العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هو مساحة للتعبير عن الذات وتحقيق الطموحات. يختلف الناس في نظرتهم إلى العمل؛ فهناك من يجده مصدر إلهام وتجدد، وهناك من يؤديه كواجب دون شغف. لكن هل تساءلت يومًا عن السبب الذي يجعلك تنجذب إلى مهام معينة بينما تشعر بالإرهاق عند أداء أخرى؟ السر يكمن في توافق العمل مع قدراتك الفطرية وشغفك الحقيقي.
الشغف والتميز في العمل
الحقيقة أن الأعمال تتفاوت كما يتفاوت البشر في اهتماماتهم ورغباتهم. فهناك من يكون عمله انعكاسًا لطموحه وشغفه، وهناك من يرى العمل متنفسًا قبل أن يكون مجرد وظيفة أو مصدر رزق. وهناك من يعتبر العمل تعبيرًا عن انتمائه، في حين يسعى آخرون للعثور على عمل يتناسب مع إمكانياتهم ورغباتهم، وعندما تفتر همتهم، يبحثون عن عمل يعيدهم إلى دائرة الشغف من جديد.
في عالم الأعمال، ليست كل المهام متاحة للجميع، وليس الجميع على قدر واحد من الاستعداد والقدرة. كما جاء في الحديث الشريف: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
فهناك من يبلغ بأعماله أعلى القمم، وهناك من يؤدي الحد الأدنى المطلوب منه بلا إضافة أو تأثير. وهناك من يعمل وينجز، لكنه يؤدي عملاً آليًا بلا روح أو شغف، بينما هناك من يرى العمل رحلة متجددة، كل محطة فيها تمثل خطوة نحو إنجاز جديد.
عبقريات العمل الست
في كتابه The 6 Types of Working Genius "عبقريات العمل الست"، يذكر باتريك لنسيوني أن لكل شخص نمطًا فريدًا من الذكاء العملي، مما يجعله أكثر تميزًا ونجاحًا عند ممارسة ما يناسبه. فما هي هذه العبقريات؟
لا يمتلك الجميع هذه العبقريات مجتمعة، وهذا الاختلاف هو ما يخلق التباين والتميز بين الأشخاص، كما أنه يفسر انجذاب البعض لأعمال معينة دون غيرها.
كيف تحب ما تعمل؟
لكي تجد شغفك في العمل، عليك البحث عن الأعمال التي تضيف إليك، التي تلائم مهاراتك وإمكانياتك وطاقتك، وتُثير فيك الرغبة في التطوير والنمو الشخصي والمهني. ابحث عن الأعمال التي تمارسها بحب وتؤديها بشغف، تلك التي تجد نفسك فيها متجددًا، كلما حققت فيها هدفًا ازددت تطلعًا للأفضل. ابحث عن الأعمال التي تعكس طموحك، التي تشير إليك عندما تُذكر، والتي تبقيك في حالة دائمة من الحماس والتجدد.
ختاما العمل ليس مجرد التزام يومي، بل فرصة لصنع الفرق وتحقيق الذات. وعندما تعمل في المجال الذي يناسبك، ستشعر بالإبداع والتميز، وستكون أكثر إنتاجية وتأثيرًا. " البيت الذي تمارس فيه الدجاجة عمل الديك يؤول إلى الخراب" – مثل صيني.