نتفاعل مع الناس يوميًا بطرق متعددة ومتنوعة، بدءًا من رسائل الواتساب مع الأصدقاء والعائلة، إلى رسائل العمل التي لا تنتهي عبر البريد الإلكتروني. ويتسم كل تفاعل بمشاعر مختلطة بيننا وبين الآخرين وقد يغدو فوضويًّا وسريعًا!
وهنا يأتي دور الذكاء العاطفي الذي يعرف أحيانًا باسم "الحاصل العاطفي"وهو القدرة على الجمع بين تفكيرك ومشاعرك لتكوين علاقات وطيدة واتخاذ قرارات صائبة.
يتضمن الذكاء العاطفي بعض المهارات الخاصة، والتي حددتها مجلة Psychology Today على النحو التالي: "الوعي العاطفي، أو القدرة على تحديد وتعريف المشاعر الشخصية؛ والقدرة على تسخير تلك المشاعر وتطبيقها على مهام مثل التفكير وحل المشكلات؛ والقدرة على التحكم في العواطف، والتي تشمل تنظيم مشاعر الإنسان عند الضرورة ومساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه."
عرَّف عالما النفس، "بيتر سالوفي" و"جون د. ماير"، مصطلح الذكاء العاطفي في عام 1990، ووجدا أن هناك أربعة مستويات مختلفة من الذكاء العاطفي وهم: إدراك العواطف، والتفكير بالعواطف، وفهم العواطف، والتحكم في العواطف.
السر وراء الحاجة إلى قادة يتميزون بقوة ذكائهم العاطفي
في الماضي، كان من المُعتقد أن اكتساب الذكاء العاطفي "أمر جيد" لأنه يساعدك على عيش حياة سعيدة، ولكن أصبحت الشركات الكبرى الآن تدرك أنها ميزة أساسية وقوية تبحث عنها في القادة الذين يستعينوا بهم.
وكشف البحث الذي أجراه مزود "الحاصل العاطفي" TalentSmart عن أن الذكاء العاطفي هو أقوى مؤشر على الأداء – مما جعل مديري التوظيف في كل مكان يستعدون لذلك.
بالإضافة إلى ذلك، قال 71٪ من أصحاب العمل الذين شملهم استطلاع CareerBuilder إنهم يقدّرون الذكاء العاطفي أكثر من معدل الذكاء، حيث أفادوا بأن الموظفين ذوي الذكاء العاطفي العالي هم أكثر قدرة على البقاء هادئين تحت الضغط، وحل الأزمات بشكل فعال، والتواصل مع زملاء العمل بطريقة ودودة.
وعلَّق "دانيال جولمان"، مؤلف الكتاب الرائد، "الذكاء العاطفي: لماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من معدل الذكاء"، على هذا الموضوع قائلاً: "إذا لم تكن لديك قدرات عاطفية، لم يكن لديك الوعي الذاتي، وإذا لم تكن قادرًا على إدارة مشاعرك المؤلمة، فلن تستطيع التعاطف مع الآخرين وتكوين علاقات فعالة معهم، وبغض النظر عن مدى ذكائك، فلن يتحقق لك النجاح".
كيف تعلم ما إذا كان ذكاؤك العاطفي مرتفعًا أم منخفضًا؟
إذا جعلك كل هذا تتساءل عما إذا كان ذكاؤك العاطفي منخفضًا أم متوسطًا أم مرتفعًا، مما يؤثر على آفاق حياتك المهنية، فهناك بعض المؤشرات العامة التي يجب البحث عنها.
يرى الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المنخفض أنفسهم دائمًا "على صواب"، وغير مبالين بمشاعر الآخرين، ويلومون غيرهم على مشاكلهم، ولديهم قدرة ضعيفة على التأقلم، ويمرون بنوبات انفعالية متكررة، وغالبًا ما يغيرون دفة الأحاديث حول أنفسهم، كما أنهم غير قادرين على فهم أنفسهم وقدراتهم ونادرًا ما يفكرون في سلوكهم.
بينما يتقبل الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المرتفع النقد دون إنكار أو انزعاج، فهم منفتحون ومستمعون جيدون، ويعتذرون عندما يُخطئون، وهم صادقون ولكن بدون أن يكونوا فظين. كما أنهم أيضًا متعاطفون وقادرون على التأثير بشكل إيجابي على الآخرين.
في الحقيقة، ربما يقع معظمنا في مكان ما في المنتصف، وأننا جميعًا لدينا ذكاء عاطفي متوسط – ولكن يمكنك إجراء الكثير من الاختبارات عبر الإنترنت لإعطائك فكرة حول معدل ذكائك العاطفي!
إليك أحد الاختبارات المجانية من مؤسسة جلوبال ليدرشيب (Global leadership Foundation) لتبدأ به.
الأمر كله يتعلق بالمهارات الاجتماعية
يتمتع القادة العظماء ذوو الذكاء العاطفي المرتفع بمهارات شخصية واجتماعية عالية ويملكون قدرة رائعة على التواصل. وهم دائمًا ما يعكسون سلوكهم، ويمكنهم ذلك من تحديد نقاط قوتهم وضعفهم. كما أنهم قادرون على سماع الأخبار السيئة مثل سماعهم للأخبار الجيدة، وهم رائعون في إقناع فريق عملهم بدعمهم في مهمة أو مشروع جديد. لقد قدموا مثالًا يحتذى به في سلوكهم.
وتعني هذه المهارات الاجتماعية أنهم جيدون أيضًا في إدارة التغيير وحل الأزمات بحنكة ودبلوماسية.
ويمكنك بناء مهاراتك الشخصية والاجتماعية باتباع النصائح التالية: