الرياض: وجهة المستقبل والتحوّل

نستعرض في هذه المقالة، التحولات الكبرى التي تشهدها مدينة الرياض في إطار رؤية المملكة 2030، مع التركيز على المشاريع الاستراتيجية التي تُسهم في تطوير المدينة وتعزيز مكانتها كعاصمة عالمية حديثة ومستدامة. مع تسليط الضوء على الفرص التي تتيحها هذه المشاريع لتحقيق التميز والابتكار في المدينة.
 
 

"محظوظون أننا في مدينة الرياض"، بهذه العبارة افتتح صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، حديثه في جلسة حوارية بمساحة ديوان القادة، ضمن فعاليات منتدى مسك العالمي 2024. مؤكدًا أن الرياض تشهد تحولًا استثنائيًا، حيث المشاريع العملاقة تُعيد تعريف معالمها، والفرص تُصنع، والطموح يقودها لتكون واحدة من أعظم مدن العالم.

مشاريع تُعيد تعريف المدينة

ضمن فعاليات منتدى مسك العالمي، وفي جلسة حوارية، تحدث سمو الأمير عن مشاريع الرياض والفرص التي تُصنع. ويرى أن المدن تمر بثلاث مراحل: مُدن ناجحة وصلت إلى خط مستقيم، مُدن خاملة لا تشهد أي حركة، ومُدن تنتقل في رحلة صعود ونمو نحو النجاح. والرياض اليوم تعيش المرحلة الأهم، وهي مرحلة الصعود والنمو، حيث تتسارع التنمية، وتُصنع الفرص، ويُرسم أثر يمتد للأجيال القادمة. كما أكد في بداية حديثه، " أننا في الرياض اليوم نعيش في حراك كبير على كافة الأصعدة".

بالنظر إلى المشاريع المتنوعة في مدينة الرياض، فإننا لا نتحدث عن تطوير عمراني فقط أو بنية تحتية فقط، بل عن إعادة تعريف المدينة؛ فهي محركات أساسية لتغيير وجه المدينة، وتوجيه مسارها نحو رؤية جديدة تُعرف من خلالها هويتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

كل مشروع في الرياض اليوم هو مشروع تاريخي بحد ذاته، بحجم الأثر، وبحجم الطموح، والمساحة، وغيره. فلو أخذنا مشروع الدرعية، الذي يعزّز الهوية العمرانية، من ناحية التأثير الكبير على التراث العمراني للمدينة، وعلى السياحة، وعلى الترفيه وعلى الاقتصاد.

" هذه المشاريع، لو كانت في مُدن أخرى، لكان لكل منها حدثًا استثنائيًا تاريخيًا، فلك أن تتخيل أن كل هذه المشاريع في مدينة واحدة وفي وقت واحد موجودة ".

استقطاب المواهب

أصبح التنافس على المواهب عالميًا، ولم تَعُد الفرص الوظيفية محصورة داخل المدن كما كان في السابق. فاليوم، يمكن للكفاءات المتميزة الانتقال بسهولة إلى عواصم مثل لندن وطوكيو وغيرها، بفضل التطورات التقنية، وتقدم وسائل النقل والتواصل، والعولمة التي سهّلت التنقل. هذا التحوّل يجعل استقطاب الكفاءات والمحافظة عليها تحديًا رئيسيًا للمدن الطامحة إلى النمو والريادة.
وفي هذا السياق، تعمل الرياض، بجانب استثماراتها في المشاريع الضخمة، على بناء بيئة جاذبة للمواهب عبر برامج مثل "استقطاب المواهب"، الذي يُتابع بشكل مباشر من القادة، والذي يهدف إلى جذب الأفراد الموهوبين في مختلف المجالات.

 كما أشار، أن الفرصة الوظيفية الممتازة لن تجذب الشخص المميز إذا كانت تفتقر إلى التعليم لأبنائه، أو الترفيه، أو البنية التحتية والأمان.

لهذا، فالمدن الناجحة اليوم لا تكتفي بالتأهيل فقط، بل تبني منظومة متكاملة تحفظ الكفاءات وتجذبها إليها.

كيف أكون أحد صنّاع الأثر في التنمية؟

الجواب بسيط لكنه جوهري: التوفيق أولًا، حيث شدد سمو الأمير على أنه عنصر أساسي في نجاح أي فرد. ثم التركيز على التعليم ثانيًا، والخبرات المهنية المتنوعة ثالثًا. إلى جانب أن يوقن الشخص أن لكل منّا مسارًا زمنيًا مختلف، وأن ينظر الشخص لحياته على أنها سلسة منطقية من الأحداث وليست عشوائية.

إضافة إلى ذلك، تأتي الخبرة الحياتية من المهارات المهمة التي قد لا تُقدمها لك المدرسة أو الجامعة. هذه المهارات يتعلمها الشخص بطرق غير مباشرة، وتُسمى بالمهارات الناعمة.

العمل المؤسسي ومنهجياته: اختيار الفرق وبناء النجاح

تحدث سمو الأمير عن بعض المبادئ الأساسية في العمل المؤسسي التي تضمن نجاح المنظمات واستدامتها، وأكد أن تحقيق التوازن بين الأهداف والاستثمار في الفرق المتميزة هو مفتاح النجاح.

  • الموازنة بين خطط العمل طويلة المدى والمكتسبات السريعة
    يُعد تحقيق التوازن بين الأهداف طويلة المدى والمكاسب السريعة تحديًا حقيقيًا، فمن السهل التركيز على أحدهما دون الآخر. لكن الحل يكمن في المزج بينهما عبر تقسيم خطط العمل الطويلة إلى أهداف قصيرة قابلة لتحقيق، مما يعزّز المتابعة، ويوفر وضوحًا للفريق، ويُظهر مدى التقدم.
  • ثقافة المنظمة وسمعتها
    الثقافة المؤسسية لا تُقاس بعناصر محددة، لكنها أساس نجاح أي منظمة. وهي تتشكل من قرارات صغيرة ومتوسطة وكبيرة تُسهم في بناء هوية المؤسسة. فمن التفاصيل اليومية مثل التفاعل بين أعضاء الفريق، إلى القرارات الاستراتيجية الكبرى للمؤسسة ومبادراتها، تُصنع ثقافة المنظمة التي تعكس قيمها وتميزها.
  • تحقيق المخرجات وبناء الاستدامة
    لا ينبغي أن يقتصر دور القائد على تحقيق النتائج فقط، بل يجب أن يركز على بناء منهجيات وآلية واضحة تضمن استدامة النجاح على المدى الطويل، بحيث تصبح الإنجازات جزءًا من منظومة مؤسسية راسخة.
  • اختيار الفريق: فن قبل أن يكون عِلمًا
    يرى سمو الأمير أن القائد الناجح هو من يحيط نفسه بفريق أقوى منه، إذ لا يمكن لفرد واحد الإلمام بجميع جوانب المشروع، سواء في مجالات الاستدامة البيئية، الاستثمار، التخطيط، التصميم، الإدارة المالية، أو التشغيل وغيرها. اختيار أشخاص متميزين ومتفرغين لتخصصاتهم، مع منحهم مساحة للإبداع ضمن إطار عمل واضح، هو ما يضمن تنفيذ المشاريع بكفاءة ونجاح.

كيف تدير وقتك؟

ذكر سمو الأمير ثلاث نقاط أساسية في إدارة الوقت:

  • التنظيم
  • التوازن بين التركيز على التفاصيل ورؤية الصورة الشمولية.
  • التخطيط المسبق

اختتم صاحب سمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عيّاف حديثه بالتأكيد على أن الرياض اليوم تعيش لحظة استثنائية، حيث تتشكل الفرص التاريخية التي قد لا تتكرر. وقال: " نحن محظوظون بوجودنا في هذه المدينة، ومع هذه القيادة. ومسؤوليتنا اليوم هي أن نستغل هذه الفرص، وهذه هي فرصتنا ونحن قادرون".

مسك تحديثات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات