using MiskFoundation.BLL.Custom;

الروتين المٌلهم

كيف يمكن للروتين اليومي أن يكون ملهمًا
غالبًا ما ننظر إلى أن الروتين أمر عادي وغير مؤثر على أدائنا اليومي، ولكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ الحقيقة هي أن الروتين لديه القدرة على تمكيننا و إلهامنا. عندما نتّبِعُ روتينًا جيدا، فإنه يمكن له أن يعمل على تنشيطنا وتحفيزنا ومساعدتنا على تحقيق أهدافنا. المفتاح هو التأكد من أن روتينك يتضمن المزيج الصحيح من الرعاية الذاتية والإنتاجية والتواصل الاجتماعي.
 
 

في هذه المقالة، سنكتشف كيف نستطيع اتباع روتين يمنحنا الشعور بالتجديد والإنجاز والتحفيز كل يوم. جميعنا نسعى دومًا الى تحقيق أهدافنا والتقدم في حياتنا، فلماذا لا نتّبِعُ روتينًا يساعدنا في جعل ذلك ممكنًا؟ ستتعرف أيضا إلى سبب أهمية الروتين الشخصي وكيف يمكنك تنظيم روتين يناسبك.

العلم وراء الروتين: كيف تشكل العادات عقولنا

العقل البشري يحب العادات، عندما نكرر عادة ما، تتشكل المسارات العصبية في أدمغتنا لإنشاء استجابات تلقائية، هذه هي الطريقة التي تشكل بها العادات حياتنا اليومية، للأفضل أو للأسوأ.

العادات السلبية مثل الإفراط في تناول الطعام، أو المماطلة تقوم بتنشيط هذه المسارات العصبية ومع مرور الوقت تتعلم عقولنا كيف تعتاد وتميل إلى هذه العادات ومن ثم ندخل مرحلة من الرضا. ولكي نتخلص من هذه العادات السيئة نحتاج إلى تجديد عقولنا من خلال اتباع عادات روتينية جديدة ومن ثم نكافئ أنفسنا على إنجاز هذه العادات الجديدة لنحصل بعد ذلك على الرضا، وكلما كنت راضي عن عاداتك الجديدة سيساعدك ذلك تدريجيا بالتخلص من تلك العادات السلبية.

ومن ناحية أخرى، فإن العادات الإيجابية تقوينا من خلال التكرار، كممارسة الرياضة أو التأمل أو ممارسة هواية بشكل منتظم فيقوم ذلك بتقوية الروابط العصبية في أدمغتنا المرتبطة بالمشاعر الإيجابية مثل الإنجاز أو الإبداع. فتبدأ أدمغتنا في توقع هذه العادات والتطلع إليها وتتحفز لتحقيق النتائج طويلة المدى التي سنجنيها.

ويعد بناء روتين صباحي من أفضل الطرق لبناء عادات إيجابية، الاستيقاظ مبكرًا لممارسة التمارين الرياضية أو قراءة كتاب ملهم أو سماع بودكاست يعلّم عقلك بانتظام ربط بداية اليوم بالتحفيز والتعلم والنمو. إن بدء يومك بهدف وتفاؤل يمنحك الزخم لمواصلة العادات الإيجابية وتحقيق أقصى استفادة من كل يوم.

مخاطر التكرار اللاواعي: عندما يسوء الروتين

عندما يتحول الروتين من التمكين إلى اللاوعي، فإن ذلك سوف يصيبك بالإحباط. هل سبق لك وأن شعرت يومًا بأنك عالق في مأزق، حيث تؤدي كل يوم نفس العادات دون هدف أو شغف؟ هذا هو خطر التكرار اللاواعي.

هل سبق  وأن قدت سيارتك إلى منزلك، وعند وصولك، أدركت أنك بالكاد تتذكر كيف وصلت؟ هذا ما أقصده هنا يتحول دماغك إلى وضع روتين شبه واعي. المشكلة هي أن هذا الروتين يخدر إدراكك ويثبط إبداعك.

كل يوم هو عبارة عن فرصة للاكتشافات الجديدة والنمو، ولكن عندما تسير بلا وعي، فإنك تفقد كل الفرص الممكنة، تتوقف عن ملاحظة التغييرات من حولك وعن الفروق الدقيقة، وتصبح المحادثات مع كل من حولك سطحية بلا فائدة يصبح رد فعلك هنا يعتمد على العادة وليس على الاختيار الواعي.

وهذا يمنعك من أن تكون حاضرًا ومشاركًا بشكل كامل، روتينك اليومي يجب أن يمكّنك ويرضيك، لا أن يتركك تشعر وكأنك فاقد بوصلتك وأمرك كله على عجل.

كيف اتخطى ذلك؟ الحل بسيط: قم بتغيير الروتين الخاص بك. اسلك طريقًا مختلفًا للعمل. جرب مكانًا جديدًا لتناول الغداء. قم بمهام مألوفة بترتيب غير مألوف. يمكن لتعديلات صغيرة أن تحدث فرقًا كبيرًا في تحويل عقليتك من اللاوعي إلى الوعي النشط.

الروتين الجيد هو الذي يغذي جسدك وعقلك وروحك. استمتع باللحظات الدقيقة من الجمال أو التواصل، قدّر  هذه النعم، مهما كانت صغيرة، وسيصبح الروتين الخاص بك مرة أخرى مصدرًا للإلهام.

4 خطوات بسيطة لبناء روتين إيجابي وملهم : 

الروتين هو عبارة عن ممارسات تقوم بتأسيسها وتكرارها بانتظام ولها فوائد نفسية وعاطفية. عندما تقوم ببناء روتين صباحي مدروس، على سبيل المثال ستشعر بمزيد من التحكم والإيجابية في حياتك.

  1. ابدأ يومك مبكرًا. الاستيقاظ قبل 30 دقيقة عن المعتاد فقط يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، استخدم هذا الوقت للتأمل أو الكتابة أو ممارسة الرياضة أو القراءة، البداية المفعمة بالحيوية ستساعدك على التركيز والإلهام طوال يومك.
  2. ممارسة الامتنان. خذ بضع دقائق كل صباح لتقدير متع الحياة البسيطة وشكر الله عليها. قم بتذكر وكتابة بعض الأشياء التي تشعر بالامتنان لها. الامتنان يعزز التفاؤل والمرونة.
  3. الحد من التشتت. قلل من الإشعارات على أجهزتك وتجنب التحقق من البريد الإلكتروني أو من حسابات التواصل الاجتماعي. ابدأ يومك خاليًا من التشتيت وركز على ما يهمك أكثر.
  4.  أنجز ما هو مهم. حدد أولويات العمل المهم والصعب الذي يحفزك، فإرادتنا تكون في أعلى مستوياتها في الصباح، لذا استغل هذا الوقت  واحفظ المهام الروتينية لوقت لاحق.

مفتاح الروتين المُمَكن هو الاتساق والتكرار. في حين أن التغيير محفز، فإن العادة توفر الاستقرار. يمكن للممارسة اليومية المدروسة التي تنشطك و تلهمك أن تؤثر بشكل إيجابي على إنتاجيتك وصحتك وعلاقاتك وسعادتك. الأفعال البسيطة التي تختار تكرارها كل يوم لها قوة أكبر مما تدرك. قم ببناء روتين يمكّنك من أن تصبح أفضل.

وختاماً تأكد أن لديك القدرة على بناء الحياة التي تريدها من خلال العادات الصغيرة التي تقوم بها كل يوم. في حين أن الروتين قد يبدو مملاً، إلا أن بناء عادات إيجابية يمكن أن يكون ملهمًا حقًا. إن تكرار السلوكيات الإيجابية يشكل عقليتك ومهاراتك وبالتالي نتائج جيدة بمرور الوقت. لذا ابدأ بالتركيز على مجال واحد من حياتك تريد تحسينه، وابني روتينًا بسيطًا، والتزم به. ستندهش من التقدم الذي تحرزه. ففي نهاية المطاف، يحدث التغيير الحقيقي من خلال التأثير التراكمي للخطوات الصغيرة، وليس من خلال القفزات العملاقة.

إضاءات ذات صلة

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات