using MiskFoundation.BLL.Custom;

إدارة الأزمات في بيئات العمل المتغيرة

تمر بعض الشركات بما يسمى “أزمة بيئات العمل المتغيرة” فلا بد أن نفهم هذه البيئات لنحقق أفضل المخرجات على مستوى الشركة وكذلك على المستوى الشخصي.
 
 

تعيش الشركات والمؤسسات في عصرٍ متغيرٍ وديناميكي، حيث يواجهون تحديات متعددة تستدعي تكيفها واستعدادها للتغير. إن بيئات العمل المتغيرة تشمل أي تغييرٍ يحدث داخل الشركة، سواءً كان تغييرًا في المكان، هيكل التنظيم، قيادة الشركة أو أي عوامل أخرى تؤثر على سير العمل وجو المؤسسة، وفي مثل هذه البيئات، تكون إدارة الأزمات أمرًا حاسمًا لنجاح المؤسسة واستمراريتها. 

إدارة الأزمات في بيئات العمل المتغيرة:

هو مصطلح يعبر عن العملية الاستراتيجية التي تتبعها المؤسسات للتعامل مع الأحداث الطارئة والمتغيرة التي تهدد استدامتها وتأثيرها على سير العمل. تشمل هذه الأزمات تغير المدير، نقص الموظفين، تغير مكان العمل، وتتطلب هذه التغييرات إدارة واستراتيجية واضحة وقدرة على التكيف واتخاذ القرارات السريعة والفعالة. 

تعتبر إدارة الأزمات ضرورية في البيئات المتغيرة لعدة أسباب حيث إنها تساعد في الحد من التأثيرات السلبية وتقليل الخسائر المحتملة وتعزز القدرة على التكيف والاستمرارية في ظل التحديات المتغيرة وتبني ثقة العاملين في المؤسسة وتحفزهم على التعاون والتصرف بشكل فعّال في وقت الأزمات. 

ومن الإجراءات التي يتم اتخاذها في إدارة الأزمات: إعداد خطة للتأهب للأزمات المحتملة، وتشكيل فرق الاستجابة السريعة، وتحليل المخاطر والتوقعات، تطبيق إجراءات الوقاية والسلامة، تعزيز الاتصال والتواصل الفعّال، تقييم التأثيرات وإعادة التأهيل بعد الأزمة. 

على الرغم من أن الأزمات تعتبر تحديات صعبة، إلا أنها يمكن أن تتيح فرصًا للتعلم والتطور، فيمكن استغلال الأزمات كفرصة لتحسين العمليات واكتشاف فرص جديدة للنمو والابتكار، والاستفادة منها في تعزيز التعاون وروح الفريق بين الموظفين في مواجهة التحديات المشتركة، إذ يبني ذلك داخل المنظمة ثقافة من القوة والمرونة.

أمثلة لبيئات العمل المتغيرة:

  • تغيير في المنشأة
  • عدم الاستقرار في مكان واحد خلال السنة
  • تغيير دوري في المهام والمسؤوليات

تأثير الثقافة التنظيمية: 
تلعب إدارة التغيير دورًا حاسمًا في التعامل مع الموظفين في وقت الأزمات، إذا كانت الشركة تتمتع بثقافة تشجع على الشفافية والثقة والتعاون، فمن المرجح أن يستجيب الموظفون بشكل إيجابي ويتعاونوا بشكل فعال للتغلب على الأزمات. بالمقابل، إذا كانت الثقافة التنظيمية تتسم بالخوف والتراجع، فقد ينعكس ذلك سلبًا على استجابة الموظفين وقدرتهم على التكيف والابتكار. 

إن التغير في بيئات العمل أمر لابد من الاستعداد له على المستوى الشخصي وكذلك على مستوى الشركة هنا نموذج مبسط لمنهجية التعامل مع التغيرات:

مصفوفة إدارة التغيير

يشرح النموذج بشكل مختصر التكامل المهم لإحداث التغيير، ويوضح أن التغيير الفعال والهادف يكون وفق النموذج لإحداث التكامل وحتى لا يكون اختلال في موازين الشركة، عند حدوث أزمة غير متوقعة يتم الرجوع للنموذج للحرص على تغيير المتطلبات لتحقيق تغيير أفضل وتجاوز الأزمة.

مهارات تخلقها بيئات العمل المتغيرة:

في ظل الأزمة المفاجئة ستتعلم مهارات لم تكن تظن أنك ستتعلمها من قبل، للأزمة جانب مشرق وهو تعلم المهارات بشكل سريع إليك أبرزها:

  • التكيف
  • المرونة
  • مواجهة التحديات
  • وضع الخطط البديلة
  • التفكير السريع والدقيق للهدف

مهارات عليك تعلمها قبل مواجهة الأزمة:

يجب عليك مواجهة الأزمات قبل أن تواجهك، إذًا عليك تعلم المهارات التالية:

  • التواصل الفعال
  • تحليل المواقف
  • سرعة اتخاذ القرار
  • التفكير الإيجابي
  • استخدام التقنيات بطرق فعالة
  • إدارة الوقت
  • بناء علاقات ذا منفعة

التغيرات في بيئة العمل على المستوى الشخصي

ينبغي علينا أن نتبنى مواقف إيجابية تجاه التحديات والتركيز على الحلول بدلاً من المشاكل، وتعزيز مرونتنا العقلية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة والتأمل والحفاظ على توازن حياتنا. تتطلب الأزمات روح قيادية واستعداد مستمر وعقلية منفتحة ومستعدة للتغيير لنتمكن من إدارتها بشكل جيد، لتصبح نقطة تحول وفرصة للنمو والتعلم للشركة ولنا.

يتواجد الاحتراق الوظيفي كظاهرة في بيئات العمل المتغيرة إذ يبذل الموظف كل طاقته في حل الأزمات لكنه بعد مدة معينة يفقد الطاقة والحماس .لإكمال مهامه العادية ومن ذلك نرى ضرورة العناية بالصحة النفسية وقت الأزمات لنتمكن من تحقيق النجاحات في حياتنا المهنية

إليك اختبار قصير يكشف عما إذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي.

بعد معرفتك لماهية بيئات العمل المتغيرة وكيفية تعاملك معها على المستوى المهني والشخصي، هل سمعت بشركات مرت بتلك التجربة؟  

هنا نستذكر أبرز القصص في إدارة الأزمات في بيئات العمل المتغيرة وكيف تم حلها: 

واجهت شركة متخصصة في مجال الحلول البيئية والاستدامة، كانت الشركة تعمل على توفير خدمات تدوير النفايات والتحسين البيئي للشركات والمجتمعات. فهي تعتمد على تقنيات متقدمة وابتكارات لحل مشكلات البيئة، أزمة بيئة العمل المتغير.

 بشكل مفاجئ اجتاحتها أزمة غير متوقعة غيرت بيئة العمل في الشركة، والتشريعات البيئية وطلبت من الشركة التكيف مع متطلبات جديدة وأكثر صرامة، وتسببت باضطرابات في عمليات الشركة وزيادة الضغط على فريق العمل، فقد كان المتغير الأساسي هو تغيير الإدارة الأساسية وبعض الموظفين دون علم مسبق. ولكن، الشركة لم تستسلم أمام هذه الأزمة، فقررت أن تتصدى للتحديات وتجد حلولاً للتكيف مع المتطلبات الجديدة. أولاً وقبل كل شيء، قامت الشركة بتشكيل لجنة داخلية مكونة من خبراء متخصصين. هدفهم هو تحليل التغييرات وفهم تأثيرها على عمليات الشركة، فعملت اللجنة بجد واجتهاد لوضع خطة عمل متكاملة للتكيف مع المتطلبات الجديدة، ووضعت إجراءات واضحة للامتثال والتحسين، بعد ذلك تم وضع تدريبات مكثفة للموظفين لتعليمهم التغييرات وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات الحالي والمستقبلية.

 مازالت الشركة لم تتوقف عند هذا، فقد جعلت التواصل الداخلي والشفافية أولوية قصوى، ونظمت اجتماعات منتظمة مع الموظفين لمناقشة التغييرات والتحديات التي تواجه الشركة أو تواجههم كموظفين داخل وخارج بيئة العمل، استمعت الشركة إلى آراء الموظفين ومخاوفهم، وشجعتهم على المشاركة وتقديم الأفكار. 

بالفعل، بدأت الشركة تلاحظ تحسنًا تدريجيًا. فقد عمل الفريق بجد واجتهاد لتحقيق الأهداف المحددة والامتثال للمتطلبات الجديدة. تم تنفيذ تقييم دوري لأداء الفرق والموظفين للتأكد من تحقيق التحسين المستمر، وبفضل روح الفريق والتعاون، تمكنت الشركة من التغلب على الأزمة واستعادة توازنها، واستمرت في تقديم خدماتها المبتكرة في مجال البيئة والاستدامة، وأصبحت شركة مرجعية في صناعتها. 

تعلمت الشركة أن التحديات هي جزء لا يتجزأ من رحلة النجاح، فقد اكتسبت خبرة قيمة في التكيف مع التغييرات والتحديات القانونية. أدركت أهمية الاستمرار في التعلم وتطوير المهارات للبقاء في صدارة الصناعة وتلبية احتياجات العملاء. وهكذا، تحوّلت الأزمة غير المتوقعة إلى فرصة للنمو والتحسن، وأصبحت الشركة أكثر قوة ومرونة. تجاوزت الصعاب وبنت مستقبلًا أفضل من خلال التكيف الذكي والتصميم الاستراتيجي. 

وتبقى قصة الشركة مصدر إلهام للآخرين، فهي تذكرنا بأن العزيمة والتحديات قادرة على توليد النجاح والتغيير الإيجابي، حتى في أصعب الظروف، فهي توضح أهمية التكيف والابتكار في مواجهة أزمات بيئة العمل المتغيرة. فإن الشركات تحتاج إلى تحليل التحديات، وتطوير استراتيجيات فعالة، وتعزيز التواصل والتعاون داخل المؤسسة، والاستفادة من شراكات خارجية لتحقيق النجاح والاستمرارية. 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات