خمس خطوات للتغلب على العقبات

كيف نواجه المواقف الصعبة دون أن تكسرنا
تجنب خمس وافعل خمس عند التعامل مع النكسات والعقبات والمصاعب والمصائب

خمس خطوات للتغلب على العقبات

 

كيف نواجه المواقف الصعبة دون أن تكسرنا

 

تجنب خمس وافعل خمس عند التعامل مع النكسات والعقبات والمصاعب والمصائب

 

مصائب أو نكسات أو عقبات أو نكبات أو مصاعب، مهما كان اسمها، فلن يفلت منها أي منا، ونعرف حتمًا أنها تختبئ لنا لتخرج في أحلك الظروف وأننا يومًا ما سنواجهها في أسوأ الأوقات. وكلنا نكره مواجهتها؛ نتمنى أن ننجح ونرتقي دون رؤيتها، ولكن الحقيقة أنها إن لم تكسرنا فهي ما تدفعنا بسرعة للنجاح، فكيف نواجه هذه الصعوبات دون أن تكسرنا؟

 

فكِّر بواقعية ولا تستجب بتلقائية

لنبدأ بوضع الأمور في سياقها الواقعي من خلال وضعها في حجمها الصحيح، فقد تكون أكبر مشكلة هي إعطاء المشكلة أكثر من حجمها! فهناك النكسة والتي عادة ما تكون تراجعًا بسيطًا ومشكلة مزعجة ولكن يمكن حلها، مثل إغضاب رئيسك في العمل عن طريق القيام بخطأ، أو عدم رفع التقارير في الوقت المناسب؛ وهناك النكبة وهي أكبر وقعًا وأشد تأثيرًا وأمدها يمتد أطول وعلاجها أصعب، مثل الفصل من العمل أو إفلاس شركتك الناشئة؛ وهناك المصائب مثل فقدان أحد أفراد العائلة، أو المرض العضال والتي تستوجب الصبر والاحتساب.

استجابتنا التلقائية والمعتادة لمثل هذه المواقف ليست دائمًا مفيدة، فهي غالبًا ما تبدأ بتحميل المسؤولية على الغير مثل: إن رئيسي في العمل لا يفهم؛ وثم بالتبرير بأن الظروف كانت معاكسة، أو أن الخصم لم يكن نزيهًا؛ ثم الغضب والخوف من العواقب مثل: الفصل من العمل والذي قد يصل بنا إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل. ويبدو جليًا أن استجابات تلقائية كهذه قلما تفيد في مواجهة المواقف الصعبة، فهي تغرقنا في دوامة من خداع النفس إلى الجهد السلبي وصولًا إلى الإحباط.

هذا الوقت سوف يمضي

تكمن الحقيقة في أن أي موقف صعب نمر به حتمًا سيمضي وسنتجاوزه. وقديمًا، سأل أحد ملوك الهند وزيره أن ينقش على خاتم له جملة إذا قرأها وهو حزين فرح، وإذا قرأها وهو سعيد حزن، فنقش الوزير على خاتمه "هذا الوقت سوف يمضي". فأي نكسة هي وقتية وإن طال الوقت أو قصر سنتجاوزها، وحال الزمان لا يبقى على حال. تذكر أن أكبر الأفراح والأحزان التي مرت عليك جميعها مرت وانقضت.

الطريق إلى النجاح ليس مفروشًا بالورود

حياتنا مسيرة نجتهد فيها للصعود للقمة، وإذا رأينا مسارات من صعدوا قبلنا، سنرى بوضوح أنه طريقهم نحو القمة لم يكن مفروشًا بالورود. وما أكثر الأمثلة من التاريخ ومن بيئة الأعمال المعاصرة ومنها قصة ستيف جوبز، والذي فُصل من شركة أبل التي أسسها ثم عاد إليها وقادها للنجاح. للوصول، يجب التغلب على النكسات التي تعترض طريقك نحو القمة في معركة مستمرة من النجاحات والإخفاقات، والهدف أن تكون نجاحاتك أكثر من إخفاقاتك. بالنجاح ينير طريقك نحو القمة والإخفاق ما هو إلا دافع للنهوض مجددًا ومواصلة الطريق نحو القمة، ومع الوقت ستدفعك النجاحات نحو القمة وستختفي الإخفاقات والعقبات من طريقك، في حال لم تركن إلى اليأس.

 

كيف تتجاوز الصعاب؟

لترتيب أفكارك ومساعدتك على مواجهة الصعاب في حينها، تجنب خمسة أمور:

  1. لا تستعجل – تريّث لتستوعب ما يدور من حولك، لا تظهر ردة فعل ولا تخطط ولا تدخل في مواجهة الآن، فقط افهم الموقف وشعورك حياله.
  2. لا تهلع – تحكم في شعورك، لا تهلع لأن الهلع يدفعك لارتكاب أخطاء أكبر والتي من شأنها زيادة الموقف تعقيدًا.
  3. لا تخف من الفشل – تقبل ما يحدث معك الآن كما تقبلت وأنت طفل فشلك في الوقوف مرات ومع ذلك لم تيأس.
  4. لا تجلد ذاتك – لأنك لا تستطيع تغيير ما حدث ولكن تستطيع أن تختار طريقة تعاملك معه.
  5. لا تفقد السيطرة – خذ بزمام الموقف عندما يكون ذهنك مستعدًا للتفكير بموضوعية في المشكلة، وقتها حدد خياراتك فمثلًا هل تطلب المسامحة إن كنت قد اخطأت أو تطلب فرصة أخرى، أم تسلك طريقًا مختلفة نحو القمة؟

 

عندما تكون مستعدًا لتنتشل نفسك من الموقف الصعب الذي أنت فيه الآن، جرّب الخطوات الخمس التالية: (خلاصات عملية لكتاب: تحويل المشكلات إلى فرص)

  1. ابحث بسرعة عن ميزة واحدة في هذا الموقف السيئ السوداوي وستجدها، وعندما تجدها اشتغل عليها لتحويل الأزمة إلى فرصة.
  2. طبق القاعدة: "الإجابة الخطأ هي إجابة صحيحة ولكن لسؤال آخر!" فالموقف الصعب (خطأ بالنسبة لك) ولكنه الموقف الصحيح والمناسب تمامًا لتقوم بتصرف مغاير واستثمار مغاير، وهناك حالات كثيرة لمن استغلوا موقفًا صعبًا للقفز إلى نجاح باهر.
  3. الآن، بعد الخطوتين 1 و2 تستطيع أن تحول خوفك إلى إثارة.
  4. ويمكنك أيضًا أن تقوم بمناورة عكسية تخالف ما اعتدنا عليه في المواقف الصعبة من جدية زائدة وتوتر وأجواء أسف وحزن: "ما أروع أن تبتسم حين يتوقع منك الناس البكاء". أنت بطل قصتك، والصبر أن تبتسم والدموع في عينيك!
  5. أخيرًا، ضع السيناريو الأسوأ للمتوقع، واقترب من الأسوأ… ليكن مألوفًا لك ومعروفًا مسبقًا، ربما لا يثير كل هذه المخاوف والهواجس، وربما توجد ثغرة أو فرصة في هذا السيناريو "الأسوأ"… أقلّها خفضت كثيرًا من توترك.

قديمًا قيل ما لا يكسرك يقويك، والحياة لا تشكلها اللحظات القصيرة التي ننعم فيها بالنجاح فحسب، وإنما ما نفعله عندما لا تجري الأمور كما نريد.

 

 

نُشر المقال مسبقًا في مدونة د. بدر البدر

 

المؤلف
الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان"مسك"

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات