كيفية التحرر من منطقة الراحة

التحرر من منطقة الراحة لإطلاق العنان لإمكانات القيادة بداخلك
تعرف على أسباب ميل النفس إلى الركون للراحة والروتين المعتاد الذي نعيشه، أو ما يسمى بمنطقة الراحة وكيفية الخروج منها إلى منطقة النمو وإطلاق العنان لإمكانات القيادة.

يمر الجميع بفترة من الركون إلى منطقة الراحة حيث يعملون براحة وحرية نسبية.

قد يواجه كل شخص تأثير مشاعر القلق والخوف في حياته سواء العملية أو الاجتماعية أو النفسية وحتى الضغط الذي يمارسه الزملاء والتأثيرات الاجتماعية

وللقلق أنواع كثيرة ويختلف تأثيره وكيفية التعامل معه من شخص لآخر. فقد يلجأ الكثيرون للهروب من المواجهة، إلى منطقة الراحة، اعتقادًا بأنها الطريق الوحيد الذي يقود إلى السعادة والراحة النفسية، لما تعطيه من سكون وهدوء عن ضجيج الأفكار المقلقة. وللوهلة الأولى قد يبدو هذا الاختيار جيدًا، لكن بمجرد أن يعتاد عليها الفرد، يصبح الخروج منها أمرًا صعبًا وهو ما يعيق التقدم التطور الشخصي والتقدم المهني. وبعد ذلك، نجد أنفسنا نتطلع إلى مواصلة السيطرة على مجريات الأمور من حولنا وإيجاد مساحة أكثر أمانًا لنا، ونتيجة لذلك، نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة يومًا بعد يوم. ولذلك نشعر باعتياد الأمر وينتهي بنا الأمر قابعين فيما يُسمى بمنطقة الراحة. ويسفر هذا بالنهاية عن تجنب ما يشحذ همتنا ويتحدى عزيمتنا فنفشل بالنهاية في إطلاق كامل إمكاناتنا. كما نخدع أنفسنا باعتقادنا أننا راضون عن الوضع الراهن ونمضي مزيدًا من الوقت في منطقة الراحة مما يزيد من صعوبة الخروج منها.

منطقة الراحة هي منطقة وهمية تستخدم مجازًا للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد، يشعر فيها بالسعادة الغامرة وبراحة وطمأنينة ورضا كبير عن نفسه، ولها تأثير كبير على حياته ولذلك يقاوم فكرة الخروج منها. فعل سبيل المثال، بالتأكيد سيقاوم الشخص الذي تقلد منصبًا واحدة لمدة 10 سنوات إغراء الانتقال إلى وظيفة أخرى جديدة بسبب ما تفرضه هذه الوظيفة من تحديات كبيرة حتى ولو كانت ستغدق عليه بالمكافآت ومزيد من التطور الشخصي.

هذا لا يلخص المعنى الكامل لمنطقة الراحة، فالحقيقة أن معظم الناس يشعرون بالملل بشكل عام من العيش في حالة ركود. ولأن التطور من سمات الإنسان الناجح، فهو لن يرضى بحالة الركود هذه، وإنما سيعمل جاهدًا للخروج منها لمنطقة النمو، ومواجهة التحديات التي تصقل المهارات وتساعد على إعطاء معنى لحياته.

 

أهم الأسباب التي تشجعك للخروج من منطقتك البعيدة عن مواجهة تحديات الحياة:

النمو الشخصي

إصرارك بالبقاء في منطقتك وعدم المبادرة بالتغيير، يؤثر سلبيًا على أمور حياتك. لن تنمو إذا لم تصر على مواجهة مخاوفك وقلقك. معظم الأشخاص المدمنين على مناطق الراحة الخاصة بهم، ينتهي بهم الأمر بالفشل في تحقيق أهدافهم، والهروب الدائم من التغيير، واستكشاف ذاتهم وقدراتهم.

استكشاف شغفك بالحياة

نحتاج إلى تخطي روتين الحياة اليومية الرتيب لاستكشاف الشغف، إذ من الصعب العثور على شغفك وما تطمح إليه داخل منطقة الراحة والأمان الخاصة بك، لكن الابتعاد عنها يساعدك في البحث عن ذاتك واكتشافها. فهل سألنا أنفسنا يومًا ما إذا كنا نشعر بالسعادة في عملنا؟ فهذا يدعونا لاستكشاف هواياتنا وتحدي أنفسنا لإيجاد شيء ما يثير شغفنا، ويسلط الضوء على مكانتنا في المستقبل. ولنتذكر دائمًا القول المأثور "اعمل ما تحب ولن تعمل يومًا في حياتك".

التأكد بعدم الرضا بالأقل

رغم شعورنا أننا على ما يرام، فما من شيء يضاهي الشعور بالرضا! فمن المشاعر التي تتسبب بها منطقة الراحة، هو الحاجة إلى تحديد أهداف جديدة لنفسك، وعدم الرضا بالوضع الراهن، إضافة إلى خوض تحديات جديدة في الحياة. وقد يصعب هذا في البداية، لكن بمرور الوقت سيصبح أسهل تدريجيًا!  وتذكر دائمًا أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم!

الالتقاء بأناس جدد ومختلفين

الخروج من منطقة الراحة يفتح الباب أم سيل من الفرص للالتقاء بأناس جدد من مختلف مناحي الحياة.  وسيحمل هذا تأثيرًا غير مباشر ويمنحنا فرصًا لاستكشاف اتجاهات جديدة، وتعلم مجموعة متنوعة من المهارات أو صقلها مثل التواصل الفعال والعمل الجماعي، والتي بدورها ستقود تطورنا الشخصي.

 

من منطقة الراحة إلى منطقة النمو

للخروج من العزلة المريحة للنفس، عليك أولًا أن تعي الدوافع خلف التجارب التي تواجهك. الحياة مليئة بالفرص، لكن المشكلة أحيانًا تكمن في عدم فهم أو إدراك الأسباب المهمة خلفها. للخروج من المنطقة الآمنة لمنطقة النمو والازدهار، ستمر بمراحل عديدة من التعلم والفهم والاستيعاب، وعليك أن تتحلى بالشجاعة والعزيمة لتخطيها، بطريقة تكسبك مهارات جديدة، حينها تتسع قدرة الفرد للوصول إلى آفاق أكبر، وهذا ما تعنيه منطقة النمو

 

اكتشف إمكانات القيادة بداخلك

مهارة القيادة فن يمكن تعلمه، لا يولد القائد بمهارته، بل يطورها ويصقلها من خلال التجارب والمصاعب التي يخوضها بالحياة، ويتم ذلك من خلالك كشخص أولًا ومن خلال الآخرين ثانيًا، سواء بممارسة أفضل أنواع القيادة معهم، أو تعليمهم أساسيات القيادة وأهمية إمكانياتها عند الفرد.

في أول خطوة لك كقائد، قدم ما عندك من خبرة ومهارات للعالم. لا تبخل أو تخجل بتقديم ما لديك لمن حولك. استخدم تقييمك الشخصي، واقترح ما تراه الأفضل، واطرح وجهات نظرك لتثبت جدارتك بالقيادة، احضر المؤتمرات المحفزة، التي تمدك بالمعلومات، وطور علاقاتك مع الآخرين.

 

إذا كنت تبحث عن إمكانيات شخصيتك القيادية، فإن استخدام هذه الأساليب الثلاثة هو طريقك.. ستكتشف نفسك، وستبني مهارات قيادية، وستزيد من معرفتك بالقيادة.

 

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات