في عالم ريادة الأعمال، يتكرر الحديث عن قصص النجاح العظيمة، التي تُروى بفخر ونستلهم منها العبر والدروس، ولكن خلف كل قصة نجاح نجد فصولاً من الفشل والصعوبات، والإصرار الذي لا يتضاءل. قصة ميلاني بيركنز، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة "كانفا"، هي واحدة من هذه القصص التي تُجسد روح المثابرة والإصرار على تحقيق الحلم والتي يمكن أن تكون هي قصتنا الملهمة في هذه الإضاءة.
ميلاني بدأت بفكرة بسيطة، حلمت بتقديم أداة تسهّل على الجميع، حتى من ليس لديهم خبرة في التصميم على إنشاء تصاميم جميلة واحترافية بكل سهولة. كانت فكرتها جريئة ومختلفة في الوقت الذي اعتاد عليه الناس بالعمل على برامج التصاميم المتقدمة والمعقدة، لذلك تعرضت ميلاني للرفض أكثر من مئة مرة وكانت جميع الأبواب تُغلق في وجهها في كل مرة تقترح أو تقدم الفكرة للمستثمرين ورواد الأعمال.
لكن الفشل لم يكن عائقًا أمام ميلاني، بل كان دافعًا لها للبحث عن سبل وطرق جديدة لإقناع المستثمرين مع محاولة فهم أسباب الرفض لتطوير فكرتها بشكل أفضل. واليوم، تعتبر "كانفا" واحدة من أهم الأدوات التي يعتمد عليها المسوقون ورواد الأعمال في تصميم مشاريعهم وأعمالهم، وتضم المنصة أكثر من ١٧٠ مليون مستخدم نشط لتكون كانفا أحد أهم المنصات في مجال التصميم على مستوى العالم.
أهمية قبول الفشل كجزء من رحلة النجاح
من المهم أن تتعامل مع الفشل بعقلية إيجابية حيث إن الفشل ليس النهاية، بل هو جزء من رحلة التعلم وبدلاً من رؤية الفشل كعقبة، حاول أن تعتبره فرصة للتعلم والتحسين. هذا التحول في العقلية يمكن أن يساعدك على مواجهة التحديات بثقة أكبر.
وحاول أن تتعلم من الأخطاء فكل إخفاق يأتي بدروس قيمة يمكن أن تحدث فارق في رحلتك التعليمية. خذ وقتًا لتحليل ما حدث وتحديد الأخطاء التي ارتكبتها. اسأل نفسك ما الذي يمكنك تعلمه من هذه التجربة وكيف يمكنك تجنب نفس الأخطاء في المستقبل. التعلم من الأخطاء يساعدك على تحسين استراتيجياتك واتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.
حاول أن تجيب على هذه الأسئلة بعمق لتحليل الإخفاق أو الفشل وتجنب حدوثة في المستقبل.
تفقد الأسباب الجذرية للإخفاق يساعدك على تحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
التفكير في الإجراءات والقرارات البديلة يمكن أن يقدم لك استراتيجيات جديدة للمستقبل.
مراجعة مدى واقعية الأهداف تساعدك على وضع أهداف أكثر قابلية للتحقيق في المستقبل.
تحديد الدروس الأساسية يمكن أن يساعدك على تحسين أدائك وتجنب الأخطاء المماثلة.
إعادة تقييم وتعديل خططك واستراتيجياتك بناءً على الدروس المستفادة يمكن أن يعزز فرص النجاح.
البحث عن مرشدين أو زملاء يمكنهم تقديم مشورة ودعم بناءً على تجاربهم الخاصة يساعدك على تطوير طرق أفضل للتعامل مع التحديات.
تقييم الأهداف والخطط
من المهم مراجعة الأهداف الشخصية أو حتى المهنية باستمرار والتحقق من واقعيتها وقابليتها للتنفيذ، قد يكون من الضروري أحيانًا إعادة تقييم أهدافك وتعديل جزء منها حسب ما تراه مناسب. تأكد من أن أهدافك واقعية وقابلة للتحقيق ويمكن أن تستخدم نموذج SMART GOALS لبناء أهداف بشكل منهجي ومنظم فهذا النموذج سيساعدك علي وضع أهدافًا محددة وواضحة وقابلة للقياس مما يسهل عليك مراجعتها باستمرار وتحسينها بشكل دوري.
نموذج الأهداف الذكية
وهناك أربع إشارات رئيسية إذا لاحظتها فعليك مراجعة أهدافك وتعديلها.
عدم التقدم نحو تحقيق الأهداف
إذا لاحظت أنك لا تحقق تقدمًا ملموسًا نحو أهدافك لفترة زمنية طويلة، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم هذه الأهداف. قد تكون الأهداف غير واقعية أو تحتاج إلى تعديل الاستراتيجيات المتبعة لتحقيقها. تحليل السبب وراء عدم التقدم يمكن أن يساعدك على تحديد التغييرات اللازمة.
تغير الظروف الخارجية أو الداخلية
عندما تتغير الظروف الخارجية مثل السوق أو البيئة الاقتصادية، أو الظروف الداخلية مثل تغييرات في مواردك الشخصية أو حالتك الصحية، قد يكون من الضروري تعديل الأهداف لتتماشى مع هذه التغيرات. الأهداف التي كانت مناسبة في السابق قد لا تكون كذلك في السياق الجديد.
تحقيق الأهداف بسرعة غير متوقعة
إذا حققت أهدافك أسرع مما كان متوقعًا، فقد تحتاج إلى تعديل الأهداف لجعلها أكثر تحديًا. الأهداف السهلة جدًا قد لا تحفزك بما فيه الكفاية أو تساعدك على النمو والتطور. رفع سقف الأهداف يمكن أن يدفعك لتحقيق مستويات أعلى من الأداء.
فقدان الدافع أو الحافز
إذا شعرت بفقدان الدافع والتحفيز تجاه أهدافك الحالية، فقد يكون ذلك إشارة إلى أن هذه الأهداف لم تعد تلبي اهتماماتك أو احتياجاتك الشخصية والمهنية. في هذه الحالة، يمكن أن يساعدك تعديل الأهداف لجعلها أكثر اتساقًا مع رؤيتك وطموحاتك على استعادة الحماسة والمثابرة.
أهمية بناء شبكة علاقات في تحقيق النجاحات
في عالم اليوم المتسارع والمعقد، تحقيق النجاح لا يمكن أن يكون نتيجة جهد فردي فقط. النجاح غالبًا ما يكون نتيجة تعاون ودعم من مجموعة متنوعة من الأشخاص الطموحين والمحفزين لتحقيق الأهداف والطموحات. بغض النظر عن مجال عملك أو طموحاتك الشخصية، فإن إحاطة نفسك بأشخاص يمكنهم تقديم المشورة، الدعم، والإلهام هو عنصر حيوي للوصول إلى أهدافك، لذلك فإن بناء شبكة علاقات قوية يمكن أن تساعدك في تجاوز التحديات، اكتساب وجهات نظر جديدة، وتوسيع فرصك المهنية والشخصية.
ولبناء شبكة علاقات قوية لا يقتصر فقط على التعرف على أشخاص جدد، بل يتطلب أيضًا الاستثمار في العلاقات القائمة والتعرّف على محيطنا بعمق. الحفاظ على الاتصال المستمر مع الأشخاص الذين تعرفهم بالفعل، وتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة، يمكن أن يعزز من قوة العلاقات ويجعلها أكثر فاعلية. من المهم أن تظهر الاهتمام الحقيقي بالآخرين، وتكون مستعدًا لتقديم العون والنصيحة دون انتظار مقابل فوري، فهذا السلوك يعزز من الثقة والاحترام المتبادل، ويجعل شبكتك أكثر دعماً واستدامة.
في الختام، من المهم جدًا النظر إلى التحديات والعقبات كجزء لا يتجزأ من رحلتنا نحو تحقيق النجاحات، وليس شيئًا يجب أن نتفاداه. النجاح الحقيقي لا يمكن أن يحدث دون مواجهتنا للإخفاقات والتعلم المستمر منها. الفشل ليس نهاية الطريق، بل هو خطوة مهمة في عملية النمو والتطور.