هل يمكن أن تتخيل أن يكون لك مساعد شخصي يفهمك ويساعدك في عملك وحياتك الشخصية وأحيانا حتى يمكن أن يكون هو صديقك و مرشدك المهنيّ لاتخاذ قرارات منطقية ومبنيّة على بيانات ومعلومات سابقة تخصّك ولها علاقة مباشرة بسلوكك وطريقة تفكيرك؟ لهذا السبب كثير من الأشخاص متحمسين لتجربة هذه التقنية.
فبعد إطلاق خدمة الـ ""ChatGPT في المملكة أصبح الكثير من الناس يتساءل عن هذه التقنية وتأثيرها على المجتمع وأهميتها في تنفيذ المهام و المسؤوليات وسبب تفاعل الكثيرين مع الإعلان الذي تحدّث عنها خلال الأشهر الماضية، وفي هذه الإضاءة نجاوب على كل هذه التساؤلات من خلال التعريف بخدمة الذكاء الاصطناعي وأهميتها وأفضل الأدوات والطرق والممارسات لاستخدامها.
الذكاء الاصطناعي هو مصطلح يشير إلى قدرة الأجهزة والبرامج على تنفيذ مهام تتطلب التفكير واتخاذ القرارات بشكل ذكي، وبهيئةً تحاكي القدرات العقلية للبشر. يعتمد الذكاء الاصطناعي على استخدام خوارزميات وتقنيات متقدمة مثل التعلّم الآلي العميق والتحسين المستمر للاستفادة من المعرفة والبيانات المتوفرة في هذه الأجهزة.
مع تطور التكنولوجيا والتقنية حول العالم وظهور الذكاء الاصطناعي، أصبح لدينا الآن فرصة لتحسين جودة حياتنا الشخصية وكذلك المهنية من خلال تفويض الذكاء الاصطناعي بالمهام الروتينية المكررة أو القيام بالواجبات التي قد تتطلب وقتًا لتنفيذها، فبدلا من إضاعة الوقت في العمل على مهام بسيطة يمكن أن يوّكل الذكاء الاصطناعي للقيام بها من خلال تلقينه وتزويده بالمهمة وتفاصيلها وطريقة تنفيذها.
ومع مرور الوقت والتطور المٌستمر أصبحت هذه الخدمة قادرة على العمل حتى على الأشياء الأكثر تعقيدًا والتي تتطلب سنوات من الخبرة لتنفيذها، وتحديدًا في مجال العمل فالكثير من الموظفين أصبحوا يضاعفون إنتاجيتهم مع تقنية الذكاء الاصطناعي التي تساهم في مساعدتهم على إنجاز أعمالهم وتقديمها بأسرع وأفضل الطرق.
كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي ؟
على الرغم من الحلول الرائعة التي تقدمها هذه التقنية إلا أنها لن تعمل كما تحب إذا لم تكن تعرف كيف تستخدمها وكيف توجهها إلى تنفيذ ما تحتاج إليه، فالذكاء الاصطناعي يقدّم لك ما تعطيه من معلومات وبيانات والتي تعكس ما تريد تحقيقه بطبيعة الحال، وهٌنا بعض النقاط المٌهمة والتي يمكن أن تساعدنا في استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة فعّالة.
تحديد الاحتياج
الكثير من البرامج أصبحت تقدّم خدمة الذكاء الاصطناعي في تسهيل استخدام المزايا التي يقدمونها لذلك من المهم أولا معرفة احتياجك من الذكاء الاصطناعي وماذا تريد منه بالضبط. فبعض منها متخصص في التصميم والبعض في الكتابة وأخرى متخصصة في أمور معينة.
إجراء البحث
بعد معرفة احتياجك من هذه الخدمة حاول أن تبحث عن أفضل الخدمات والأدوات المتوفرة على شبكات الإنترنت، فخدمة الذكاء الاصطناعي مثل أي خدمة أخرى ويوجد منها مستويات ومزايا مختلفة تناسب وتلائم كل شخص واحتياجه الخاص من تنفيذ المهام وتقديم التوصيات على الأعمال المٌنفذة.
الاختيار من بين الحلول المٌتعددة
يمكن تجربة واختيار مقدّم خدمة الذكاء الاصطناعي التي ترى بأنه يناسب احتياجك وتبدأ بالعمل على تزويدها بالمعلومات والبيانات و تلقينها بالمهام التي ترغب بتنفيذها حتى يساعدك على تنظيم وقتك والقيام بالواجبات والمسؤوليات التي وكلتها إليه.
الاطلاع على آخر المستجدات
كغيرها من التقنيات الحديثة في عالمنا، فالذكاء الاصطناعي يعتبر خدمة جديدة تقدمها الشركات التقنية والمتخصصة في جمع وتحليل البيانات والمعلومات، لذلك حاول أن تكون على اطلاع بآخر المستجدات والتحديثات فهناك مزايا جديدة وقيّمة تٌطلق كل يوم عن هذه الخدمة.
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
بعد فهمنا لهذه الخدمة وأهميتها أصبح من الضروري مناقشة وفهم أخلاقيات هذه التقنية، فالذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة فائقة على جمع وتحليل كم هائل من المعلومات واتخاذ قرارات بسرعة كبيرة وإحدى التحديات الأساسية في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هو ضبطه لأخذ قرارات أخلاقية صائبة، فهل يستطيع نظام ذكاء اصطناعي أن يفهم ويلتزم بالأخلاق؟ هل يستطيع أن يفهم تبعات قراراته على المجتمع والبشر؟
إضافةً إلى ذلك، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مستدام قضايا أخلاقيّة أخرى مثل الخصوصيّة والتحكم في المعلومات الشخصيّة، فهناك حاجة لضمان حماية بيانات المستخدمين وعدم استغلالها بطرق غير مشروعة.
فلذلك أصبحت قضية الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين من أكثر القضايا أهمية والتي تخص هذا المجال، فالكثير من الأشخاص يشعرون بالتجسس وعدم الأمان بسبب قدرة هذه البرامج على استخدام بياناتهم الشخصية وسلوكياتهم على الإنترنت.
لذلك، تعتبر حماية البيانات وسرية المعلومات من أولويات شركات التكنولوجيا والإنترنت، فهذه الشركات تستثمر في تطبيق إجراءات تشفير قوية لضمان سلامة بيانات المستخدم، ومهم أن نكون واعين ومٌدركين لهذه الإجراءات عند التعامل مع بياناتنا الشخصية والتأكد من أنها تحظى بالحماية المطلوبة، فالخصوصية هي حق أساسي لكل مستخدم في عالم الإنترنت.
يجب أن نتعامل مع هذه التحديات بحذر ونضع قوانين وإطار عمل مناسب لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتولى المؤسسات والحكومات دورًا فعّالًا في تحديد المبادئ الأخلاقية التي يجب اتباعها في هذا المجال.
في النهاية، يجب أن نستفيد من فوائد الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي وفقًا لأسس أخلاقية صارمة حتى لا تؤثر هذه التقنية على المجتمعات وعاداتها الاجتماعيّة والثقافيّة، وللتعرّف أكثر على الذكاء الاصطناعي استمع إلى حلقة بودكاست عنان والتي تحدثنا أكثر عن هذا الموضوع مع د. نجوى الغامدي الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.
