أربع طرق تعود بالفائدة على القادة من التدوين

كيف يساهم تدوين اليوميات في جعلك قائدًا أفضل
اكتشف لماذا تعد كتابة اليوميات الطريقة الأمثل لاستكشاف أفكارك ومشاعرك وتطوير مهاراتك لتصبح قائدًا أفضل

برز التدوين اليومي مؤخرََا كوسيلة عملية وفعالة لتنمية وتطوير المهارات القيادية، فهي تعزز قدرتك على التعبير عن عواطفك وأفكارك، التي من الصعوبة إظهارها أو التفاعل معها عند انشغالك بمهام القيادة، كما يُعدّ التدوين اليومي من المسارات الجيدة التي تتيح لك فرصة تتبع أفكارك وأفعالك، كونها ترصد مسيرة تطورك عبر تحديد المجالات التي ينبغي عليك العمل على تحسينها.

 

البدء بالتدوين

يُنظر إلى التدوين اليومي على أنه وسيلة رائعة لاستكشاف أفكارك ومشاعرك، والتعبير عنها، فهو يوفر لك المساحة الكافية لمعالجة أفكارك والتفاعل مع مشاعرك بطريقة منظّمة. وتتخذ المدونة اليومية العديد من الأشكال المتعارف عليها، بدءًا من دفتر الملاحظات الورقي وصولًا إلى تطبيقات للتدوين، أو المنشورات على المدونة الالكترونية. والنقطة الجوهرية هنا تكمن في سيطرتك التامة على عملية التدوين، واستثمارها بالطريقة الأنسب، فالبعض يفضّل التدوين بوتيرة يومية، في حين يلجأ البعض الآخر للتدوين مرة واحدة كل بضعة أيام أو أسبوع، أيًّا كان خيارك فإن صلب الموضوع يكمن في الاستمرار بالتدوين.

 

فوائد الاستمرار بالتدوين

هناك فوائد كثيرة ومتعددة نستطيع جنيها من التدوين اليومي، ولعل من أبرزها؛ المساهمة في تعزيز قدراتك القيادية بتتبع مساراتك الفكرية، والحلول التي تلجأ إليها في سبيل اتخاذ الخطوات الصحيحة، ونشير هنا إلى أن العديد من قادة الأعمال الناجحين احتفظوا بمدونات على طول مسيرة حياتهم المهنية، واستعرضوا أمام الجمهور بعضََا من رؤاهم المبتكرة التي قاموا بتدوينها في هذه المدونات. وإليك فيما يلي بعضََا من الفوائد التي ستعود على القادة من التدوين اليومي:

 

١. تحسين الصحة العقلية والعاطفية

يُساعد التدوين اليومي القائد في البقاء على اتصال مباشر بمشاعره، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتطور ونمو المهارات القيادية. كما يُعد التدوين من الممارسات الناجحة لكل من يسعى إلى تحسين صحته العقلية والعاطفية، فهي تتيح للأشخاص فرصة البقاء على اتصال مباشر بمشاعرهم، واستكشاف ما يُحفّزها. فضلًا عن كونها وسيلة فعالة لتعزيز مستوى الوعي الذاتي، وهو أمر مهم بالنسبة لنمو وتطور المهارات القيادية، كونها تساعد الأشخاص على تحديد نقاط قوتهم وضعفهم، وكيفية تفاعلهم مع الآخرين.

 

٢. تعزيز الشفافية

تساعد عملية التدوين اليومي القادة في تنظيم وجدولة أعمالهم، وذلك من خلال كتابة المهام التي يتوجب عليهم إنجازها، كما يُعد التدوين اليومي من الأدوات القوية التي تساعدك في متابعة جميع مسؤولياتك. فعندما تقوم بتدوين مهامك بشكل يومي يصبح من السهولة تذكر كل ما عليك القيام به، بالإضافة إلى قياس مدى تقدمك في إنجاز مختلف المشاريع التي تديرها. علاوةً على ذلك؛ إذا شعرت يومََا بثقل المهام الملقاة على عاتقك، والتي لم تتمكن من إنجازها بعد، فإن التدوين هي نقطة البداية لتنفيذها.

 

٣. رفع سقف الإبداع

يوفر التدوين للقادة منفذًا خلاقََا للإبداع ورصدًا لمسارات العصف الذهني لأفكارهم، أو طرحهم للحلول الجديدة والمبتكرة في بيئة آمنة؛ ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أن التدوين اليومي لا يتطلب التحلي بصوت جميل أو ساحر، بل هي طريقة تفاعلية لتسجيل وكتابة الأفكار بإرادة حرة، ما يتيح للأفراد إمكانية تحرير قدراتهم، وطرح أفكارهم على أرض الواقع، الأمر الذي من شأنه تعزيز التفكير الإبداعي.

 

٤. مساحة للتفكير

تخلق عملية التدوين للقادة مساحة تفاعلية تتيح لهم استعراض منجزاتهم، ورسم الطريق للمضي قدمََا نحو المستقبل؛ وهناك الكثير من الفوائد التي تعود على القادة من التدوين، بما فيها خفض حدة التوتر وزيادة الإنتاجية، كما أنها تتيح للقادة قياس وتقييم أدائهم وسلوكهم العام، إضافةً إلى عن التّعلم من أخطائهم فعلى سبيل المثال، فإن عملية التدوين تساعد القائد على تحديد العوامل التي أدت إلى تحقيقه الإنجازات وتعلمه من الأخطاء.


نجد بأن أهمية عملية التدوين اليومي لا تنبع من رصد الأفكار والمشاعر فحسب؛ بل هي فرصة ثمينة تتيح للقادة التمعّن والتفكير فيما تعلموه، وكيف تمكنوا من تحقيقه، وما الذي يخططون له في المستقبل. في أغلب الأحيان، جميعنا يفتقر لمهارات إدارة الوقت بشكل عملي ومفيد، فنحن لا نعي مقدار التغيير الذي حققناه إلى أن تسنح لنا لحظة ما بالوقوف ومراجعة الماضي من منظور مختلف. لذا، فإن التدوين اليومي يساعدنا في إدراك ومعرفة مسيرة نمونا وتطورنا بدرجة أكثر وضوحََا، كما أنه سيدفعنا لاتخاذ قرارات مستقبلية مدروسة و مستنيرة.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات