ننظر دائمًا إلى "المستقبل" على أنه "المجهول" ولا يمكن التنبؤ به، لكن ذلك لا يمنع تخيل ما قد يحصل. هل سنشاهد اختراع سيارات طائرة؟ هل سيمشي الناس مع الروبوتات جنبًا إلى جنب؟ لا أحد يعرف.
من المؤكد أن وظائف الغد لن تكون مماثلة لوظائف اليوم، خصوصًا مع تطور البشر واحتياجاتهم؛ ويتوقع أن تصبح معظم المهن مدعومة بالأبحاث العلمية والميول والاتجاهات التي نشهدها في وقتنا الحاضر.
وفقًا لتقرير مستقبل الوظائف 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ستحصل ثورة في القطاعات التي ترتكز على التشغيل الآلي والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي بسبب تزايد استخدام التقنيات في مختلف القطاعات.
قد يصبح السفر إلى مجرة بعيدة حقيقة خصوصًا وأنه حاليًا تجري مناقشة سياحة الفضاء بطريقة واقعية، ولذلك يمكن القول إن الفضاء هو الوجهة المستقبلية. وفيما تحاول المملكة المشاركة في سباق الفضاء العالمي بحلول سنة 2030، فإن من الجيد النظر والتفكير حاليًا في مجال علوم الفضاء. فتخيّل أن تصبح مهندسًا لمركبة فضائية أو مرشدًا سياحيًا فضائيًا أو مكتشفًا لتركيبة مياه خارج كوكب الأرض.
اكتشف ألغاز الكون، لكن اعلم جيدًا أن هذا المجال يتطلب مستوى أكاديميًا عاليًا في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وهو أيضًا خيار ممتاز للبارعين في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء.
يعتمد المستقبل على قوة البيانات إذ تبرز الحاجة إليها في العديد من المجالات الاقتصادية المرتكزة على جمع البيانات المرتبطة بعملياتها وتنظيمها وتفسيرها.
جدير بالذكر أن البيانات هي مجال دراسة متنوع جدًا؛ صحيح أن الترميز هو الأساس، ولكن يمكن نيل شهادات هندسية في علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وعلوم البيانات، أو يمكن تلقي دورات تدريبية سريعة عبر الإنترنت وتعلم أساسيات البرمجة لمساعدتك في دخول هذا المجال.
بات مؤكدًا أن التكنولوجيا هي المستقبل، ولذلك تبرز الحاجة إلى حماية بياناتنا ومعلوماتنا، فنلاحظ الآن تركيزًا أكبر على أهمية الأمن السيبراني الذي يحمي بياناتنا من الهجمات الخارجية، ويفسح بالتالي المجال أمام وظيفة مستقبلية تعرف بـ"القرصنة الأخلاقية" أو قرصنة القبعة البيضاء.
قرصان القبعة البيضاء هو خبير في أمن الكمبيوتر، مدرب على اختبار سلامة أنظمة المعلومات وأمنها، ولا بدّ من معرفة جيدة بعلوم الكمبيوتر وفهم قوي لحماية البيانات لدخول هذا المجال.
برنامج "مقدمة إلى الأمن السيبراني" يزودك بالأساسيات اللازمة للسعي في دراسة هذا المجال، كما أنه برنامج مكمل للمهنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات وإدارة المخاطر والاستشارات لتعزيز مهاراتهم ودعمها بأساسيات الأمن السيبراني.
بحلول سنة 2030، سوف يساهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 135.2 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد السعودي، ولذلك يمكن القول إننا سنشهد قريبًا مختلف تطبيقاته الاصطناعية التي تتنوع من وسائل العيش الذكية (كالسيارات ذاتية القيادة) والتخصيص وتحسين العمليات إلى الروبوتات - فما كان بالأمس حلمًا علميًا أصبح اليوم حقيقة ملموسة.
وبما أن المملكة تسعى إلى تدريب المهندسين وطلاب الذكاء الاصطناعي السعوديين وإنشاء مهارات متعلقة بالذكاء الاصطناعي باللغة العربية، فإن أفضل طريقة لخوض هذا المجال هي دراسة علوم الكمبيوتر، والتخصص في الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي مجال رائع للتخصص. فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تصبح مهندسًا معماريًا أو مخططًا حضريًا للمدن الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا وذلك من خلال تعلم طرق تطبيق الذكاء الاصطناعي في إنشاء مباني ذكية ولاسيما وأن المملكة تستعد لإطلاق مدن حديثة تعتمد على التكنولوجيا. أو بصفتك عاملًا في مجال التسويق، يمكنك التخصص في التخصيص من خلال الذكاء الاصطناعي. ولذلك فإن معرفة تصميم أنظمة الكمبيوتر التي تتطلب ذكاءً بشريًا قادرة على ربط المجتمعات العالمية. يساعدك برنامج مقدمة إلى تعلّم الآلة في تأهيل استعدادك الوظيفي وتقدمك المهني في هذا المجال.
قد يكون التخصص في الاستدامة البيئية من أفضل الطرق لتفادي الفوضى في المستقبل. يقول العديد من الخبراء إن الوظائف الخضراء هي أساس المستقبل، مع مجالات ترتبط بكفاءة الطاقة، والسياحة البيئية، والاستشارات المستدامة، والتنسيق.
فإذا كنت تحب العمل في مهنة تحافظ على البيئة، تتوافر العديد من الخيارات التي تتطلب منك دراسة العلوم البيئية أو تلقي دورات تدريبية عبر الإنترنت حول إعادة التدوير.
مع تطور العالم، سوف تظهر حتمًا مجالات ووظائف جديدة، ولذلك من الأفضل البحث عن المجالات التي تهمك قبل التخصص فيها.
تقدم مسك برنامج اكتشف مسارك لمساعدتك في الحصول على المهارات والأدوات المناسبة لتكتشف قدراتك وتتعرف على الفرص المتاحة في السوق.
هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا رأيك أو أسئلتك على
