يُعتبر الأمن السيبراني من التخصصات الدراسية الناشئة والمطلوبة، حيث يتوجب على الكثير من الأخصائيين والمهنيين الإلمام بالمشهد العام للأمن السيبراني، وذلك في ظل تطوره وتغيره المستمرين. أما مستقبل الأمن السيبراني فإنه يتخطى بكثير حدود حماية البيانات والمعلومات، ليصل إلى تأمين خطوط الدفاع عن المجتمع ضدّ الهجمات الإلكترونية.
الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية استناداً للنتائج الصادرة عن "تقرير سوق الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية 2022"، فقد بلغت القيمة السوقية لقطاع الأمن السيبراني المحلي 3.6 مليار دولار خلال العام 2020، والتي من المتوقع أن تواصل نموها حتى عتبة الـ 9.8 مليار دولار بحلول العام 2026. عند الأخذ بعين الاعتبار مستوى جاهزية السوق، نجد بأن الحكومة استطاعت تشييد منظومة من الاستثمارات الخاصة بالبنى التحتية الرقمية، وترسيخ أسس الحوكمة المحدّثة لأمن المعلومات، إلى جانب العمل على تنمية القدرات والمهارات المطلوبة، وهو ما انعكس على أرض الواقع بتوقيع كل من وزارة التعليم والهيئة الوطنية للأمن السيبراني NCA لاتفاقية تعاون مشترك خلال شهر مارس من العام 2021، وذلك في سبيل إطلاق مجموعة من برامج التدريب والبحث المشتركة في مجال الأمن السيبراني.
المسار المهني في مجال الأمن السيبراني الحلم بأن تصبح أحد الخبراء أو المختصين في مجال الأمن السيبراني يتطلب العزم والمثابرة. فلكي تُحقق النجاح في هذا السياق ينبغي عليك الخضوع لمسيرة تعليمية مكثفة لتتمكن من تأمين الحماية الكافية للشبكات، والبنى التحتية، والأجهزة، والبيانات. كما أن الأمر يتطلب منك سنوات لاكتساب الخبرة الضرورية بآلية عمل الأمن السيبراني. لذا، ينبغي دراسة متطلبات هذا المسار الوظيفي قبل الالتحاق به.
وإن كنت مهتمََا حقََا بالخوض والعمل في مجال الأمن السيبراني، فعليك أولاً اتخاذ بضع خطوات هامة من شأنها تعزيز توجهك هذا: تظهر على ساحة هذا القطاع يوميََا العديد من البرامج والتقنيات والأجهزة الجديدة، التي يتعين عليك الاطلاع عليها بانتظام، بما تحويه من تحديثات وتطورات قائمة في مجال الأمن السيبراني، ومعرفة كيفية استخدامها لحماية الأنظمة بشكل أفضل. كما يتوجب عليك التمتع بمعرفة عالية ومتخصصة حول أحدث التقنيات المرافقة لاستخدامات الأمن السيبراني. لكن من جهةٍ أخرى، فرص العمل في مجال الأمن السيبراني متاحة ومطلوبة، وعليه يجب التحلّي بالمهارات الضرورية والكفيلة برسم طريق النجاح في هذا القطاع. وفي حال كنت أحد الخبراء والمختصين في هذا المجال، ستشكل مهارات الأمن السيبراني بالنسبة لك ضرورة حتمية ينبغي إتقانها في سبيل تطوير مسيرتك المهنية المستقبلية. لذا، إليك فيما يلي قائمة بأهم وأبرز المهارات التي عليك تعلمها، والعمل على تطويرها في هذا المجال: ١. جدران الحماية الهدف من استخدام جدران الحماية هو تقييد الوصول إلى الكمبيوتر المضيف للبرنامج، أو الشبكات المتصلة به. وقد يكون جدار الحماية عبارة عن جهاز، أو برمجية مُدرجة ضمن نظام التشغيل، أو تطبيق برمجي يعمل وفقََا لإحدى أنظمة التشغيل، والذي صُمّم ليس بهدف منع وحجب الوصول غير المصرح به والعدائي من قبل الكمبيوترات الأخرى فحسب، بل لإخفاء هويّة الموظفين أيضاً عند السماح لهم بالوصول.
٢. التشفير تنامت خلال السنوات القليلة الماضية أهمية الإلمام بطرق وآليات التشفير، وكيفية تطبيقها لتعزيز مستويات الأمان. يحمي التشفير سرية البيانات وسلامتها عن طريق خلطها بطريقة تجعلها غير قابلة للفك الشفرة لأي شخص لا يمتلك كلمة مرور أو مفتاح سري.
٣. البرمجيات الخبيثة تُعدّ القدرة على تحديد آلية عمل البرمجيات الخبيثة، والتّعرف عليها وعلى كيفية استثمارها لتحقيق أهداف مسيئة، من المهارات القوية التي ينبغي أن يتحلى بها أي مستخدم للكمبيوترات أو الأجهزة المحمولة، حيث يتلخص الخطر الأكبر منها في خداع المستخدم العادي ودفعه لتنزيل إحدى هذه الملفات.
٤. القرصنة تعتبر القرصنة من الأنشطة الرئيسية المستخدمة لتوضيح وتعريف مخاطر الأمن السيبراني، وكيفية الوقاية منها في عالمنا المعاصر. لذا، من الضروري التّعرف على أساسيات القرصنة، بما فيها الأدوات والبرامج المستخدمة لشن عملياتها، وآلية عملها.
٥. العلم الجنائي الرقمي لعل من أبرز المكونات الرئيسية في عمليات تحليل الطب الشرعي الرقمي هو امتلاك الخبرة الكافية حول آلية عمل البيئات الرقمية، وتطويع الأدوات والبرامج لتلبية احتياجاتها. اليوم، وفي ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان إجراء عمليات تحليل البيانات بدرجة أعلى وأشمل من السابق.
أصبح الأمن السيبراني من القضايا الرئيسية التي باتت تكتسب أهمية متنامية ومعقدة في عالمنا المعاصر، الذي يشهد موجة صعود عمليات التسلل بهدف سرقة البيانات والأموال من الشركات الكبرى، أو الهيئات الحكومية، التي قد تؤدي إلى تكبد أضرار غير قابلة للإصلاح، وذلك بمجرد وقوعها ضحية لهذه الهجمات السيبرانية. لذا، من المهم تطوير القدرة على حماية الأصول الرقمية داخل أي مؤسسة، وتعزيز دفاعاتها لتحقيق هذه الغاية، ومن الضروري أيضاً توظيف مجموعة من الخبراء والمختصين الذين يمتلكون الأدوات والبرامج الفعالة، ويمتلكون المهارات المناسبة لتحليل وفهم المشهد اليومي للأمن السيبراني. |