كيفية تحديد المهارات المطلوبة في المستقبل؟
ما هي المهارات المتوقعة لسوق العمل بالمستقبل؟
إن زيادة الاعتماد على التكنولوجيا سيغير من نوعية المهارات المطلوبة للوظائف خلال السنوات القادمة لذلك من الأهمية تحديد المهارات المستقبلية اللازمة لتحقيق النجاح في سوق العمل.
تسعى المملكة العربية السعودية جاهدةً لتطوير اقتصادها، وذلك بطرحها وتبنيها العديد من المبادرات، تحت مظلة "رؤية 2030"، التي تهدف من ورائها إلى تنويع اقتصادها، والحد من اعتمادها على عوائد النفط. من جانب آخر أدى المشهد المتغير للاقتصاد إلى تبدل متطلبات سوق العمل، حيث ظهرت العديد من الوظائف الجديدة التي تعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا، بالتزامن مع تلاشي الكثير من الوظائف التقليدية بشكل تدريجي. لذا، من المهم تحديد المهارات المستقبلية التي ينبغي أن يتسلح بها الشباب السعودي ليحقق النجاح في سوق العمل، وذلك في ظل استعدادهم الحالي لشغل وظائف المستقبل.
- الإلمام بالتقنية والمعرفة الرقمية: إن الإلمام بالتقنية والمعرفة الرقمية من المهارات الضرورية المطلوبة لشغل الكثير من الوظائف، وذلك مع صعود موجة التكنولوجيا، حيث بدأت تكتسب مهارات الكمبيوتر الأساسية والمعرفة بالبرامج الإنتاجية مثل "مايكروسوفت أوفيس"، أهمية أكبر من أي وقت مضى. علاوةً على ذلك يتنامى طلب سوق العمل على مهارات التشفير، وتحليل البيانات، والأمن الالكتروني (السيبراني)، فاستناداً لنتائج التقرير الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي" تُعتبر المهارات الرقمية من بين أفضل المهارات المطلوبة في سوق العمل حاليًا.
- المهارات الشخصية: هي المهارات غير التقنية التي تتنامى أهميتها على مستوى سوق العمل، وتشمل مهارات التواصل ومعالجة المشاكل والعمل الجماعي والإبداع والقدرة على التكيف. واستنادًا لنتائج التقرير الصادر عن شركة "ماكينزي آند كومباني"، ستكتسب المهارات الشخصية مثل مهارات التواصل والذكاء العاطفي، أهمية أكبر في المستقبل. ونظراً لأتمتة المهام الروتينية يومًا بعد يوم، ستتنامى القيمة والطلب على كل من يستطيع العمل والتعامل مع الآخرين، والتعامل أثناء المواقف المعقدة.
- المهارات المتخصصة بالصناعة: نظرًا لتحول الاقتصاد نحو الصناعات الجديدة، بما فيها التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة المتجددة، سيتنامى الطلب على بعض المهارات المتخصصة ضمن هذه الصناعات. فعلى سبيل المثال، على صعيد صناعة الرعاية الصحية، سيرتفع معدل الطلب على المهنيين من ذوي المهارات في تحليل البيانات، وتشفير البيانات الطبية، والعلاج عن بعد. أما على مستوى صناعة التكنولوجيا، سيتنامى الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وسلسلة الكتل. كما أن مواكبة آخر وأحدث التوجهات والتقنيات الصناعية سيصبح أمرًا ضروريًا لكل من يسعى لتحقيق النجاح في مسيرته المهنية.
من المهم الأخذ بعين الاعتبار أن تحديد المهارات المطلوبة لسوق العمل في المستقبل ليس شيئًا نقوم به لمرة واحدة، بل هي عملية مستمرة لأن المهارات المطلوبة ستواصل التغير لمواكبة مسيرة تقدم التكنولوجيا، والمتطلبات المتطورة لسوق العمل. لذا، ينبغي أن يتمتع الأفراد بالقدرة على التكيف، ومواصلة تطوير مهاراتهم على طول مسيرتهم المهنية.
من جهةٍ أخرى، ومع استمرار سعي المملكة العربية السعودية إلى تنويع اقتصادها، وتطوير الصناعات الجديدة، سيتواصل الطلب على بعض المهارات بعينها. من جانبها، ستركز الدولة جهودها من أجل تطوير وتنمية مهارات الشباب بطرحها العديد من المبادرات، مثل "صندوق تنمية الموارد البشرية" و"برنامج تنمية القدرات البشرية"، التي توفر الكثير من البرامج التدريبية والمنح الدراسية التي من شأنها مساعدة الشباب السعودي على تطوير وتنمية المهارات التي يحتاجها للنجاح في سوق العمل.
لذا، فإن تحديد المهارات التي يحتاجها الشباب السعودي للمستقبل تعتبر من الخطوات الهامة والضرورية لإعدادهم شغل وتولي الوظائف مستقبلاً. ومن خلال تعزيز ثقافة محو الأمية الرقمية والتكنولوجية، والمهارات الشخصية، والمهارات المتخصصة بالصناعة، سيتمكن الشباب السعودي من السير على طريق النجاح في سوق العمل دائم التغيّر. كما أن الاستثمار في مبادرات التعليم والتدريب من شأنه مساعدة الأفراد على تنمية المهارات التي يحتاجونها للنجاح، وللمساهمة في مسيرة تطور الاقتصاد في البلاد.