كيف يمكن للقادة تجنب الإرهاق الرقمي لدى فريقهم؟

الحفاظ على الاتزان الرقمي هو مفتاح النجاح
من المهم أن تتصرف بسرعة عندما ترى أحد أعضاء الفريق يعاني من الإرهاق في هذا العالم الرقمي المتزايد.

في مبادرة جميلة منه، احتضن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ‎إثراء في نهاية شهر مارس 2022 قمة "سينك" عن الاتزان الرقمي، شارك فيها 60 متحدثاً محلياً ودولياً، وهي أول قمة عالمية تهدف إلى مناقشة التقنية وتداعياتها من أجل الوصول إلى أفضل الحلول الممكنة لتحقيق الاتزان في حياة مستخدمي الوسائط الرقمية.

بحسب مركز إثراء، يعاني نحو 50 بالمئة من جيل ما بعد الألفية من الإرهاق والصداع بسبب التقنية، ويترك نحو 44 بالمائة من الأباء أبناءهم بلا رقابة أثناء استخدامهم للتقنيات، ويجد نحو 42 بالمائة من الأشخاص أن التقنية ساهمت في تقليل الوقت الذي يقضونه مع من حولهم.

يسعى برنامج الاتزان الرقمي لمركز إثراء إلى إحداث تغيير ملموس في كيفية التفاعل مع المنصات الرقمية وتنظيمها وتصميمها، خاصة أننا بتنا نتعامل في السنوات الأخيرة مع أجهزة تكنولوجية ذكية فائقة السرعة تلبي عبر تطبيقاتها احتياجاتنا اليومية  من التسوّق وممارسة العمل عن بعد وقراءة الأخبار، ومشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج المنوعة.

مع دورها المؤثر، لا يمكننا الاستغناء عن الأجهزة المحمولة بأي شكل، لكن من المهم استخدامها عند الحاجة إليها، تجنبًا لحدوث مشاكل نفسية وجسدية، خاصة أن الفصل بين حياتنا الحقيقية وحياتنا التقنية يكاد يكون صعبًا.

 عندما تكون قائد فريق فعّال، وتجد الإرهاق الرقمي واضحاً على فريقك، بالتأكيد ستبحث لهم عن طرق متزنة وصحية تساعدهم فيها على التحكم باستخداماتهم للأجهزة واستثمارهم وقتهم دون التسبّب بأي شكل من الإرهاق.

نصائح لمساعدة فريقك على مكافحة الإرهاق الرقمي

عليك كقائد فريق أن تدرك أنه على الرغم من المشاعر السلبية التي تنتابنا بين الحين والآخر تجاه العالم الرقمي، إلا أن هناك بعض الطرق البسيطة للحفاظ على المرونة والسلوك الإيجابي عند قضاء الكثير من الوقت على الأجهزة، وعليك أن توضح ذلك لفريقك وتقول لهم بشكل جماعي أو لكل فرد منهم:

١-  لست وحدك. قد يكون من المريح معرفة أن مشاعرنا طبيعية تماماً وعالمية أيضاً. حتى لو أحسسنا بأننا خارج مجتمعنا، فنحن لسنا وحدنا.

٢-  نفّذ واجباتك على دفعات، خاصة عندما تعمل عن بعد. فعندما تتداخل الأيام التي تتواجد فيها بالمنزل، قد تشعر بحالة من الكسل تمنعك حتى من التخطيط لأصغر الأمور مثل المشي أو الذهاب لتناول القهوة. مع تنفيذ الأمور بشكل جزئي، ستجد أن كل شيء أصبح تحت السيطرة.

٣- كن فضولياً وتخلّ عن الأفكار المسبقة، ومارس شكلاً من اليقظة الذهنية من خلال التفكير في كيفية جعل هذا الوضع الرقمي الجديد يعمل لصالحك.

٤- استكشف طُرقًا جديدة. مثلاً خلال العمل عن بعد..تعبت من مكتبك الصغير في غرفة النوم؟ جرّب أخذ جهاز اللابتوب والعمل من الحديقة أو توجّه إلى أقرب مقهى هادئ. كسر الجمود والروتين مهم، حتى وإن كنت في مساحة مكتبية صغيرة.

٥- اعتنِ بنفسك. عليك أن تتعاطف مع ذاتك، وتحاول بناء قوتك العقلية وتتقبّل الموقف الذي أنت فيه، من دون وضع نفسك في صراع عبثي. في بعض الأحيان، سيكون إجراء مكالمة مع صديق أو صديقة أو مشاهدة مسلسل أمراً مجدياً.

٦- زد من تواصلك الاجتماعي المباشر، بحيث تتفق مع بعض الأصدقاء على تخصيص وقت تبتعدون فيه عن العالم الرقمي، وتتفاعلون مع الواقع الفعلي من خلال ممارسة نشاط معين.

٧- من الجيد الاعتناء بنباتات منزلية في داخل المنزل أو في الحديقة بغية تعزيز النشاط الجسدي، وهذا لا يغني عن ممارسة نشاطات رياضية بصحبة مجموعة من الأشخاص الذين ترتاح بصحبتهم.

في دورك القيادي، من المهم أن تتعامل على أساس أن أي فرد من الفريق يمكن أن يعاني من تأثيرات مرضية جانبية جراء استخدام العالم الرقمي. الأمر ليس بسيطاً لك بالتأكيد، لكنه يستحق بعض الإرادة لمساعدتهم في التخلص من إرهاق يمكن أن يؤثر على حياتهم الفعلية وعلاقاتهم الاجتماعية.. ومن الجيد أن تعزّز لديهم فضيلة الاعتدال، فكما يقال: "الاعتدال والاتزان في الأشياء أبو الفضائل" و"خير الأمور أوسطها".



إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات