في عصر باتت فيه الشاشات نافذتنا إلى العالم، لم يعد العطاء مرتبطًا بالمكان أو الزمان. بل أصبح بإمكان أي شخص، أينما كان، أن يترك أثرًا عميقًا في حياة الآخرين من خلال العالم الرقمي. فبين منشور بسيط يحمل رسالة إنسانية، أو حملة تبرعات إلكترونية، أو حتى مجرد نشر قصة مُلهمة، يمكن للفرد أن يكون جزءًا من تغيير حقيقي يتجاوز الحدود والمسافات.
كيف يمكن لمحتوى بسيط أن يغير حياة آخرين؟
"ديننا، مبادئنا، عاداتنا، وتقاليدنا، زرعت فينا حب العطاء." هكذا كان جواب حسن " أبو فلة " عندما سُئل عن الدافع وراء قيامه بكل هذه الأعمال الخيرية.
أصبح العطاء يتجاوز الحدود التقليدية ويأخذ أشكالًا متنوعة تُتيح للجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، أن يكونوا مصدرًا للتغيير والإيجابية في حياة الآخرين. وواحدة من أبرز القصص التي تُجسّد هذا المفهوم كانت في منتدى مسك العالمي 2024، حيث كان هناك لقاء مُميز مع حسن "أبو فلة"، الذي يُعد من أبرز الشخصيات التي تمكنت من استخدام المنصات الرقمية لتحقيق تأثير إيجابيي. في جلسة حوارية، بمساحة المجلس بعنوان: " التأثير الفعلي للعطاء عبر العالم الرقمي". شارك فيها مع الحضور تجربته المُلهمة حول تأثير العطاء في العالم الرقمي، وإلى كيفية استخدام المنصات الرقمية لإحداث تأثير إيجابي، ليس فقط على مستوى الأرقام والمتابعين، بل في قلوب الناس أيضًا.
كيف تبدأ بالعطاء الرقمي؟
العطاء الرقمي أصبح اليوم أداة قوية يمكننا جميعًا الاستفادة منها. المسؤولية التي يتحملها أي شخص يمتلك منصة إلكترونية، خاصة أولئك الذين لديهم قاعدة جماهيرية واسعة، تتطلب وعيًا كبيرًا. مهما كان نوع المحتوى الذي يُقدّم، سواء كان تقنيًا، تعليميًا، أو حتى ترفيهيًا بسيطًا، فقد يكون له تأثير عميق في رسم الابتسامة على وجوه الآخرين. كل كلمة أو تصرف قد يترك أثرًا قويًا في حياة الناس.
لا يقتصر العطاء الرقمي على التبرعات المالية أو المبادرات الضخمة، بل يمكن أن يبدأ بخطوة صغيرة وتفاعل بسيط عبر الإنترنت. أشار أبو فلة في حديثه إلى أن بدايته في العمل الخيري جاءت من فكرة بسيطة طرحها أحد متابعيه، حيث اقترح عليه بناء مسجد، ومن هنا انطلقت رحلته في العطاء. هذه التجربة تؤكد أن العطاء لا يحتاج إلى تخطيط معقد، بل قد ينشأ من فكرة متواضعة لكنها تحمل أثرًا طويل الأمد. حتى لو كانت البداية بشيء بسيط، فكل فعل صغير—سواء كان نشر فكرة إيجابية أو مشاركة رسالة ملهمة—يعد شكلًا من أشكال العطاء الذي قد يُحدث تأثيرًا عميقًا في حياة الآخرين.
تأثير العطاء الرقمي
في حديثه عن التأثير الشخصي الذي أحدثته الأعمال الخيرية في حياته، أكد أبو فلة أن كل الأعمال التي قام بها، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، كان لها تأثير عميق عليه. وأوضح أن العطاء لم يغير فقط حياة الآخرين، بل كان له أثر بالغ على نفسه أيضًا، وقال: " إسعاد الغير من أرقى أنواع السعادة التي يمكن أن يحصل عليها الفرد خلال أدائه للأعمال الخيرية ". بهذه الكلمات يرى أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالأرقام أو المال فقط، بل بالعطاء والمساهمة في إسعاد الآخرين.
من العطاء الرقمي إلى التغيير الفعلي
من قلب تجربته، كشف أبو فلة أن الشغف هو بوابة الاستمرارية، وأن الصبر والعزيمة والإصرار تأتي تلقائيًا حينما يفعل الإنسان ما يحب. فحين بدأ، كان شغوفًا بصناعة المحتوى، ومع كل خطوة، أدرك أن بإمكانه توظيف هذا الشغف ليكون له معنى أكبر. وهكذا، تحوّلت احتفالاته بوصوله لأرقام جديدة إلى مشاريع خيرية تخدم المحتاجين حول العالم مع متابعيه.
أبرز مبادرات أبو فلة في العطاء الرقمي:
2020
2021
2022
في النهاية، عندما نتحدث عن العطاء الرقمي، فإننا لا نتحدث فقط عن تأثير لحظي، بل عن تغيير يمكن أن يستمر لأجيال. الفكرة وراء العطاء الرقمي ليست مجرد لحظة عاطفية، بل هي عملية متواصلة من بناء علاقات وإحداث فارق دائم في حياة الآخرين. فكل منشور، كل كلمة، كل تفاعل يحمل في طيّاته إمكانية لترك أثر إيجابي لا يُمحى. هذا التغيير لا يتوقف عند حدود العطاء، بل يشمل بناء مجتمع مترابط ومؤثر، قادر على تجاوز التحديات وتحقيق الأهداف.