|
ينبغي أن تركّز الشركة الناشئة بالدرجة الأولى على استقطاب المواهب، حيث بإمكان مؤسسي هذه الشركات جذب المواهب المطلوبة بتقديم رواتب تنافسية، أو بتمليكهم حصص من أسهم الشركة، لكن هذه الإغراءات لن تفي بالمتطلبات المتنامية التي سيسعى إليها أعضاء فريق العمل في المستقبل. لذا، يجب على المؤسسين إيجاد بيئة عمل مريحة ومثالية لموظفيهم، تدفعهم للعمل بجد وحماس لتحقيق أهداف الشركة، وتشعرهم بأنهم جزء لا يتجزأ من كيان الشركة.
منظومة الشركات الناشئة السعودية تشهد المملكة في الآونة الأخيرة طفرة في تصميم وطرح البرامج الحاضنة والمسرعة التي تدعم الشركات الناشئة السعودية، بما فيها برنامج "مسرعة مسك" وبرنامج "مسك الانطلاق". إلا أن إيجاد وتوظيف المواهب يشكل تحديََا حقيقيََا لمؤسسي الشركات الناشئة في المملكة. فقد أظهرت نتائج "تقرير إنديفور" الذي حمل عنوان "رسم خارطة قطاع التكنولوجيا في الرياض"، أن الوصول إلى المواهب شكّل التحدي الأكثر شيوعََا بالنسبة لعينة المؤسسين الذين شملهم التقرير، حيث أشار 84 بالمائة منهم إلى أن الوصول للمواهب الإدارية برزت كعقبة كبيرة أو خطيرة في طريقهم، بينما أفاد 63 بالمائة أن توفر المواهب الفنية والمهنية مثّل عقبة رئيسية أو شديدة بالنسبة لهم. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يتوجب على المؤسسين تعلّم كيفية إيجاد وتوظيف فريق العمل المثالي، وذلك من أجل ضمان دفع شركاتهم الناشئة على طريق النجاح.
نصائح ذهبية لتوظيف المواهب لعل من أهم الأسئلة التي تتجلى عند البحث عن الموهبة هو تحديد طبيعة ونوع الموظف الذي تحتاج إليه: هل أنت بحاجة لموظف مهني متمرس؟ أم لموظف يملك خبرة كافية في ريادة الأعمال؟ أم لموظف موهوب في مجال محدد كالتسويق أو التصميم؟ بمجرد إجابتك عن هذه الأسئلة، سيصبح من السهولة عليك العثور على الموظفين المناسبين لعمل شركتك.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن فعالية الشركة الناشئة لا تكتمل أبداً دون مشاركة الموظفين المناسبين، حيث ستؤثر حركة التعيينات الأولية بشكل كبير على درجة نجاح الشركة. ورغم أن عملية توظيف المواهب قد تشكل تحديََا من حيث المنافسة والتعويضات كونها لا تجاري ما تقدمه كبرى الشركات، إلا أن هناك - ولحسن الحظ - بعض النصائح الذهبية الكفيلة باستقطاب المواهب التي تستطيع الشركات الناشئة الاستفادة منها: ١. توفير بيئة عمل جذابة تدور ثقافة الشركات الناشئة حول الإبداع، والاستمتاع، والعمل بجدية، وهو الطابع الذي ينبغي على الشركة تجسيده. فسواءً كان العمل يستلزم الحضور للمكتب أو كان قائمََا على ممارسات العمل عن بُعد، فإن توفير المرونة الكافية، والاهتمام بتطوير بيئة عمل آمنة، من شأنه التأثير بشكل كبير على نجاح الشركة الناشئة في توظيف المواهب بالمستقبل.
٢. توفير التعويضات والمزايا التنافسية تُعتبر التعويضات والمزايا التنافسية من العروض الضرورية لأي شركة ناشئة، كونها تساعدهم في استقطاب وتوظيف أفضل المواهب. ومن أبرز المزايا التي تستطيع الشركات الناشئة تقديمها لموظفيها جداول العمل المرنة، والإجازات غير المحدودة، وإجازة أمومة والرعاية الأبوية مدفوعة الأجر، والتأمينات الصحية، وخيارات تملك أسهم أو حصص في الشركة، وذلك ضمن استراتيجية التعيينات الأولية.
٣. إتاحة فرصة العمل ضمن المشاريع المبتكرة عندما تتاح الفرصة أمام أعضاء فريق العمل المستقبليين للمشاركة في مشاريع مبتكرة، سيتمكنون من طرح الأفكار الخلاقة وتنفيذها دون الحاجة للقلق إزاء البيروقراطية أو الروتين، كونهم لا يعملون وفق منظومة رسمية لرفع وتقديم التقارير، أو وفق التسلسل الهرمي التقليدي. هذه الدرجة من الحرية قادرة على توفير بيئة عمل جذابة في الشركات الناشئة، من شأنها استقطاب المهنيين الشباب الباحثين عن مغريات تتخطى حدود الراتب. ٤. فتح الباب واسعََا أمام فرص النمو والتطوّر تتمثل أهم الطرق الفعالة التي تستطيع الشركات الناشئة تطبيقها في منح موظفيها حرية المشاركة في ورش العمل، وبرامج التوجيه، والتدريب الداخلي التي توفر الخبرة والإرشاد في بداية الحياة المهنية. وعندما تُظهر الشركة الناشئة استعدادها للاستثمار في هذه الأمور، فإنها ستعزز إحساس فريق العمل بالرضا عن وظائفهم، كما أنها ستمنحهم شعورََا بالعمل الهادف في الشركة. سواءً كنت تسعى لتوظيف المواهب بهدف المشاركة في تنمية الأعمال، أو من أجل توجيهها لمن يحتضنها، فإن طريق النجاح المستقبلي للشركات الناشئة سيعتمد بالدرجة الأولى على فريق العمل الذي ستوظفه، لأن فريق العمل الاستراتيجي سيشكل العمود الفقري لأي شركة ناشئة، كما أن فريق العمل الناجح سيمتلك القدرة على العمل بدرجة عالية من التشاركية والتعاون لمساعدة بعضه البعض، ولتنفيذ رؤية ورسالة الشركة، ولتحقيق كافة الأهداف المنشودة. |
