ما هو إعداد التصنيفات وما أهميته؟

إن إعداد التصنيفات (Category Design) إعدادًا ناجحًا أمرٌ ضروري لتقديم تجربة رائعة للعميل، ولمساعدة العملاء في سرعة العثور على المنتجات أو المحتوى المناسب لهم. ويمكن للتصنيفات أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على مؤشرات قياس رئيسية كمعدل النقر إلى الظهور (CTR)، ومعدل تحول العميل (Conversion Rate)، ومعدل الاحتفاظ به (Retention Rate)، وذلك إذا ما أُعِدَّت بإتقان. ورغم ذلك، عادةً ما يتم تجاهل  إعدادَ التصنيفات بوصفه أمرًا ثانويًا، وينتهي بها الحال إلى فوضى من التصنيفات لا قيمة حقيقية لها. وبالتالي فإنك من خلال استثمارك الوقت في البناء المسبق لهيكل التصنيفات الخاص بك، وعبر تحسينك لهذا البناء بمرور الوقت بناءً على ما توفر لديك من بيانات المستخدمين وملاحظاتهم، ستضمن سهولة استخدام هذه التصنيفات والاستفادة منها، وكذلك مساعدتها على تحويل المتصفحين المؤقتين إلى عملاء دائمين. وفي هذه المقالة سنتطرق إلى بعضَ أفضل الطرق المتبعة في إعداد التصنيفات وكيفية تنفيذها لتحقيق أفضل النتائج.

ما هو إعداد التصنيفات وما أهميته؟

يشير إعداد التصنيفات إلى كيفية تنظيم المنتجات والخدمات وتسميتها في مشروعٍ معين. ويُمثل الإعداد الفعّال للتصنيفات إحدى العمليات الجوهرية في الشركات الناشئة، نظرًا لتأثيره على تجربة العملاء و قراراتهم الشرائية، ثم على الإيرادات في نهاية المطاف.

عندما تُعدُّ التصنيفات إعدادًا جيدًا، سيتمكن عملاؤك من العثور على احتياجاتهم بسهولة، والبحث عن خيارات جديدة، ويتخذون قرارات الشراء بثقة. إذ إن الإعداد المتقن للتصنيفات يوفر تسلسلًا منطقيًا وبنيةً معقولة باستعمال التصنيفات والتصنيفات الفرعية والتسميات التي يفهمها العملاء. فمثلًا، قد يحتوي موقعٌ للتجارة الإلكترونية على تصنيفات رئيسية مثل «أجهزة إلكترونية» و«أدوات منزلية ومستلزمات حدائق» و «ملابس وإكسسوارات»، التي يحتوي كلٌ منها على تصنيفات فرعية وتسميات سهلةٍ للمنتجات.

من ناحية أخرى، يؤدي الفشل في إعداد التصنيفات إلى إصابة العملاء بالإحباط. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى إهدار فرصٍ للبيع بسبب تعذر عثور العملاء على المنتجات فيتوقفون عن البحث عنها. وكذلك تعني التصنيفات غير المنظمة بالنسبة للشركات إهدارًا لمواردها ووقتها في إعادة توجيه العملاء الحائرين.

ومن أجل تعظيم فوائد الإعداد الناجح التصنيفات، يجب على الشركات ما يلي:

1. اجمع المنتجات ضمن تصنيفات أساسية و تصنيفات فرعية على أساس تفكير العملاء فيها، واستخدم مصطلحات وتسميات مألوفة وذات دلالة لدى جمهورك المستهدف.
2. ضع التصنيفات بطريقةٍ تيسِّر الاستكشاف الطبيعي، وضَع المنتجات التكميلية والمناسبة معًا في تسلسل منطقي.
3. تأكد من شمول التصنيفات، لكن دون إفراط في التفاصيل. ولا تزد عن ثلاثٍ إلى خمس مستويات من التصنيفات على الأكثر، فوجود عددٍ مبالغ فيه من التصنيفات الفرعية يجعل الانتقال فيما بينها مسألة غير عملية وصعبة.
4. راجع التصنيفات الموجودة واعمل على تحسينها بانتظام، بناءً على سلوك العملاء وملاحظاتهم وتوجهاتهم الشرائية. فالتصنيفات التي كانت مفهومة للجمهور سابقًا قد تحتاج الآن إلى تعديل، لأن المنتجات والخدمات واهتمامات العملاء تتطور بمرور الوقت.

الخلاصة، إن إعداد التصنيفات له أثر كبير على تجربة العملاء وعلى صافي أرباح الشركة. واستثمار الشركة في الوقت الذي تنفقه على إعداد تصنيفات يسهل استخدامها والاستفادة منها، وتحسينها باستمرار، يُدرُّ عليها أرباحًا كبيرة. وستتلقى رسائل الشكر من العملاء، و سيزدهر عملك.

4 مبادئ أساسية للإعداد الناجح للتصنيفات:
هناك بضعة مبادئ رئيسية يجب أن تتذكرها عند الإعداد الناجح للتصنيفات:

 1- البساطة:
حافظ على بساطة هيكل التصنيفات وتجنب تعقيد الأمور؛ فوجود عددٍ مبالغ فيه من التصنيفات الفرعية يمكن أن يربك العملاء، ويعرقل عملية البحث. فالتزم بمستويين أو ثلاثة مستويات من التصنيفات الفرعية على الأكثر.

 2- التمييز:
تأكد من تمييز كل تصنيفٍ عن الآخر، إذ يجب ألا تتداخل التصنيفات فيما تحتويه من منتجات أو محتوى. وضَعْ لكل تصنيف تعريفًا وغرضًا واضحين يميزانه عن غيره، واستخدم مسمياتٍ تصنيفية محددة ومتميزة وكذلك بالنسبة لعناوين الصفحات.

 3- الصلة والمناسبة:
يجب أن تناسب التصنيفات عملائَك، وأن تتوافق مع طريقة تفكيرهم في المنتجات أو المحتوى. اجمع المواد لتصنيفها تصنيفًا منطقيًا بناءً على خصائص مثل الوظيفة أو الموضوع أو العلامة التجارية أو نقطة السعر أو أي خاصية أخرى منطقية بالنسبة لعملك.

4- الاستمرار على سياق إطارك التصنيفي: 
حافظ على الاتساق داخل إطارك التصنيفي وفي تحديد المصطلحات. واستعمل صيغًا نحوية متشابهة لتصنيفات كل مستوى، كأن تثبت استخدام أسماء الجمع لتصنيفات المستوى الرئيسي، والأسماء المفردة لتصنيفات المستوى الفرعي. وضَع قواعد للتهجئة، وعلامات الترقيم، والصياغة، ووحِّد تطبيقها.

قياس أداء التصنيفات وتطويره بمرور الوقت:
للتأكد من نجاح إعداد التصنيفات بمرور الوقت، يتحتم عليك أن تقيس الأداء باستمرار وتحسِّنه. فمع تطور احتياجات العملاء وسلوكهم واتجاهات السوق، ينبغي على تصنيفاتك أن تتكيف مع ذلك من أجل تقديم تجربة أفضل للمستخدم.

تتبُّع مؤشرات القياس الرئيسية:
راقب مؤشرات القياس الرئيسية مثل معدل النقر إلى الظهور(CTR) ومعدل تحول العملاء، والإيرادات، وذلك لمعرفة مدى كفاءة أداء التصنيفات. ابحث عن أي تغيرات كبيرة أو غير متوقعة، سواءً كانت إيجابية أو سلبية. ومن المؤشرات التي يجب تتبعها ما يلي:

1. معدل النقر إلى الظهور في صفحات التصنيفات وقوائم المنتجات: إذ يمكن أن يكشف معدل النقر المنخفض عن تصنيفات يصعب الوصول إليها أو إلى تصنيفات لا تتوافق مع ما يبحث عنه العملاء. 
2. معدل تحول العملاء في كل تصنيف: إذ يشير معدل التحول المنخفض إلى فرص لتحسين تجربة العملاء أو عروض المنتجات أو كليهما.
3. الإيرادات واتجاهات المبيعات في كل تصنيف: فقد تكشف الزيادات أو الانخفاضات في الإيرادات عن ارتفاع الطلب على تصنيفات بعينها أو انخفاضه. ويساعد هذا الأمر على تحديد المناطق التي يجب التركيز عليها أو إجراء تغييرات فيها.
4. ملاحظات العملاء وآرائهم: قُم بتحليل ما يقوله العملاء عن التصنيفات والمنتجات المحددة لاكتشاف أية مشكلات، وابحث عن أنماط مشتركة في آراء العملاء.

الاستمرار في التحسين  والتطوير 
استخدم نتائج تحليل مؤشرات القياس لإدخال تحسينات مؤثرة على التصنيفات ضعيفة الأداء، مثل:

1. تنقيح أسماء التصنيفات وتحسين نبذات الوصف والصور لتمثيل المنتجات بشكل أفضل.
2. إزالة أو إعادة ترتيب التصنيفات المتكررة أو التي تسبب الارتباك للعملاء، وتبسيط الهيكل العام للتصنيفات.
3. تطوير قوائم المنتجات بإثرائها بالتفاصيل أو الصور الإضافية أو مقاطع مرئية أو رسوم بيانية أو معلومات أخرى.
4. توسيع المنتجات المُدرجة داخل التصنيفات أو تحديثها، بناءً على اتجاهات المبيعات وطلب العملاء.
5. الترويج لبعض التصنيفات من خلال حملات التسويق والعروض الترويجية وترتيب المنتجات أمام العميل، من أجل زيادة عدد الزيارات والإيرادات.

إن التحسين المستمر لتصنيفات الشركات الناشئة وتطويرها سيضمن أفضل تجربة للعملاء بمرور الوقت. قم بالقياس والتحليل والتحسين، ثم عاود القياس. وحافظ على توافق التصنيفات مع تغير احتياجات عملائك المستهدفين وسلوكهم.