤلف معروف عالميًا، وماكسويل هو أحد المؤلفين التي ظهرت أعماله ضمن الكتب الأكثر مبيعًا تبعًا لتقييم صحف نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وبزنس ويك وقد اطلق عليه موقع Leadership Gurus لقب «خبير القيادة الأول في العالم».
بعد جائحة كورونا التي وحدت صفوف دول العالم وجهودهم فقط للتصدي لها، بالاضافة لكل مايمر به العالم من تغيرات جعلتنا أقرب لبعضنا بكثير من ذي قبل في الماضي كان التحديات وطريقة الحياة مختلفة كليا في كل بقعة في العالم. أما في الوقت الحالي تسافر من قارة إلى أخرى تجد اننا اصبحنا نشترك في الكثير من الأشياء بسبب الثورة التكنولوجية وارتباط اقتصاد العالم بعضه ببعض فتأثر دولة بشيء يؤثر على العالم بأكمله. هذا ما جعل القادة حول العالم في كافة القطاعات يواجهون تحديات مشتركة كتطوير لقاح للتصدي لجائحة كورونا ومعالجة التأثير العالمي لتغير المناخ.
تتمثل أكبر وأهم تحديات القادة حول العالم في:
التوترات والأزمات التي تحدث في مختلف القطاعات في كافة أنحاء العالم تعلم منها القادة دروس في كيفية إدارة الأزمات وكان ذلك سبب في تغيير طريقه عمل الكثير من القطاعات، كتعامل المؤسسات والشركات قبل وبعد أزمة كورونا تغير في مختلف أنحاء العالم منها في بريطانيا التي أصبحت تؤمن بضرورة التعبير عن المشاعر.
ذكر ذلك ماتياس بيرك، المدير العالمي لتطوير الشركاء في White & Case وأستاذ مساعد في شؤون القيادة في جامعة نيويورك، في حواره مع مجلة فوربس. لفت بيرك إلى القدرة على السماح للمشاعر بالتواجد من دون الحاجة إلى تغييرها أو مقاومتها أو الحكم عليها، وقال "إننا عرفنا أنه منذ فترة طويلة أن السلامة النفسية هي عامل نجاح رئيس، وأعتقد أن ما قد نشهده هو أن القادة العظماء سيخلقون الآن أكثر من أي وقت مضى بيئات يشعر فيها الناس بأنهم مضطرون ومنفتحون لإحضار ذواتهم الكاملة إلى العمل، وهذا بدوره سيؤدي إلى اتصالات عميقة ذات مغزى ومحادثات صادقة و استعداد للانفتاح على جميع الاحتمالات التي تنشأ عندما نظهر على أننا أنفسنا الكاملة [لا نخفي مشاكلنا و قلقنا وخوفنا]."
في سياق الحديث عن تعامل القادة مع الأزمات، من الجدير بالذكر تعامل قادة المملكة العربية السعودية مع جائحة كورونا التي امتازت بسيطرتها الفعّالة. فقد قامت قيادة المملكة الرشيدة بخطوات استباقية في مواجهة الجائحة فاقت في قدرتها على القيادة دول توصف بأنها متقدمة، وذلك بسبب أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان خلال حياته العملية كلها أكبر المسؤولين في إدارة الازمات، محليا وخارجيا، بالإضافة لذلك ذكاء سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة ساعده على وضع نموذج عالمي لإدارة الأزمات يمكن أن يحتذى به.
أدركت المملكة حجم الخطر سريعا وكانت تسبق كل الدول في كل إجراءات التصدي للجائحة، أعطت المملكة دروس عظيما في القيادة لكل دول العالم في طريقتها في قيادة هذه الأزمة. فقد كان التصدي بخطوات ذكية وسريعة، فلقـد خصصت 177 مليـار ريـال سعودي لدعـم القطـاع الصحـي و القطـاع الخـاص والأفراد. و هـذا الرقـم يمثـل نحـو 18% مـن الميزانيـة العامـة للدولـة. بالاضافة لمساعدة كل العالقين من أبناء الوطن في الخارج عند تعليق الطيران بين الدول في العالم، كانت المملكة مضرب للمثل في تعاملها مع المواطنين وسرعة تجاوب السفارات وتقديمها لكافة الخدمات للمواطن في الخارج والداخل. نتيجة لهذه الاستجابة السريعة والإجراءات اللاحقة، تعد المملكة العربية السعودية من بين الدول التي لديها أقل معدل لحالات COVID-19 المؤكدة الجديدة يوميًا.
يجب أن يكون القادة على استعداد للمواقف الصعبة، سواء كانوا يواجهون وباءً عالميًا أو يستكشفون مشهدًا اقتصاديًا متغيرًا أو يتوقعون تأثير تغير المناخ. لذلك من المهم معرفة الوقت الذي تمر فيه أنت أو مؤسستك بوقت عصيب، وتحديد العوائق الداخلية والخارجية المحددة، وإنشاء خطة لمواجهة التحديات. يجب أن يكون القائد على استعداد دائما وان يجازف بخطط أو طرق جديدة او يستخدم خططه التي نجحت في السابق.
