"عندما يكون تخصصي هو مهنتي، تكون النتيجة رائعة، وعندما تكون مهنتي هي شغفي، تتحقق السعادة الكاملة " " البندري السالم".
مع تطوّر قطاع التعليم وتعدد التخصصات، ازدادت حيرة الطلاب بشأن التخصص الذي ينبغي عليهم اختياره، حيث تناولت المستشارة المهنية الأستاذة 'البندري السالم' نقاطًا مفصلية حول أساليب اختيار التخصص الجامعي، خلال تقديمها ورشة عمل ضمن مبادرة 'جولة مسك'.
أوضحت "البندري السالم" أن" الحيرة في اختيار التخصص أمر طبيعي للغاية، ويدل على انفتاح وتجدد الطالب، وتنوع مهاراته وتوسّع رغباته" وهو المنعطف المصيري لدى الطلاب بعد انتهاء المرحلة الثانوية، كونه يشكّل تحدٍ حقيقي لاتخاذ القرار في سن مُبكر، ولِما يترتب عليه من تأثير على مستقبل وطبيعة حياة الفرد.
اختيار التخصص الجامعي
قبل اتخاذ قرارك بشأن التخصص الجامعي، هناك 4 أسئلة ستساعدك على الاختيار بثقة ووضوح:
١/ ماذا أحب أن أفعل؟
استنادًا لمقولة "إذا عملت بما تُحب فلن تعمل يومًا ما"، فإن تحديدك للأنشطة والأعمال التي تستمتع بالقيام بها، وتشعرك بالسعادة والرضى يشكّل حافزًا لك للاستمرار والنجاح. سواء في الدراسة الجامعية أو في سوق العمل، فقد أظهرت العديد من الدراسات إلى أن الطلاب يحققون معدلات أداء أفضل في التخصصات التي يميلون لها.
فمن المهم أن يكون تخصصك متوافقًا مع شغفك وقدراتك، لذا اسأل نفسك: ما الذي كنت ترغب في القيام به منذ أن كنت صغيرًا، وما نوع المعرفة التي تدفعك للتعمّق بها بشكل أكبر؟
٢/ ما الذي أجيد فعله؟
معرفتك بنقاط قوتك وضعفك ستساعدك في اتخاذ قرار مبني على الثقة فيما يخص التخصص الذي يجب عليك أن تتبعه، وتقييم التخصصات المطروحة أمامك بمنطقية.
٣/ أي تخصص سيوفر لي دخلًا جيدًا؟
تُعد الدراسة الجامعية استثمارًا كبيرًا في الوقت والمال، لذا ينبغي على الطالب أن يفكر بواقعية حول الدخل المتوقع للتخصص والتأكد من أنه سيحقق مردودًا ماليًا معقولًا يضمن له حياة كريمة.
٤/ ماذا يحتاج العالم؟
تعني أن الطالب يجب أن يختار تخصصًا يُلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل المحلي والعالمي. والتركيز هنا يكون على المجالات التي تقدم حلولًا لمشكلات قائمة أو تُلبي تطلعات مستقبلية، مما يجعل التخصص له قيمة حقيقية، ويمنحك إحساسًا بالهدف والإنجاز في حياتك المهني
ووفقًا للأسئلة أعلاه، فإن معرفة إجابة ثلاث منها قد يقودك لاختيار التخصص السليم، إلى جانب تدعيمها بالاختبارات المخصصة لاكتشاف الميول والرغبات كاختبار بيركمان / اختبار ديسك / اختبار تحديد التخصص ل (ياسر الحزيمي).
إضافةً إلى اعتماد معادلة القدرة والرغبة، وهي معادلة سهلة تنص على أن تحقق القدرة والرغبة لدى الإنسان تضمن وصوله للإبداع في المجال الذي سيختاره، في حين أن غياب الرغبة رغم توفر القدرة، ستمنع الفرد عاجلًا أو آجلًا من الاستمرار في المجال الذي اختاره.
وتؤكد الدراسات إلى أن من يملكون الرغبة لديهم إمكانية الاستمرار حتى وإن غابت القدرة في البدايات، فالرغبة أساس للاستمرار في المحاولة حتى الوصول للنجاح.
وهنا نصل إلى تساؤل مهم، كيف يمكنني اكتشاف ميولي؟
أوضحت في الورشة، أنه يمكن لأي شخص التعرّف على ميوله واكتشاف ما يحبه من خلال عدة وسائل بسيطة ذكرتها:
وأخيرًا الاستعداد المبكر، وعدم التسرع، والاختيار بعناية، جميعها تُسهم في التغلب على التردد والوصول إلى قرار ملائم ومناسب.