كانت بداية نظام العمل المرن بشكل نظامي في عام 2020، حيث يمكّن الشباب السعودي من العمل بنظام ساعات بعلاقة تعاقدية قصيرة الأجل، ورغم أنه لا يوفر لهم تأميناً طبياً مثل العمل بدوام كلي، إلا أنه يتيح لهم العمل بجدول عمل مرن وسلس حسب الاتفاق بينهم وبين الشركة.
يعرف العمل المرن بأنه طريقة عمل تناسب احتياجات الموظفين، بحيث يكون للموظف حرية اختيار مواعيد العمل، أو مكان العمل الذي يناسبه، لو كان الشخص لا يعيش في نفس المدينة أو الدولة التي يقع مقر عمله بها. بالإضافة لهذه الحرية في الاختيار، يمكن للشخص العمل فقط خلال أيام نهاية الأسبوع أو العمل في أيام محددة في الأسبوع بما يتواءم مع أوقات دراسته وحياته الشخصية.
وقد ساعد في نمو مفهوم العمل المرن بشكل كبير احتياج الشركات إليه، ففي بعض المناسبات مثل موسم الحج تكون هناك حاجة لتوظيف المزيد من الأشخاص، وليس من المنطقي في هذه الحالة توظيف أشخاص بعقد طويل الأجل، وهنا تأتي أهمية العمل المرن للشركات بحيث يوظفون أشخاصاً بعقد قصير الأجل خلال موسم الحج فقط أو خلال الفصول التي يكثر بها العمل.
وإلى جانب اكتساب الأموال، تحدث الأستاذ محمد الصبيح عن ميزة كبيرة يوفرها التدريب والعمل الجزئي للشباب في الجامعة وقبل الجامعة حتى، والتي تتمثل في اكتساب المهارات الشخصية، مثل الذكاء الاجتماعي، من خلال التعامل مع الناس والتجربة المباشرة، بعيداً عن الدراسة الأكاديمية، وذلك من خلال العمل في أي مجال سواء مقدم خدمة في مطعم، أو نادل في مقهى، أو حتى في مجال الاقتصاد التشاركي. ولأن العمل المرن مثله مثل العمل بدوام كامل يتطلب تحلي العاملين بسمات محددة، فقد أكد الصبيح على أن الانضباطية هي أهم سمة يتحلى بها المقدمون على العمل المرن.
تكثيف التجارب بأقصى قدر ممكن يساعد على تراكم الخبرات الشخصية لدى الفرد ، استشارة الآخرين والاستماع لتجاربهم لا يغني أبداً عن التجربة الشخصية التي يخوضها الشاب في سوق العمل بنفسه، وإلى جانب التدريب والعمل المرن، يمكن أن يتابع الشباب في مقتبل عمرهم الأشخاص القدوة في مجال تخصصهم، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت إمكانية التعرف عن قرب على آراء وتجارب المتخصصين من خلال ما ينشرونه عبرها، فهذا يساعدهم على بناء الجانب العملي في مجالهم.