using MiskFoundation.BLL.Custom;

مجلس الإدارة والنجاح المؤسسي

يلعب مجلس الإدارة دورًا هامًا في نجاح أي منظمة غير ربحية. ولتحقيق النجاح، يجب أن يتمتع مجلس الإدارة بصفات معينة، وأن يقوم بتقييم ذاته بشكل دوري لضمان تحسين أدائه.
 
 

إعداد: عدنان الغامدي- مارس 2024

جمعية علوم للبحث والتطوير

يشهد القطاع غير الربحي تحولاً كبيراً في المملكة العربية السعودية، ولنجاح لُب القطاع وهي المنظمات غير الربحية يجب أن يكون المجلس متمكن ومميز حيث يعتبر مجلس الإدارة أحد أهم العناصر الأساسية في نجاح أي منظمة وخصوصاً المنظمات غير الربحية. فهو المسؤول عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمراقبة العليا لأداء المنظمة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المحددة. لذا، يتعين على مجلس الإدارة أن يتمتع بصفات معينة تساهم في تحقيق النجاح المؤسسي وتمكينه من أداء دوره بكفاءة. في هذه المقالة، سنتناول بعض الصفات المهمة لمجلس الإدارة الناجح ونسلط الضوء على دوره في تقييم ذاته.

أولًا أن يكون لمجلس الإدارة رؤية واضحة واستراتيجية مستقبلية. وتتلخص هذه الرؤية في وضوح الأهداف المؤسسية وآليات العمل التي يمكن من خلالها تحقيق تلك الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي امتلاك القدرة على تحليل البيانات والمعلومات المتاحة واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة بناءً على تلك البيانات.

ثانياً أن يتمتع أعضاء مجلس الإدارة بالنزاهة والأخلاقية العالية. وأن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات بنزاهة وفقًا لمصلحة المنظمة وجميع أصحاب المصلحة. مع الاستعداد الكامل للمساءلة وتحمل المسؤولية عن قراراتهم.

ثالثاً أن يتمتع مجلس الإدارة بالتنوع والشمولية. ينبغي أن يكون للمجلس تمثيل لمجموعة متنوعة من الخلفيات والثقافات والمهارات. يمكن أن يسهم التنوع في توفير تطلعات ورؤى مختلفة لتحفيز الابتكار واتخاذ القرارات الأفضل لصالح المنظمة.

رابعاً يجب أن يكون لمجلس الإدارة القدرة على تقييم ذاته بشكل منتظم. يعني ذلك أنه يجب على أعضاء المجلس أن يقوموا بتقييم أداء المجلس ككل وأداء أعضاء المجلس فرديًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال إجراء تقييمات دورية ومنتظمة لقدرة المجلس على تحقيق أهدافه والقيام بواجباته بفعالية.

يمكن للمجلس تقييم ذاته من خلال تحليل عملياته وقراراته ومدى تحقيقه للأهداف المحددة. يمكن أيضًا تقييم أداء أعضاء المجلس من خلال تقييمات 360 درجة التي تشمل آراء الأعضاء الآخرين في المنظمة ومساهمتهم في تحقيق الأهداف المشتركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم جلسات تقييم ذاتي لمناقشة أداء المجلس والتعرف على النقاط القوية والضعف ووضع خطة لتطوير المجلس وتعزيز أدائه.

كما أسلفنا في أهمية معرفة أعضاء مجلس الإدارة لأدوارهم المناطة بهم وكيف يمكن أن يساهموا في النجاح المؤسسي من خلالها، من المهم ألا نغفل عن أهمية تنوع أعضاء مجلس الإدارة فمن خلال الآتي نستكشف أهمية التنوع في الخبرات والتخصصات وفائدة ذلك:

بداية يسهم التنوع في خبرات مجلس الإدارة في تعزيز الأداء المؤسسي. عندما يكون للمجلس أعضاء من مختلف الخلفيات والصناعات، يتم توفير مجموعة متنوعة من المعرفة والفهم حول التحديات والفرص التي يواجهها القطاع الذي تعمل فيه المنظمة. هذا يسمح للمجلس باتخاذ قرارات مستنيرة ومناسبة استنادًا إلى تلك الخبرات المتنوعة.

كما يعزز التنوع الابتكار والإبداع في مجلس الإدارة. عندما يكون هناك تنوع في الخبرات والمهارات، يتم تعزيز تنوع الأفكار والرؤى المقدمة. يمكن لأعضاء المجلس من خلفيات مختلفة أن يساهموا بأفكار جديدة ومبتكرة ويطرحوا تحديات مختلفة للمنظمة غير الربحية. وهذا من شأنه أن يعمل على تعزيز الابتكار وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات المستقبلية.

ويساهم التنوع في خبرات مجلس الإدارة في تحسين عملية اتخاذ القرارات. عندما يكون هناك تمثيل لمختلف الخلفيات والثقافات والمهارات في المجلس، يصبح لدينا منظورات متعددة لتقييم الحاضر والخيارات المتاحة. يمكن أن يسهم هذا التنوع في تخفيف التحيزات الشخصية وتحقيق تقييم أكثر شمولية وتوازنًا للمواقف المعقدة. بالتالي، يمكن لمجلس الإدارة اتخاذ قرارات أكثر دقة وعمقًا وتأثيرًا على المنظمة.

في الختام، يتطلب تحقيق النجاح المؤسسي وجود مجلس إدارة ناجح ومتميز. يجب أن يتمتع المجلس بالتنوع وبالصفات المناسبة مثل الرؤية الاستراتيجية والخبرة والنزاهة. علاوة على ذلك، يجب أن يتمتع المجلس بالقدرة على تقييم ذاته بشكل دوري ومنتظم لتحسين أدائه وتحقيق الأهداف المشتركة. من خلال تطبيق هذه الصفات والممارسات الجيدة، يمكن لمجلس الإدارة أن يكون عاملاً رئيسياً في نجاح المنظمة وتحقيق التميز المستدام والتنمية المستدامة في القطاع غير الربحي.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات