تواجه الشركات العديد من التحديات في كيفية التواصل مع عملائها بدرجة عالية من الكفاءة والفعالية، وذلك في خضم عالم الاتصالات المتطورة سريع التغيير الذي نعيشه حالياً. وهنا، برز اسم "يونيفونك"، شركة الاتصالات السحابية السعودية عالية التفاعل التي تعمل على خدمة العملاء من الشركات التجارية بنموذج العمل B2B، كشركة رائدة ومتفوقة في تقديم حلول الاتصالات، وذلك عبر توريد ودعم الشركات بأحدث الأدوات والتطبيقات المبتكرة للتفاعل مع قاعدة عملائها. هذا، وقد انطلقت مسيرة "يونيفونك"، التي تأسست في العام 2006 على يد مجموعة من الطلاب الجامعيين الطموحين، من أجل تخطي معضلة الاتصال المحدود بشبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وقلة خدمات المراسلة على مستوى الشرق الأوسط.
وقد تطرق كلّ من أحمد وحسان حمدان، مؤسسا شركة "يونيفونك"، خلال هذه المقابلة إلى السبب الرئيسي ومصدر الإلهام الذي يقف وراء إنشاء الشركة، حيث أشارا إلى أنه "في العام 2006، كان الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف المحمولة ما يزال محدوداً في منطقة الشرق الأوسط، ولم تكن تطبيقات المراسلة الشهيرة مثل WhatsApp و Facebook متاحةً حينها، بحيث كانت الرسائل النصية القصيرة SMS هي الأداة الرئيسية للمُراسلة. وباعتباري مهندس برمجيات، قمت بتطوير موقع "رسالتي" لمعالجة هذه المعضلة، وتمكين المستخدمين من إضافة آلاف جهات الاتصال ومُراسلتها جميعاً في وقت واحد".
عانت "يونيفونك" في بداياتها من قلة الخبرة التجارية ومن توظيف الاستراتيجيات المالية المناسبة، حيث لم تكن منظومات وحاضنات الشركات الناشئة متاحةً آنذاك. ويتألف فريق عمل الشركة من مجموعة طلاب جامعيين يحدوهم الطموح والشغف الكبير لتحسين واقع الاتصالات، وتميزوا على مواجهة التحديات وتخطيها بنجاح. "كنا مجرد مجموعة من الطلاب الجامعيين الباحثين بشتى الوسائل عن طرق لتحسين مستوى قنوات الاتصال من حولنا"، يستذكر الأخوين. ورُغم العقبات التي واجهتهم في بداية مسيرتهم، إلا أن الشركة اكتسبت زخماً كبيراً وخضعت لإعادة تسمية علامتها التجارية، حيث أصبح "يونيفونك"، الاسم الذي سطع بعد فترة قصيرة من ذلك في سوق حلول الاتصالات المتطورة.
وتُبدي شركة "يونيفونك" التزاماً راسخاً تجاه مسيرة الابتكار وتلبية متطلبات العملاء، ما عزز مسيرة نموها وازدهارها، وهو ما شدّد المؤسّسان بالقول: "يُعدّ مبدأ "أحب عميلك" من القيم المؤسسية الراسخة لدينا لدعم وتمكين عملائنا، وهو ما يتجلى بحرصنا على الاستجابة لملاحظاتهم وتلبية متطلباتهم الجديدة بطرح منتجات مبتكرة". وأدّت هذه المنهجية دوراً حيوياً وجوهرياً في مسيرة نجاحات الشركة، حيث خرجت "يونيفونك" عن دائرة منافسة أقرانها.
ولاستقطاب عملائها الأوائل، اعتمدت "يونيفونك" على البيئة الطلابية المحيطة، حيث كرَّست قدرات الشركة لمساعدة طلاب الجامعات وأعضاء النوادي الطلابية. . وبرزت أهمية "يونيفونك" للجميع بفضل السمعة الطيبة التي اكتسبتها وإمكاناتها والفائدة الكبيرة التي يُمكن للشركة تقديمها للأحداث والفعاليات وحملات التعريف واسعة النطاق. وأفاد المؤسّسان: "بدايةً، تضمنت قاعدة عملائنا شريحة الطلاب الجامعيين، ومع تزايد أعداد المستخدمين والإقبال على موقعنا، أدركنا الإمكانات الهائلة له".
لكن، ورُغم التحديات التي واجهت "يونيفونك" في بداياتها، إلا أن إصرار وطموح مؤسّسيها جنى ثماره في العام 2010، حيث استطاعت الشركة إبرام عقد مع شركة "تويوتا السعودية"، مما شكّل نقطة تحوّل استراتيجي في مسيرة الشركة، ومهّدت هذه الشراكة الطريق أمام استثمار العديد من فرص النمو والاستثمار، ما أتاح لـ"يونيفونك" في العام 2018 جمع استثماراتٍ بلغت 21 مليون دولار في الجولة الاستثمارية الأولى التي قادها "صندوق رأس المال الاستثماري" STV ومقره الرياض.
أما قدرة "يونيفونك" على التميّز بين منافسيها فقد تجسدت باستراتيجيتها المستقبلية، والتزامها الكبير بدفع عمليات التحول الرقمي، النقطة التي أشار إليها المؤسّسان بأن "تحفيزنا في دفع عجلة التحول الرقمي في مجال الاتصالات منذ انطلاقتنا". وتواصل الشركة مسيرة ابتكارها عن طريق طرح قنوات اتصالات متعددة اللغات بين الشركات وعملائها. وبفضل الجمع ما بين المزايا المبتكرة والبنى التحتية المتينة والحوكمة ، نجحت "يونيفونك" في حجز مقعدها الريادي في سوق حلول الاتصالات الذي يعتبر الأكثر تنافساً.
هذا، وتعكس نقطة تحول "يونيفونك"، من مجرد مزود خدمات "منصة الاتصال كخدمة" CPaaS إلى شركةٍ متكاملة للتواصل والتفاعل مع العملاء ومدى تطور حلولها وحداثة أنظمة اتصالاتها. كما شكّلت كفاءتها العالية عاملاً رئيسياً في مسيرة نجاحاتها خصوصاً في ربط عمليات التكامل ونظام "البرمجيات كخدمة" SaaS بسلاسةٍ ضمن منظومات "إدارة علاقات العملاء" CRM، و"مراكز الاتصال كخدمة" CCaaS، وأتمتة عمليات التسويق وغيرها من المنظومات الحيوية. وقد برزت "يونيفونك" بين منافسيها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكونها الشركة الوحيدة القادرة على التكامل بانسيابية تامة مع أكثر من 100 برنامج يعملون ضمن نظام "البرمجيات كخدمة" SaaS.
من جهةٍ أخرى، تُشير التوقعات إلى أنَّ حجم قطاع أتمتة قنوات التسويق سيبلغ عتبة الـ 14.2 مليار دولار خلال العام 2023، ما يُشكّل فرصةً كبيرة لتوسيع قاعدة عملاء "يونيفونك"، حيث تتماشى رسالة الشركة مع توظيف واستثمار أحدث التقنيات مع هذا الاتجاه، التوجه الذي برز بقوة تصريح المؤسّسين، حيث أشارا إلى أن "التكنولوجيا هي جوهر نجاح "يونيفونك"، كما أننا نستثمر التقنيات الرقمية من أجل توفير تجارب عملاء استثنائية، ولتلبية متطلبات المستهلكين المتنامية".
وتُبدي "يونيفونك" درجة عالية من الالتزام بتأمين قنوات التواصل المخصصة، وذات الصلة، وفي الوقت المناسب لعملائها، انطلاقاً من قدرتها على توفير الحلول المصممة بشكل خاص لتلبي متطلبات بعض الصناعات، بما فيها تجارة التجزئة، والرعاية الصحية، والخدمات المصرفية، والتجارة الإلكترونية، ما شكّل عاملاً رئيسياً في اعتماد وانتشار حلول الشركة على نطاق واسع، أشار إليه المؤسّسان بأنهما يُدركان "الاحتياجات الخاصة بكل صناعة، ونعمل على تطوير حلول قادرة على تلبية هذه الاحتياجات بكفاءة عالية".
وانطلاقاً من أهمية رعاية واحتضان المواهب من أجل بناء فريق عمل قويّ ومتميّز. وهنا، تُركز "يونيفونك" بدرجة كبيرة على إيجاد ثقافة عمل تسودها الأجواء الإيجابية، وتعمل على تعزيز مفهوم التطور الشخصي. "نهجنا قائم على إعطاء الأولوية لأفراد فريق العمل، فنحن نؤمن بضرورة إيجاد بيئة عمل تفاعلية تُشجع على تبني قيم الإبداع، والتنوع، والتعلم المستمر"، يوضّح المؤسّسين. وتجدر الإشارة هنا إلى اعتماد "يونيفونك" كـ "مكان رائع للعمل" Great Place to Work، ما يُؤكد على التزامها الكبير والمسؤول تجاه موظفيها.
على المدى البعيد، تُخطط "يونيفونك" لتوسيع دائرة أعمالها لتغطي جميع الأسواق في إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، والهند، وأمريكا اللاتينية، وشرق أوروبا، وذلك انطلاقاً من مواردنا وإمكاناتنا الداخلية، واستراتيجيات النمو المدعومة بالموارد الخارجية، بما فيها عمليات الاستحواذ الاستراتيجية، حيث تسعى "يونيفونك" إلى توسيع نطاق انتشارها لتصبح من الشركات الرائدة عالمياً في توريد حلول الاتصالات.
ومن أبرز عمليات الاستحواذ الاستراتيجية التي استكملتها "يونيفونك" مؤخراً، الاستحواذ على "سِستِك" Sestek، الشركة الرائدة في تطوير حلول المحادثات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقد جاءت هذه الخطوة لتُعزز من حضور "يونيفونك" في الأسواق، وتُوسع من قدراتها في مجال معالجة اللغات، واستثمار الروبوتات الصوتية، وعمليات تحليل الكلام. وقد أعرب المؤسسان عن حماسهم تجاه عملية الاستحواذ هذه، حيث أشارا إلى أن "الخبرة التي تمتلكها "سِستِك" Sestek في مجال تطوير حلول المحادثات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتماشى بشكل كامل مع رؤيتنا المتمثلة بضرورة توفير حلول الاتصالات المتطورة".
كما تعكس قراءات مؤشرات الأداء مدى صحة ونجاح المسار الذي تتبعه "يونيفونك"، حيث تشير معدلات نمو الإيرادات على أساس سنوي، ومعدلات الاحتفاظ بالعملاء، وإجمالي الأرباح، للثقة المتنامية التي يُبديها العملاء تجاه الشركة، ولقدرتها العالية على توفير خدمات ذات قيمة مضافة. وقد شكّلت الجهود التي تبذلها "يونيفونك" - في سبيل التحسين المستمر وإرضاء العملاء - قوة دافعة لمسيرة نموها وتطورها الكبير.
وللحفاظ على صدارتها في سباق المنافسة، تواكب "يونيفونك" تغيرات السوق وعمليات التحول الرقمي، حيث قامت بتكوين أسس التعاون المشترك مع القطاعين الحكومي والخاص من أجل دعم الشركات الناشئة التي تعتمد نظام "البرمجيات كخدمة" SaaS، وذلك بطرحها سلسلة من المبادرات الهادفة والمدروسة، ومنها البرنامج الاستثماري UnifonicX، الأمر الذي شدّد على أهميته المؤسّسين بالتأكيد على أنه "من خلال تعزيز ونشر الأنظمة المبتكرة، فإننا نساهم في نمو سوق حلول الاتصالات بشكل عام".
هذا، ويُقدم مؤسسا "يونيفونك" نصائح قيمة تستند على تجربتهما الخاصة من شأنها أن تعود بالفائدة على كل رائد أعمال طموح، حيث شدّدا على ضرورة "بناء فريق عمل ماهر ومتنوع المهارات، مع أهمية الإنصات لآراء وتعليقات العملاء، وتوفير القيمة المرجوة لهم، والانفتاح على الأفكار والطروحات الجديدة، والتمتع بالقدرة على التكيّف". وتعتبر قصة نجاح "يونيفونك" دليل حي على قوة الابتكار، والتصميم، والمنهجية القائمة على مصلحة العملاء.
نجد بأن مسيرة "يونيفونك" منذ بداياتها المتواضعة حتى وصولها لمكانتها الحالية كمزود رائد لحلول الاتصالات تُشكل مصدر إلهام بكل ما في الكلمة من معنى. وتواصل الشركة بكفاءة عالية رسم ملامح مستقبل أنظمة الاتصالات، لتؤثر بشكل كبير على توجهات العملاء من الشركات والمستهلكين على حدٍ سواء. وبفضل التزامها الكبير تجاه مسيرة الابتكار والتركيز على مصلحة العملاء، ستواصل "يونيفونك" مسيرة نجاحاتها المستمرة، وتوسيع دائرة انتشارها، وتعزيز مكانتها كشركة رائدة عالمياً في توريد حلول الاتصالات المتطورة.
* الصور مقدمة من شركة "يونيفونك".