يشعر الكثير منا بالقلق عند التفاوض على الراتب مع صاحب العمل، بيد أنه قد يصنع فارقًا كبيرًا بشأن مقدار ما تجنيه على مدار حياتك المهنية. وإذا كانت الوظيفة جديدة، يتزايد الخوف من فقدان فرصة الحصول على الوظيفة في حالة المطالبة بأجرٍ عالٍ. كما أن التفاوض بشأن زيادة المرتبات في منتصف المدة قد يضر بعض الأشخاص. وعلى الرغم من الضغوط المالية الناتجة عن جائحة كورونا، تشير بعض التقارير إلى أن الشركات السعودية مستعدة لرفع رواتبها خلال العام الجاري، وأن 41٪ من هذه الشركات دفعت مكافآت لموظفيها عن العام 2020.
وإذا كانت لديك حجة جيدة لتبرير الزيادة، فمن العدل أن يدفع لك صاحب العمل ما تستحقه. وإذا كنت ترغب في تحسين طرق المفاوضة حول راتبك أو الاستعداد للمقابلات الشخصية أو بحاجة إلى المساعدة في كتابة سيرة ذاتية خالية من الأخطاء أو التعرف على نصائح مفيدة للتواصل وبناء شبكة علاقاتك، فإن برنامج الاستعداد للحياة المهنية هو الحل والملاذ الأمثل.
قد يثمر التفاوض على راتبك مع صاحب العمل عن زيادة ثقته في قدراتك المهنية. وقد يكون التفاوض بمثابة فرصة مواتية لتذكير الإدارة بالإنجازات التي يمكنك تحقيقها للمؤسسة، ومدى المعاناة التي ستكون بانتظارهم عند محاولة البحث عن بديل لك. وفي أسوأ الحالات كل ما عليك أن تخشاه هو الرفض. وفي هذه الحالة قد تحتاج إلى التفكير فيما إذا كان الوقت ملائمًا للانتقال إلى العمل في مكان آخر.
ستساعدك النصائح التالية على زيادة فرصة نجاحك وقت التفاوض على راتبك:
١) الحقائق والأرقام
الاستناد إلى عدد من الحقائق والأرقام سيقوّي حجّتك في أي مفاوضات. فقد تشعر أنك تستحق أكثر من ذلك الراتب، لكن ما دليلك وبرهانك على ذلك؟ الإنترنت هو كنز من البيانات، وهو مكان رائع للبحث في متوسط الرواتب لوظيفتك في المجال الذي تعمل به. فإذا كنت تعمل لدى مؤسسة كبيرة، تمعّن في الوظائف الشاغرة الحالية والحديثة وقارن رواتبها براتبك.
ويعد تجهيز قائمة بالأشياء التي قدمتها لصاحب العمل أساسًا جيدًا أيضًا عند التفاوض على الراتب. ناقش الأمر وكأنه عرض عمل. هل ساهمت في زيادة الإيرادات، أو تخفيض التكاليف، أو بعض الفوائد الملموسة الأخرى للمؤسسة؟
٢) عدم الربط بين الزيادة والأمور الشخصية
ركّز على القيمة الفعلية لمنصبك الوظيفي وما تحققه للمؤسسة. فإذا كنت تحقق المزيد من الربح، فمن العدل أن تطلب المزيد من المكافآت المالية. فحقيقة أنك تريد المزيد من المال للإجازات أو لمساعدة أبنائك على مصاريف الكُليّة لا تعني بالضرورة استحقاقك لزيادة في الراتب.
٣) التدرّب على الأسلوب
قد تحصل على فرصة واحدة لطلب زيادة الرّاتب، فتدرّب على الأسلوب الذي ستطلب به هذه الزيادة. فالأمر يستحق منك عناء التّمثيل أمام صديق إذا أتيح لك ذلك. فكّر في كيفيّة إدارتك للنقاش حتى تصل إلى الحديث عن الأرقام، وحدّد الرقم وحزمة الرواتب في ذهنك. وكن واضحًا بشأن النّاتج الذي تريده، وتخيّل الأسئلة التي سيطرحها عليك صاحب العمل.
٤)إعداد خطّة بديلة
تفاوض على الراتب بإيجابيّة، لكن لا تتوقع الحصول على ما تريد من المرّة الأولى. ويعني تجهيزك لخطة بديلة أنّك لن تصل بمفاوضاتك إلى طريق سد. وقد يأتي الرفض بسبب عجز الشركة عن زيادة راتبك أو بسبب سياسة صارمة للمراجعات في تواريخ معينة. وإذا لم تكن الزيادة الآن خيارًا متاحًا، فما الذي سيقدمه صاحب العمل لمكافأتك؟
٥) التزام المهنيّة
الشّعور بالإحباط وارد خصوصًا إذا كانت لديك حجة جيدة لزيادة راتبك وقد قوبلت بالرفض، ومع ذلك، احرص على مهنيّة المناقشات؛ فالتهديد بالرحيل، أو انتقاد زملاء العمل أو التحدث بصورة سيئة عن الشركة لن يدعم موقفك. فإذا شعر الشخص الذي تتفاوض معه بالترهيب، فقد يسدل هذا الستار على مستقبلك المهني مع الشركة.
تُشير الإحصاءات إلى أنّ حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص لا يطرحون أبدًا موضوع مراجعة الرواتب مع أصحاب العمل، والسبب الأكبر لعدم قيامهم بذلك هو الخوف من الرفض. فإذا اتبعت النصائح الواردة هنا، ستصل حتمًا إلى نتيجة إيجابية مع أي صاحب عمل لبيب..
