صناعة القيادات الشابة

الحلقة الثامنة
8
القيادة ليست مجرد كلمة، بل هي مجموعة من الأفعال والمهارات التي يجب أن يتحلى بها الشخص حتى يُشار إليه بالقائد، لكن هل القيادة مهارة فطرية أم يمكن اكتسابها؟. في هذه الحلقة نستضيف الأستاذ ثامر شاكر الخبير في مجال الإدارة وتطوير المنشآت، والذي يشاركنا الحديث عن أهم صفات القائد المُحنك الناجح، وأهمية أن يطور مهاراته القيادية باستمرار حتى لا يفقدها، وأن يُشرك فريقه في عملية التغيير الإداري. كما يحدثنا ضيف الحلقة عن مهارة الإقناع التي يحتاجها أي قائد حتى يتمكن من إيصال فكرته إلى فريق العمل، وبالتالي تنفيذ الخطط الموضوعة على أكمل وجه.

القيادة مهارة فطرية أم مكتسبة؟

في ظل التغيرات  السريعة التي تشهدها البشرية في العصر الحالي على كافة الأصعدة، أصبح تطوير المهارات القيادية أكثر ضرورية من أي وقت مضى، فلا فريق عمل بدون قائد، ولا يوجد أي تجمع بشري تحت أي غرض بدون قيادة، القائد هو ذلك الشخص القادر على التأثير في الآخرين وإرشاد وتوجيه من حوله، من خلال وضع رؤية واضحة، تمكن الآخرين من تحقيق الأهداف المرجوة دون أن يحيدوا عن الطريق.

وليس بالضرورة أن يولد  الشخص قائدًا بالفطرة، وهو الأمر الذي أكده الأستاذ ثامر شاكر الخبير في مجال الإدارة وتطوير المنشآت، حيث أشار إلى أن بعض الأشخاص يتحلون بأهم الصفات القيادية بالفطرة بما في ذلك تحمل المسؤولية والمبادرة وحب التعلم، وبعضهم يكتسبون هذه المهارات، مؤكدًا على أن القيادة مثلها مثل أي شيء آخر، يمكن الشخص اكتسابها، ويمكن كذلك أن يفقد مهاراتها إذا لم يمارسها، أو يعمل على تنميتها.

كيف ينمي الشباب حسهم القيادي؟

إلى جانب الدورات التدريبية ومقاطع الفيديو والكتب التي يمكن أن يتعلم منها الشباب المهارات القيادية، أكد الأستاذ ثامر على ضرورة أن يبادر الشباب بتولي دور قيادي، مشيرًا إلى أن القيادة لا تقتصر على تولي منصب معين، بل من الممكن أن يطور الشباب حسهم القيادي بقيادة فريق تطوعي، لأن العمل في المجالات الاجتماعية والخيرية متاح للجميع، وبالتالي يمكن لأي شخص أن يختبر قدراته القيادية عبرها.

أهم صفات القائد الناجح

ولأن نجاح أي مؤسسة في عملية التغيير الإداري يعتمد بالأساس على القائد ورؤيته واستراتيجياته، أشار أ. ثامر إلى أن من أهم صفات القائد المُحنك قدرته على التواصل وإيصال أفكاره للموظفين، وبناء فريق عمل متجانس، وإشراكهم في عملية التغيير، مؤكدًا على أن القائد الناجح يجب أن يتحلى بقدرة كبيرة على الإقناع، حتى ينفذ فريق العمل الخطط الموضوعة كما هي.

التوازن

وبينما يسعى القادة الشباب لتحقيق أحلامهم في أسرع وقت، فقد يقع بعضهم في فخ الانهماك في العمل دون غيره، وهنا يؤكد أ. ثامر شاكر على أهمية تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، بحيث يهتم القائد بحياته الشخصية وأسرته وصحته، وفي نفس الوقت يهتم بالجانب العملي وإنجازه لأهدافه.

تحديات

في حين يكون القائد المسؤول الأول عن نجاح المؤسسة، إلا أنه في كثير من الأحيان قد تحدث ظروف خارجة عن إرادته وتتسبب في تعثر المشروعات، وهو ما أكد عليه «شاكر» مشيرًا إلى أن ما من قائد على سبيل المثال كان سيتمكن من التنبؤ بجائحة كورونا، وتداعياتها على العديد من الصناعات.

وهنا يؤكد أ. ثامر على أهمية تحلي القائد بالمرونة، والتأقلم مع المتغيرات، وقدرته على تغيير استراتيجياته بسرعة توافقًا مع تغير السوق، وعدم تشبثه بآرائه.

ومن بين التحديات الأخرى التي قد يواجهها القادة الشباب أن يكونوا مديرين لموظفين يكبرونهم في العمر، مما قد يخلق صدامات بينهم، ومن أجل تجنب ذلك أكد على أهمية أن يثبت القائد الشاب الجديد نفسه من أول يوم عمل، وأن يكسب ثقة الجميع ويقنعهم برؤيته، وأخيرًا عليه  أن يتحلى بالثقة في نفسه حتى لا يسقط في فخ التوتر مع المرؤوسين.

نصيحة للشباب

على القادة الشباب أن يضيفوا قيمة للناس، فالقائد المميز لا يصل إلى القمة وحده، ولكنه يأخذ الآخرين معه إلى القمة، ويتطلب إضافة القيمة أن يواصل القائد التعلم، وأن يكن مودة وحب تجاه من يعمل معهم، بالإضافة إلى التواصل مع الآخرين وشرح خطته ورؤيته لهم.

بودكاست
يستضيف بودكاست عنان خبراء ليجيبوا على أسئلة توجيهية من مختلف المجالات والصناعات التي تهم الشباب السعودي. ستقدم كل حلقة أفكارًا ونصائح ومشاركة الخبرات لتساعدك في رسم ملامح مستقبلك
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات