أثرت جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد العالمي بقوة، وخلّفت تحديات غير مسبوقة على الدول النامية والمتطورة على السواء.
المملكة العربية السعودية كانت من أكثر الدول قدرة على التقليل من آثار الجائحة على سوق العمل والتخفيف من عواقبها بعيدة المدى. وعلى الرغم من تصاعد معدلات البطالة في الربع الثاني من عام 2020، تمكنت المملكة من التخفيف من آثارها وتعديل أنظمة العمل لضمان حماية العمل. كما أطلقت عدة مشاريع سريعة لتعزيز فرص التشغيل وزيادتها بحلول الربع الثالث من عامي 2020-2021.
كان يجب على الشركات التقليدية التي تزاول عملياتها من المكاتب التحول إلى العمل عن بُعد. فقد اصبح العمل من البيت هو القاعدة، فأصبحت المؤسسات الآن تنظر إلى العمل المرن باعتباره نموذجًا قابلًا للتطبيق على المدى البعيد فيما يخص مناصب بعينها.
اكتشفت الفرق طرقًا جديدة للبقاء على اتصال وذلك باستخدام Zoom وSlack وGoogle Meets، إلخ. لتصبح أدوات الاتصال اليومية. كما زاد الاعتماد على تطبيقات إدارة الفرق وبرمجيات توزيع العمل القائمة على السحابة وأعادت تعريف آلية أداء المهام وزادت المرونة.
بالنظر إلى التحول إلى مساحات العمل الافتراضية، فلا عجب أن الطلب على التجارة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني والترفيه الإلكتروني قد زاد بشكل كبير. وبالمثل، بدأت الشركات في البحث عن طرق تعزز بها الأمن السيبراني والاتصال بالسحابة من بين الأنشطة الأخرى المتعلقة بتقنية المعلومات. وسيكون من المجدي للباحثين عن العمل في عالم ما بعد كوفيد-19 مواكبة الاتجاهات السائدة في القطاع لما قد تثمر عنه من كم هائل من الفرص.
بصرف النظر عن امتلاكك للأدوات المناسبة (فقط في حالة لم تكن وظيفتك التالية في المكتب) ومعرفتك بالقطاعات المطلوبة، فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في البحث عن وظيفة:
حدد أهدافاً جديدة وتكيّف مع الواقع
من أهم الأمور التي تحتاج إلى القيام بها باعتبارك خريجًا جديدًا هي إعادة صياغة أهدافك. فبالرغم من السنوات التي أمضيتها بالدراسة في مجال معين؛ مازلت بحاجة للتكيّف مع سوق العمل والبحث عن وظيفة قد تكون بعيدة عن مجال تخصصك. أيضًا، يمكنك التحقق من تأثير الجائحة على مجال تخصصك وفيما لو كنت قادرًا على تطبيق ما درسته في مجال آخر. بالطبع لديك حلم وهدف حول الوظيفة التي تتمناها، ولكن عليك التحلي بمزيدٍ من المرونة، خاصةً في سوق العمل الحالي، والمسارعة في تطوير عملك بناءً عليه.
عدل سيرتك الذاتية
في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، أصبح الطلب على العمل مرتفعًا، كما أن هناك منافسة حادة بين المتقدمين للوظائف. فعليك أن تعدل السيرة الذاتية الخاصة بك لتزيد من فرص نجاحك في مقابلات العمل والتوظيف. كما عليك البحث عن شركات تهمك لتعدل سيرتك الذاتية حتى تتلاءم مع كل طلب توظيف لتكون مرشحًا مقبولًا وتعطي انطباعًا جيدًا.
استغل وقت فراغك بشكل يعود عليك بالفائدة
يمكنك إنجاز الكثير خلال وقت فراغك للحفاظ على روحك المعنوية عالية. كما يمكنك بناء علاقات من خلال منصات التواصل مثل لينكد إن، وحضور منتديات العمل الافتراضية لتنمية علاقاتك وزيادة فرص توظيفك. ابحث عن دورات تعليمية عبر الإنترنت واكتسب مهارات جديدة لتساعدك في متابعة تحصيلك العلمي والحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير. وإذا كنت تبحث عن برنامج احترافي لمساعدتك في رسم مسار حياتك المهنية، فحاول المشاركة في برنامج مسك للإعداد الوظيفي
استعد للمقابلات الافتراضية
بسبب الجائحة، تعقد الشركات مقابلات افتراضية عبر الإنترنت. لذلك عليك الاستعداد وكأنك تحضّر لمقابلة فعلية. قبل المقابلة، تأكد من سرعة اتصال الانترنت لديك وسلامة جهازك. تحلّ بالثقة، واختر لباسًا مناسبًا واحرص على الجلوس في وضعية مستقيمة ثابتة وحافظ على صفاء ذهنك لتضمن نجاح المقابلة.
المستقبل لا يمكن التنبؤ به وسوق العمل سيستمر في التطوّر استجابًة لعالمنا الديناميكي والمتغير باستمرار. ضع في الاعتبار أن الثابت الوحيد هو التغيير. وابق منفتحًا لاكتساب وتعلّم مهارات تساعدك في اكتشاف آفاق جديدة وأبواب لمسارات وظيفية مختلفة.
هل استمتعت بقراءة هذه المقالة؟
شاركنا برأيك أو أسئلتك على