|
قد يلتبس عليك عند قراءة العنوان أن القرار الذكي هو القرار الذي يتخذه الناس في حياتهم بناء على تجاربهم، وأننا كتبنا ذكاء القرار بطريقة ربما خاطئة. لا عليك، فالجميع يمكن أن يعتقد ذلك لأول وهلة، لكن ذكاء القرار الذي نركز عليه هنا هو شكل من تطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار في مجال الأعمال، يركز على تحقيق النتائج والأهداف التجارية بسرعة قياسية. تساعد هذه التقنية الشركات على اتخاذ قرارات دقيقة ومتسقة في مدة زمنية قصيرة لتلبية احتياجات ومشكلات معينة خلال ممارسة الأعمال، وهو لا يعني إلغاء الدور البشري، بل تمكين البشر على بناء رؤية أكثر شمولاً واتخاذ أفضل قرار ممكن. ولا شك أن المملكة العربية السعودية، وهي في طريقها إلى تحقيق رؤية 2030، تحتاج إلى هذا النوع من التقنيات لدعم الشركات، ومواكبة المتغيرات في قطاع الأعمال، ولذلك عملت على إطلاق فعالية "Launch" في 2021 لدعم المبدعين والمبتكرين والمهتمين بالبرمجة والابتكارات التقنية، وبهدف مساعدة الشركات في تنفيذ مشاريعها وتغطية خطط التوسع.
أرقام وإحصاءات تظهر الأبحاث أن توفر المزيد من البيانات هو أفضل دائماً، بغض النظر عن القرار الذي تتخذه، وتؤكد أنه بحلول نهاية عام 2024، ستستفيد 75٪ من المؤسسات من الذكاء الاصطناعي التشغيلي مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية لتوفير رؤى قوية حول العمليات وسلاسل التوريد، وستستخدم 33٪ من المؤسسات الكبيرة تقنية ذكاء القرار، بما في ذلك نمذجة القرار، للمساعدة في اتخاذ القرارات بحلول عام 2023. ومن المتوقع أن ينمو سوق ذكاء القرار العالمي إلى 17 مليار دولار بحلول عام 2027.
نصائح للبدء باستخدام ذكاء القرار ١- ابدأ بالأمور البسيطة من الأفضل البدء بعملية محددة ومنخفضة المخاطر مع طرح مجموعة كبيرة من الأمثلة، لأنه من المهم إدراك أن ذكاء القرار ليس عملية ستنفّذها لمرة واحدة، بل ستلجأ إليها مراراً. يجب عليك تعديل نهجك باستمرار بناءً على التعليقات التي تتلقاها. الشيء المهم هو النظر إلى ذكاء القرار كاحتمال قابل للتطبيق، وتجريبه في الأعمال. يمكن أن تبدأ بشكل صغير، حتى أن هناك من يستخدم ذكاء القرار بطريقة لا يسمونها "ذكاء القرار"، من بينهم، تجار التجزئة عبر الإنترنت الذين يستخدمون محركات توصية، لكنهم لا يستفيدون من جميع وجهات نظر ذكاء القرار على الدوام.
٢- استفد من البيانات الجديدة وعدّل الخوارزميات كلما تكررت عملية استخدام ذكاء القرار على نحو أكثر، كلما كانت النتائج أوضح، وزادت فرص شركتك لتحسينها. تستخدم العديد من الشركات خوارزميات لفرز المعاملات في ملفات تعريف سلوكية بهدف توقع ما إذا كانت أي معاملة معينة احتيالية أو مشبوهة. مع زيادة تعقيد القرارات، ينبغي دمج البيانات في استراتيجية ذكاء القرار الخاصة بك، لأن إعادة التفكير في الخوارزميات الأساسية يمكن أن تساعدك أيضاً في زيادة جودة نتائجك.
٣- استفد من ذكاء القرار في العمليات المعقدة عندما تكون خطوات القرار أقل وضوحاً، والنتائج أكثر غموضاً، أو عندما تكون هناك مخاطر أكبر لاتخاذ قرارات خاطئة، فقد لا تتمكن الأنظمة الذكية من استبدال جميع عمليات صنع القرار، لكنها قد تكون قادرة على زيادتها، بالتالي هنا ليس من الضروري التوصل إلى الاستنتاجات النهائية، بل يمكن استخدام ذكاء القرار لإنشاء التقارير أو الاتجاهات والارتباطات فقط.
٤- احترس من البيانات المتحيزة وليكن القرار البشري هو النهائي عندما ينظر الناس إلى البيانات، فإنهم تكون من خلال عدسة تجربتهم معها، ما قد يؤدي إلى استنتاجات إشكالية. بالتالي لا بد أن تكون على حذر لإدارة هذا التحيز عند حدوثه، خاصة في البيئات الثقافية المتنوعة. وفي بعض الأحيان، تتعارض التوصيات المستندة إلى البيانات مع كل المفاهيم، بالتالي عدم فهم كيفية عمل التكنولوجيا يمكن أن يعيد الشركة إلى الوراء لسنوات. الحل هو أن يكون هناك شخص واحد على الأقل يشارك في اتخاذ هذه الأنواع من القرارات بناء على فهم كيفية عمل التحليلات.
٥- استخدم سياقات غير اعتيادية في كثير من الحالات، يكون اتخاذ القرار الصحيح أمراً مستحيلاً، حيث أن العديد من العوامل الخارجية التي لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق تؤثر على النتيجة، مثل الكوارث الطبيعية. بالتالي في ظل القرارات الكبيرة، لا يمكن لتقنية ذكاء القرار أن تساعدك بشيء، لكن عليك أن تلجأ كقائد إلى قدرتك على تجاوز الصعاب بأسلوبك وبصيرتك الخاصة بك.
يتجه قطاع الأعمال إلى تبني ذكاء القرار على نطاق واسع، وزيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات. سيحتاج كل عمل إلى ذكاء يعتمد على جزء من البيانات للمساعدة على اتخاذ القرارات بطريقة حديثة تتسم بالدقة والشمولية والسرعة. يمكنك البدء بالتعامل مع تقنية ذكاء اتخاذ القرار، لتضيف لمسات مثمرة إلى استثماراتك وأعمالك. |
