using MiskFoundation.BLL.Custom;

القيادة والابتكار في المنظمات

دور القيادة وأثرها على نجاح أو فشل المنظمة وخصوصًا فيما يتعلق بالابتكار
عن الكاتب
عضو مؤسس جمعية الابتكار والتقنية متخصص بالابتكار وتطوير المنظمات خريج برنامج قيادات سعودية 10X
 
 

إذا تأملنا واقع المنظمات التي تقود السوق، لوجدنا فيها أن القيادة العليا لديها الاهتمام في تعزيز دور الإبداع والابتكار، يتضح ذلك على سلوك المنظمة في عقليات الموظفين والتشريعات التنظيمية والتسهيلات والدعم الذي يعزز دور الابتكار وثقافته ليتشكل لديها منتجات مبتكرة تغير قواعد اللعبة في السوق أو تكون على الأقل مصدر إلهام للمنظمات الأخرى في الابتكار المؤسسي وتحسين إجراءات العمل. 

إن أهمية دور القيادة العليا وتفعيل تشريعات المنظمة واستخدام العلوم والتقنيات لا يمكن أن تزدهر ولا أن يكون لها دور في الابتكار إلا ضمن بيئة تنظيمية وعلمية واقتصادية وصناعية في دولة تكون داعمة للإبداع والابتكار، لذلك فإن التوقيت هذه الأيام مناسبًا لإحراز تقدم ونقل نوعي من خلال الاستفادة من التوجه القوي والفعال من القيادة السعودية لدعم منظومة البحث والابتكار. وقد شهدنا مؤخرًا الجهود العظيمة لبناء مبادرات ومشاريع بين الهيئات والجهات البحثية وقطاعات الأعمال والجهات الحكومية المختلفة، ودعم تمكين المبدعين والمبدعات والمبتكرين والمبتكرات، وذلك بتوفير الحاضنات والمسرعات والتمويل وتأمين مناخ مؤسسي متكامل يحقق الأهداف المنشودة من هذه الجهود المباركة. 

والملاحظ أن الفارق بين المنظمات المتطورة والمنظمات الأقل تطورا ليس مجرد فجوة في الإمكانيات والموارد والكفاءات فحسب، وإنما هو في الأساس فجوة في القيادة الريادية والابتكار، بالتالي ينبغي أن يكون التركيز الرئيسي منصبًّا على سد هذه الفجوة 

وفيما يلي أهم الأدوار الرئيسية لتعزيز دور وثقافة الإبداع والابتكار في المنظمات: 

  • القيادة: قائد يؤمن بأهمية دور الابتكار يمتلك رؤية واضحة ويشاركها جميع الموظفين في المنظمة، كل موظف يعلم ما دوره وما هو تأثيره وإلى أين هم يتجهون، وهذا يعني أن هنالك استراتيجية واضحة تعزز دور التواصل بين القيادة والموظفين، فغياب القيادة تعني غياب الاستراتيجية. كما أن غياب الاستراتيجية يعني غياب الابتكار وغياب الابتكار يعني الاتجاه للركود ومن ثم إلى التدهور والاضمحلال. 
  • البيئة: وجود تنظيمات وإجراءات تعزز ثقافة الابتكار، بالتالي ستتوفر مساحة آمنة للموظفين لإبداء آراءهم وتقديم أفكارهم وتجربتها بكل جرأة وبدون تردد ولا مخاوف؛ لتتشكل مع الوقت ثقافة وبيئة ابتكار قوية وفاعلة. 
  • الموارد: دعم البحث والتطوير والتجارب، وهنا دور القيادة في تخصيص موارد لتحويل أهدافهم الاستراتيجية فيما يخص الابتكار إلى واقع من خلال توفير الموارد اللازمة للبحث والتطوير والمجازفة، فلا بد أن تكون الجرأة أبرز سمات المنظمة وموظفيها لتحقيق ثقافة الابتكار على أرض الواقع. 
  • الثقافة والتواصل: تعزيز التواصل الداخلي، فمن خلال التواصل المفتوح بين القيادة وإداراتها والموظفين يكون هنالك تعاون متعدد الوظائف وتدريب لتطوير الموظفين، وبناء ثقافة تفضي إلى بيئة مبدعة تنتج حلولًا ابتكارية أكثر نجاحًا. 
  • المرونة: إعادة التمحور، حيث يجب على القيادة تقبل الخطأ والعمل على الاستفادة من الإخفاقات للوصول إلى مراحل أكثر نضجًا في الحلول والمنتجات. وهذه طبيعة البيئة التي تمارس الابتكار، فغالبًا ما تواجه الكثير من الصدمات والتحديات، فالقادة الأكثر مرونةً وتقبلًا للإخفاقات بروح كلها إصرار والتزام هم الأكثر نجاحا في الاستدامة وعلى المدى الطويل. 

من هنا يتضح لنا دور القيادة وأثرها على نجاح أو فشل المنظمة وخصوصًا فيما يتعلق بالابتكار، فجميع المنظمات لديها نقص في الكفاءات وبعض الإخفاقات ولن تتخطى ذلك سوى بالتوجه الاستراتيجي الصحيح، وبالاتصال المفتوح مع الموظفين، ومواجهة تلك التحديات بكل جرأة ومصداقية. 

أخيرا وليس آخرًا.. رسالتي لكل قائد، أعط اهتمامًا كبيرًا للابتكار فأنت في السعودية. 

البرامج ذات الصلة

عرض جميع البرامج
مغلق
logo
قادة ٢٠٣٠
انتهاء التقديم
  • التعليم المدمج
  • التعلم التفاعلي
  • 01 أكتوبر 2023 - 01 يوليو 2024
  • الإنجليزية
logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات