using MiskFoundation.BLL.Custom;

التواصل والاحترام ركائز الآداب الوظيفية

التواصل والاحترام في بيئات العمل.
 
 

الكثير من رواد الأعمال اليوم يبحثون عن الطرق الفعّالة لزيادة الإنتاجية في العمل، وربما لا يعرفون الركائز التي تخلق الإنتاجية، ولا يعرفون دورها الكبير في تحقيق الازدهار والتوسع، فما هي تلك الركائز وما أهميتها في بيئة العمل؟

يجب أن يدرك رائد الأعمال الدور المهم لكل من التواصل والاحترام في بيئة الأعمال، وعليه أن يأخذ هذه الركائز بعين الاعتبار عند تحقيق الرؤية والتوجه الاستراتيجي لها، حيث يٌمكن للمدير الذكي عاطفيًا والذي يتمتع بقدرة هائلة من التواصل والاحترام أن يجعل فريقه يزدهر ويحقق نجاحات متتالية.

يعزز التواصل الفعّال الإنتاجية، ويبني الثقة بين أعضاء الفريق، فالتواصل الجيد والمرن يساعد في فهم الموظفين لما هو مطلوب منهم؛ الأمر الذي يزيد من الشفافية ويبني فرق عمل رائعة ويحد من نشوء الخلافات والنزاعات، فكلنا اليوم نريد أن يستمع الآخر لنا، أن يفهمنا ويقتنع برأينا، وإن كنت موظفًا فبكل تأكيد ترغب أن يقتنع المدير بإنجازك، وإن كنت مديرًا فبكل تأكيد ترغب أن يقتنع الموظف بتوجيهاتك وخططك واستراتيجياتك ورؤيتك.

والشركات الأكثر نجاحًا اليوم هي تلك التي تضم في بيئاتها الموظفين الذين يتخذون من الاحترام ركيزة أساسية في تواصلهم وتفاعلهم، فالاحترام يشكل مستقبل الشركة ويساعد في تحقيق الكثير من الأهداف والتطلعات، ومن جميل ما قاله مؤلف كتاب المحادثات الحاسمة: "الاحترام في العمل مثل الهواء طالما أنه موجود، لا أحد يفكر فيه ولكن إذا منعته، سيكون هو كل ما يفكر فيه الناس".

 كيف تحقق الشركات ركائز التواصل والاحترام في بيئة العمل؟

  •  استخدام التقنية:

إن استخدام بعض التطبيقات التي تسهل طبيعة العمل وتيّسر الحصول على حلول سريعة للمشاكل المحتملة في بيئة العمل، تساعد في تحقيق النجاح، يمكن لفريق العمل تسهيل التواصل فيما بينهم وجعله أكثر مرونة من خلال استخدام تطبيقات تساعد في ذلك مثل:  Slack أو   Asana وغيرها من تطبيقات التواصل الأخرى.

  •  الاستماع الجيد:

لغة الجسد أثناء الاستماع تشعر الموظف بالتقدير والاحترام، لأنها تشعره بأنك تفهمه وتستجيب لما يقوله، كما أن التواصل الجيد مع الموظف والتحدث معه عن أحواله الشخصية يساعد في رفع معنوياته ويزيد من حبه للعمل، ولا تكن كالذين قال فيهم ستيف كوفي: "معظم الناس لا يستمعون بغرض الفهم ولكن يستمعون لغرض الرد" والموظف الناجح حتمًا هو من يستمع من أجل الفهم، ولا تنسى أن من المعاني الجميلة التي تعنيها القيادة:

" أن تخفض من صوتك وترفع من صوت الآخرين".

  •  الاجتماعات المستمرة:

توفر الاجتماعات المستمرة التواصل المستمر بين الموظفين، وتقدم فرصة للموظف للتعبير عن نفسه ورأيه بعيدًا عن الرسمية، كما أن الاجتماعات تتيح الفرصة لتفهم مواقف كل الموظفين، كل هذه الأشياء وأكثر تعزز من فرصة التواصل وتبادل الاحترام بين جميع الأفراد داخل بيئة العمل.

  •  مبدأ التخيير:

من الأشياء التي تزيد فعالية التواصل إشراك الموظف في عملية اختيار الطريقة التي يفضلها في التواصل، فبعض الموظفين يفضلون التواصل من خلال الاجتماعات والتحدث وجهًا لوجه، والبعض الآخر ربما يفضل التواصل إلكترونيًا أو من خلال البريد الإلكتروني، كما أن مبدأ التخيير يشعر الموظف أن رأيه مهم، وبالتالي يتحقق هنا مبدأ الاحترام المتبادل.

  •  التجاوب السريع في العمل:

الموظف الذي يتحدث مع زملائه في بيئة العمل بكل ثقة واحترام ويتجاوب معهم بشكل سريع وحيوي، يعزز من قيمة التواصل الجيد بينه وبين الزملاء؛ مما يؤثر إيجابًا على تحقيق أهداف الشركة، وعلى العكس فإن التحدث بشكلٍ متراخٍ مع زملاء العمل وعدم التجاوب السريع لهم يشير إلى عدم الاهتمام وبالتالي يسبب مشاكل من الممكن أن تؤثر على إنتاجية الشركة فيما بعد.

  •  تعزيز الثناء والتقدير:

كل موظف يحتاج إلى الشعور بقيمة العمل الذي يقوم به، ويرغب أن يحصل على الاحترام والتقدير مقابل مجهوده وإنجازه، وإن الثناء على أعماله وإنجازاته؛ يدفعه إلى بذل المزيد من الإنجاز.

  •  الاحتواء الفعّال:

من المهم احتواء أي نزاعات قد تحصل في بيئة العمل، وإن أحد أهم العناصر الرئيسية لحل أي نزاع قد يحصل، هو القدرة الكافية على احتواء هذا النزاع، فالقدرة على التواصل تحت ضغط النزاع من المهارات الكفيلة بحل واحتواء جميع النزاعات.

  •  تقبل الاختلافات:

إن تقبل اختلاف الآخر، يساعد في تطوير الأداء ويوسع من آفاق الإبداع، كما أنه يساعد في توليد أفكار جديدة، والأهم أنه يجنبك النزاعات، تخيل مثلًا أنك تسّوق لفكرة تسويقية معينة في بيئة عملك، وأثناء الحديث عنها واجهت انتقادات من موظف آخر حول جودة الفكرة، فإن قبلت الرأي الآخر فإنه حتمًا سيساعدك في تطوير فكرتك، كما سيقدر زميلك ردة فعلك واحترامك لرأيه.

تقع هذه الركائز في قلب كل شيء نقوم به في بيئة العمل، وبناءً على ذلك فإن فقدانها يهدد بقاء الشركات، وإن تطبيقها في بيئة الأعمال يقلل من الخلافات وينمي من المواهب والقدرات، كما أن هذه الركائز تزيد من المشاركة في العمل، وتفتح المجال لعلاقات أفضل مع العملاء، والأهم من ذلك أنها تمنح الأدوات اللازمة لكل موظف من أجل إيصال أهدافه وأفكاره بشكل أفضل.

وأخيرًا:من أراد أن يحقق هذه الركائز يستطيع، ومن أراد أن يحظى باحترام الآخرين يستطيع، فقد قال الفيلسوف رالف والدو ايمرسون:

"أنت الشخص الوحيد الذي تقرر ما هو الشخص الذي تريده"، وأن تكون سيد هذه الركائز هو مفتاح النجاح في بيئة أي عمل، وقد يكون لديك أعظم فكرة في العالم، ولكن إذا لم تتمكن من توصيلها، فلا داعي للفكرة لأنها لن تتحقق.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات