using MiskFoundation.BLL.Custom;

عن الابتكار الاجتماعي الماهية والأهمية!

ما هو الابتكار الاجتماعي وماهي أهميته؟
 
 

تخيل لو عٌدت بالزمن إلى الوراء، إلى زمن كان يسكن فيه أسلافنا الكهوف حيث اجتمعوا حول نار دافئة و لم يكن لديهم أدوات متطورة أو تقنيات حديثة، لكنهم امتلكوا شيئًا هامًا: الإبداع.

لقد استخدموا إبداعهم لابتكار أدوات ساعدتهم على البقاء قيد الحياة، وابتكروا طرقًا للتواصل والتعبير عن أنفسهم، وللعيش معًا كمجتمع.

الابتكار هو سمة أساسية للإنسان، وهو ما يميزنا عن باقي الكائنات الحية. لقد دفعنا الابتكار عبر القرون إلى اكتشاف النار، وتطوير العجلة، واختراع الكتابة، وبناء حضارات عظيمة.

ويُعرّف الابتكار بشكل عام بأنه عملية تطوير أفكار جديدة وحلول مبتكرة لمواجهة التحديات وتحقيق نتائج أفضل. ويرتبط الابتكار عادةً بالمجالات العلمية والتكنولوجية، لكنّه يشمل أيضاً مجالات أخرى مثل الفنون والتصميم والأعمال والسياسات الاجتماعية.

لكن ماذا عن الابتكار الاجتماعي؟ ما هو هذا المصطلح الجديد نسبيًا؟

الابتكار الاجتماعي هو تطبيق أفكار وحلول جديدة لمعالجة التحديات الاجتماعية وتحسين حياة الناس. إنه نوع من الابتكار الذي يركز على الإنسان واحتياجاته وتحدياته.

إذًا ما الفرق بين الابتكار الاجتماعي والابتكار العادي؟

  • يركز الابتكار الاجتماعي على الحلول المجتمعية، بينما يركز الابتكار العادي على المنتجات والخدمات.
  • يتطلب الابتكار الاجتماعي المشاركة والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، بينما يمكن أن يتم الابتكار العادي من قبل أفراد أو مجموعات صغيرة.
  • يصعب قياس تأثير الابتكار الاجتماعي بشكل دقيق، بينما يمكن قياس تأثير الابتكار العادي بشكل أكثر سهولة.

ومع هذا فإن الابتكار الاجتماعي ليس مجرد أداة لحل المشكلات، بل هو فلسفة تؤمن بإمكانية خلق عالم أفضل للجميع وبناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.

لماذا يعد الابتكار الاجتماعي مهمًا؟

  1. يساعدنا الابتكار الاجتماعي في الحصول على فهم أعمق لمعاناة الناس واحتياجاتهم. من خلال العمل مع المجتمعات المتضررة، يمكن للمبتكرين الاجتماعيين تحديد الجذور الحقيقية للمشكلات وتصميم حلول فعّالة تلبي احتياجاتهم.
  2. يقدم الابتكار الاجتماعي حلولاً جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية التي لا يمكن معالجتها بالأساليب التقليدية. على سبيل المثال، يمكن استخدام التكنولوجيا لتطوير حلول تعليمية مخصصة أو لتوفير فرص عمل جديدة.
  3. يشجع الابتكار الاجتماعي على المشاركة والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة في عملية حل المشكلات. مما يؤدي إلى شعور أكبر بالانتماء والمسؤولية والالتزام.
  4. تهدف حلول الابتكار الاجتماعي إلى تحقيق نتائج مستدامة على المدى الطويل. مع مراعاة احتياجات الأجيال القادمة.
  5. يمكن أن يكون للابتكار الاجتماعي تأثير إيجابي كبير على حياة الناس ومجتمعاتهم. يمكن أن يؤدي إلى تحسين التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وحماية البيئة.

كيف نصبح مبتكرين اجتماعيين وصانعي تغيير؟

منذ فجر الحضارة، برز الإنسان بقدرته الفريدة على الإبداع والابتكار.  فمنذ اختراع العجلة، مروراً باكتشاف النار، وصولًا إلى ثورة التكنولوجيا، رسم المبتكرون خريطة الحضارة الإنسانية، تاركين بصماتهم على كل جانب من جوانب حياتنا.

ولكن من هم المبتكرون؟ هل هم عباقرة استثنائيون يمتلكون قدرات خارقة؟ أم أنهم أشخاص عاديون يتمتعون بفضول وإصرار؟

يجيبنا الكاتب والمحاضر الأمريكي ستيفن كوفي في كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" قائلاً: "المبتكرون هم أشخاص يمتلكون القدرة على رؤية ما هو غير موجود، وتخيل ما يمكن أن يكون، ثم تحويل هذا الخيال إلى واقع."

ويؤكد الكاتب الأمريكي إدوارد دي بونو في كتابه "قبعات التفكير الست" على أن: "الابتكار ليس حكرًا على قلة محدودة من الناس، بل هو مهارة يمكن تعلمها وتطويرها من خلال الممارسة والتفكير الإبداعي."

ويضيف الكاتب الأمريكي تيم فيريس في كتابه "أسبوع العمل أربع ساعات" قائلاً: "المبتكرون هم أشخاص لا يخافون من الفشل، ويتعلمون من أخطائهم، ويستمرون في تجربة أفكار جديدة حتى يصلوا إلى النجاح."

ومن هنا يمكننا التعرف على صفات المبتكرين الاجتماعيين؟

  1. الفضول والشغف: الرغبة الدائمة في التعلم واستكشاف الجديد.
  2. التفكير النقدي: القدرة على تحليل المعلومات وتقييم الأفكار بشكل موضوعي.
  3. التخيل: القدرة على تصور أشياء جديدة غير موجودة في الواقع.
  4. التواصل: القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل واضح ومقنع.
  5. المثابرة: القدرة على الاستمرار في العمل رغم العقبات والتحديات.
  6. الشجاعة: القدرة على تحمل المخاطر والتعلم من الأخطاء.
  7. التعاطف: القدرة على فهم احتياجات الآخرين ومشاعرهم.

كيف يمكننا ابتكار حلول للتحديات المجتمعية؟

في الحقيقة لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع على هذا السؤال، حيث يعتمد نهج الابتكار الاجتماعي على التحدي المحدد والسياق المحلي. ومع ذلك فإننا نستطيع اتباع هذه الخطوات العامة:

  1. تحديد المشكلات أو التحديات: الخطوة الأولى هي تحديد المشكلات التي نريد معالجتها وقد يكون ذلك من خلال التحدث إلى الناس المتضررين، وفهم احتياجاتهم، وتحديد الجذور الحقيقية للمشكلة.
  2. البحث والتعلم: الخطوة الثانية هي البحث وجمع المعلومات الكافية عن هذه المشكلة لاكتشاف أفضل الحلول لمعالجتها.
  3. تطوير الأفكار: الخطوة الثالثة هي عقد جلسات العصف الذهني مع فريق من الأشخاص ذوي وجهات نظر مختلفة حتى نتمكن من تطوير أفكار جديدة خارج الصندوق.
  4. تقييم الأفكار: الخطوة الرابعة هي تقييّم الأفكار بناءً على جدواها وتأثيرها واستدامتها.
  5. تصميم الحلول: الخطوة الخامسة هي تطوير خطة مفصلة لكيفية تنفيذ هذه الحلول.
  6. اختبار الحلول: الخطوة السادسة هي اختبار هذه الحلول على نطاق صغير، بهدف إجراء التعديلات اللازمة.
  7. التوسع والتأثير: الخطوة السابعة هي توسيع نطاق الحلول لتصل إلى المزيد من الأشخاص، بهدف قياس تأثيرها على المجتمع.

يُعدّ ابتكار حلول للتحديات المجتمعية رحلة إبداعية نحو التغيير.  فمن خلال تطوير أفكار وحلول جديدة، يمكننا تحسين حياة الناس وبناء مجتمعات أكثر عدلاً وازدهارًا.  ولكن كيف يمكن لابتكار الحلول المجتمعية أن يؤثر على سلوك الفرد ومن حوله؟

تأثير الابتكار الاجتماعي على سلوك الفرد:

  • زيادة الوعي: تساهم حلول الابتكار الاجتماعي في زيادة وعي الناس بالقضايا الاجتماعية، وتشجيعهم على التفكير في كيفية إحداث تغيير إيجابي.
  • تغيير السلوكيات: يمكن أن تُحفز حلول الابتكار الاجتماعي الأفراد على تغيير سلوكياتهم، مثل تبني أنماط حياة أكثر استدامة، أو التطوع في خدمة المجتمع، أو دعم القضايا الاجتماعية.
  • تعزيز المهارات: توفر حلول الابتكار الاجتماعي فرصًا للأفراد لتطوير مهاراتهم، مثل مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي.
  • بناء الثقة: تمنح حلول الابتكار الاجتماعي الأفراد شعورًا بالثقة بأنهم قادرون على إحداث فرق في العالم.
  • تغيير القيم: يمكن أن تُساهم حلول الابتكار الاجتماعي في تغيير القيم الاجتماعية، مثل تعزيز قيم التسامح والعدالة والمساواة.

تأثير الابتكار الاجتماعي على ثقافة المجتمع:

  • خلق ثقافة الابتكار: يشجع الابتكار الاجتماعي على خلق ثقافة الابتكار في المجتمع، حيث يصبح الناس أكثر انفتاحًا على الأفكار الجديدة، وأكثر استعدادًا لتجربة حلول جديدة.
  • تعزيز التعاون: يُشجع الابتكار الاجتماعي على التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة في المجتمع، بما في ذلك الأفراد، والمنظمات، والمجتمعات، والحكومات.
  • تعزيز التماسك الاجتماعي: يُساعد الابتكار الاجتماعي على تعزيز التماسك الاجتماعي، حيث يشعر الناس بمزيد من الانتماء إلى مجتمعهم.
  • خلق صورة إيجابية للمجتمع: يمكن أن تُساهم حلول الابتكار الاجتماعي في خلق صورة إيجابية للمجتمع على المستوى المحلي والدولي.

وأخيرًا فإن المشهد السعودي يُزخر بمبادرات مبدعة تسعى جاهدة لإحداث تغيير إيجابي في مختلف جوانب الحياة.  تتنوع هذه المبادرات لتشمل مجالات التعليم والصحة والبيئة والاقتصاد والثقافة وغيرها الكثير.  ومن هذه الأمثلة الملهمة على مبادرات الابتكار الاجتماعي في المملكة العربية السعودية:

ديوان الابتكار من مسك :

وهو مبادرة وطنية من أحد برامج مسك تم اطلاقه في مؤسسة مسك، بهدف تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار للشباب والشابات المبتكرين في المجتمع، بمنحهم فرص لتقديم حلول إبداعية وفعالة للمشاكل التي قد تواجههم أو تواجه من هم حولهم، لبناء مستقبل باهر بفكرهم النير ومواطنتهم الفاعلة، فكانت أقسامه تشمل: المشاركة المجتمعية، الصحة، التنمية الاقتصادية، التعليم والتدريب، البيئة والطاقة، كذلك؛ كانت الاستفادة تعود لهم بالتجربة التعليمية الفريدة، وتمكين الدعم، وبناء علاقات ذات راجع نفعي.

مبادرة "السعودية الخضراء":

وهي مبادرة وطنية طَموحة أطلقتها المملكة العربية السعودية في عام 2021م بهدف مكافحة تغير المناخ ورفع مستوى جودة الحياة وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة. تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق أهداف المملكة العربية السعودية في مجال الاستدامة البيئية وحماية البيئة السعودية للأجيال القادمة.  وتُركز "السعودية الخضراء" على مجموعة من المبادرات، مثل زراعة الأشجار، وحماية البيئة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة. 

وسواءً كنت فرد أو منظمة فإنه يمكنك الانضمام لهذه المبادرة والمساعدة في حماية كوكبنا الأرض من خلال تقديم أفكار ومبادرات في الابتكار الاجتماعي.

 

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات