الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي ورؤية 2030

تقف البشرية الآن في مطلع عصر جديد، تهيمن فيه التكنولوجيا وتسود في كل القطاعات، ولعل أبرز ما وصلت إليه التكنولوجيا الآن هو ما بات يعرف بـ «الذكاء الاصطناعي»، ويشير هذا المصطلح إلى بناء أنظمة وأجهزة ذات ذكاء يحاكي الذكاء البشري في أداء مهام معينة، بحيث تستطيع هذه الأنظمة أو الأجهزة أن تطور نفسها حسب المعلومات التي تحصل عليها، فيما يُعرف باسم «التعلم الآلي».

ويعد الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية ضمن رؤية 2030، والتي تسعى المملكة العربية السعودية من خلالها إلى تحويل اقتصادها إلى اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، حيث أشارت د. نجوى الغامدي؛ الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى تبني المملكة العديد من الاستراتيجيات لتحقيق ذلك، من بينها إطلاق خطة وطنية لتشجيع البحث والتطوير، حيث يتم استثمار ما يقرب من 2.5% من الناتج المحلي في الاستثمار في مجال البحث والتطوير والابتكار في المجالات التنافسية ومن بينها الذكاء الاصطناعي.

 وأكدت د.نجوى الغامدي على أنه إذا صارت الأمور كما هو مُخطط لها،  فمن المتوقع أن تكون المملكة رائدًا صناعيًا كبيرًا في مجال تقديم منتجات الذكاء الاصطناعي، ونظم المعلومات، وقواعد البيانات، ليس فقط للاستهلاك المحلي فحسب، وإنما أيضًا للتصدير حول العالم.

التحدي

من أجل تحقيق أقصى استفادة من مجال الذكاء الاصطناعي، فمن المهم أولًا أن نفهم تحديات هذا المجال، وأبرزها سرعة التطور، فكل يوم تظهر لنا  تقنيات جديدة، ومن أجل ذلك كان تأكيد د.نجوى على ضرورة أن تكون هناك وحدة متخصصة في البحث والتطوير لدى أصحاب الشركات العاملة في هذا المجال؛ من أجل متابعة التطور الهائل في هذا المجال، واستشراف المستقبل فيه.

ومن ناحية أخرى، أشارت د.نجوى إلى أهمية ألا يُشكل هذا التسارع والتطور في هذا المجال مصدر قلق لرواد الأعمال، لأن كل التقنيات تمر بمرحلة اختبارات وتجارب قبل أن تدخل مرحلة التصنيع، وعلى  الشباب أن يكونوا على دراية واطلاع بمستجدات الأمور، وتحديثات المجال، دون أن يتحول ذلك إلى مصدر ضغط عليهم، يعيق من تحقيق نتائج مرجوة. 

تطور سوق العمل

بلا شك أن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي ينعكس بشكلٍ مباشر على سوق العمل، وقد  أشارت د.نجوى إلى أنّ بعد اعتماد رؤية 2030 للذكاء الاصطناعي كاستراتيجية أساسية، أصبحت هناك الكثير من الوظائف تتمحور حول «البيانات»، مثل خبير البيانات، ومهندس تعلم الآلة، وأخصائي حماية البيانات، مشيرة إلى أنها قد لا تتفق مع من يقول بأن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الكثير من الوظائف، في نظرة أحاديةٍ ترى جانبًا دون آخر؛ لأن الذكاء الاصطناعي قد يلغي بالفعل الوظائف الروتينية ولكن في المقابل يتيح فرصًا جديدة، ووظائف أخرى في مجالات عديدة، مثل الأمن السيبراني، وغيرها من الوظائف التي أشارت إليها.

كيف يتأهل الشباب لدخول مجال الذكاء الاصطناعي

ولكي يتوافق الخريجون مع التطور الذي يحدث في منظومة العمل، تنصحهم د.نجوى بعدم الاكتفاء بما يدرسونه في الجامعات؛ فهناك مهارات في هذا المجال لا تُكتسب إلا بالتدريب والخبرة،، ومن هنا تأتي أهمية أن يُحسن الطالب استثمار فترة دراسته أفضل استثمار، بأن يبدأ في مشروعه الخاص، أو يبحث عن فرص تدريب مناسبة، جنبًا إلى مع جنب دراسته.

نصيحة للشباب

على الشباب الراغبين في العمل في مجال البيانات، أن يتحلوا بالشغف، وحب الفضول، والصبر على  التعلم، وأن ينفتحوا بأفكارهم خارج الصندوق، وأن يسألوا الأسئلة الصحيحة ولا يكلوا في البحث عن أجوبة لها.