سنتحدث في هذه المقالة عن مهارةٍ لا غنى لرائد الأعمال عنها، فهي تساعده على نقل مشروعه من شرفة الخطورة إلى قمة النجاح والصعود نحو مرتفعاتٍ شاهقة. وتمكنّه من الاعتماد على نفسه بصورةٍ كبيرة.
ماذا نقصد بالتعلم الذاتي؟ وما هي العوائد المكتسبة من امتلاك هذه المهارة؟ وهل يمكن لهذه المهارة أن تكون قيمةً مضافة لرائد الأعمال وأن تُدِرَّ عليه أموالًا وفيرة؟ وما هي أشهر المنصّات التي تساعد رائد الأعمال على امتلاك هذه المهارة؟
أصبح مفهوم ريادة الأعمال منتشرًا بشكلٍ كبيرٍ خاصةً عند فئة الشباب. مثلًا كان كلٌّ من بيل غيتس وستيف جوبز ومارك زوكرييرغ في أوائل العشرينات من أعمارهم عندما أسّسوا أعمالهم حيث تحوّلت بعد ذلك إلى شركات كبرى غيّرت العالم.
قام فريقٌ من جامعة هارفارد بتحليل أعمار جميع مؤسسي الأعمال في السنوات الأخيرة من مكتب الإحصاء الأمريكي (U.S. Census Bureau) ووجدوا أن متوسط عمر روّاد الأعمال عند تأسيس أعمالهم 42 عامًا. هذا يدل أن فئة الشباب في جيلنا الحالي بالتحديد بدأ يستهويهم مفهوم ريادة الأعمال بشكلٍ كبير جدًا.
إذن ما هي ريادة الأعمال ومن هو رائد الأعمال؟ التعريف الرسمي لريادة الأعمال: هي عمليّة بدء عمل تجاريّ أو إنشاء مؤسّسة لأغراضٍ ربحيّة أو لتلبية احتياجاتٍ اجتماعيّة.
رائد الأعمال: هو الشخص الذي يقوم بتطوير وبناء نموذج العمل التجاري وجمع الموارد البشريّة والماليّة لبدء مشروعٍ معين، ومن ثمَّ يقوم بتشغيلها ويكون مسؤولاً عن نجاحها وفشلها."
ريادة الأعمال ليست بالأمر السهل فقد يكون مشروع رائد الأعمال في فترةٍ من الفترات يقفز إلى أعلى المستويات ثم ينزل إلى أدناها، ومن هنا تنبع أهمية أن يكون متميزًا بمهاراتٍ كثيرةٍ تساعده على الصمود أثناء العمل على مشروعه.
من أبرز هذه المهارات مهارة التعلم الذاتي فماذا نقصد بها؟
تعريف التعلم الذاتي: يُعد التعلم الذاتي Self-learning أحد آليّات أو أدوات التعليم والتدريب التي تُستخدم بجانب آليّات وأدوات التعليم والتعلم التقليدية، "ويُعرّف على أنّه اكتساب الفرد للمعلومات، والمهارات، والخبرات بصورةٍ ذاتيّة ومُستقلة عن أي مؤسسة تربوية وبالاعتماد على نفسه، إذ تعتبر هذه العمليّة نشاطًا واعيًا ينبع من قناعةٍ ودوافع داخليّة لدى الفرد تحثّه على تحسين وتطوير شخصيته، وقدراته، ومهاراته عن طريق ممارسة المتعلم لمجموعة من الأنشطة والنشاطات التعليميّة بمفرده من مصادر هادفةٍ ومختلفةٍ بعد تشخيصه لغاياته التعليميّة، وصياغة أهدافه، وتحديد الوسائل الملائمة له، بحيث يضع خطة تعليمية تتناسب مع سرعته في التعلم، وميوله وتوجهاته".
نستنج من هذا التعريف أنَّ مهارة التعلم الذاتي تتطلب الاعتماد على الذات في التعلم، فقد أثبت التعلم الذاتي فعاليته خاصةً مع شبكة الإنترنت فقد أصبح بالإمكان تعلم وإتقان العديد من العلوم، فقط من خلال مشاهدة قناةٍ تعليميّةٍ على منصّة يوتيوب أو حضور دورةٍ تدريبيّةٍ في إحدى منصّات التعلم الإلكتروني.
"العوائد المكتسبة من التعلم الذاتي: يمكن تلخيص أهم أسباب استخدام التعلم الذاتي- سواءً كآليّة مفردةٍ أو ضمن آليّات التعليم والتعلم الأخرى- فيما يلي:
يارا والتصميم: وبالمثال يتضح المقال، صديقتي يارا أخبرتني عن تجربتها الثرية المتعلّقة بمهارة التعلم الذاتي فقالت لي: "أنا أخصّص من وقتي 6 ساعاتٍ يوميًا لمشاهدة قناة على اليوتيوب تُعلّم التصميم الجرافيكي حيث أني أشاهد الدرس المجاني وأقوم بتطبيق كل ما شاهدته، وها أنا الآن أمارس التصميم وأعمل به حيث أقوم بتصميم هويّاتٍ وشعاراتٍ للعديد من الجهات والشركات."
قاعدة ملك: لبدء تطبيق مهارة التعلم الذاتي لابد لنا من وضع قائمةٍ بالأولويات، وبناءً على قاعدة ملك وهي كالتالي:
فعند تطبيق هذه القاعدّة سيسهل علينا كثيرًا سرد العلوم والمهارات اللازمة التي لابد أن يتعلمها رائد الأعمال ثم يحدد الدوافع والاحتياجات لتعلم هذه العلوم والمعارف والمهارات وأخيرًا يبدأ في كتابة الطريقة المثلى في التعلم، هل عن طريق كتاب وتطبيق ما فيه؟ أم اجتياز دورة تدريبيّة لاكتساب بعض المهارات اللازمة؟ أم الجلوس مع مستشار في جلسةٍ استشارية وسؤاله عن أبرز التساؤلات حول المشروع؟ هذه القاعدة رائعةٌ ونافعةٌ لأنها تُخرج جميع الأفكار من الذهن على الورق ثم على أرض الواقع بإذن الله تعالى.
أفضل 6 منصّات للتعلم الذاتي: كثرت منصّات التعلم الذاتي ومصادره، ولاسيما أنه مرتبط بالإفادة القصوى من التطوّر الرقمي والتكنولوجي، وعليه فإنَّ من أهم المنصّات التي تتيح التعليم الذاتي:
✔ Coursera: من أبرز منصّات التعلم الذاتي العالمية، ومعظم دورات الموقع مترجمة للغة العربيّة.
✔ Udemy: المنصّة الأفضل في تعلم أيّ مهارة بأسرع وقت، وهي دورات متنوّعة، وبعضها باللغة العربيّة.
✔ LinkedIn learning: منصّة تابعة للموقع الشهير "لينكد إن".
✔ إدراك: من أفضل المنصّات التي تقدم دوراتٍ باللغة العربيّة.
✔ رواق العربيّة: تقدم العديد من الدورات التعليميّة مجانًا، في مختلف المجالات.
✔ أكاديمية حاسوب: تقدم خدمات الإنترنت للمستخدمين الناطقين بالعربيّة.
✔ Khan academy: تهدف لنشر العلم للجميع، مستخدمة أساليب تعليميّة متطوّرة.
أخيرًا مهارة التعلم الذاتي لها دورها الكبير في مواجهة المخاوف والتعرف عليها عن قرب، ودراسة تفاصيل المشروع بصورةٍ تفصيلية؛ لتشكّل لرائد الأعمال حصنًا قويًّا من الإبداع والمهارات المتنوعة والمختلفة التي سيكتسبها من التعلم الذاتي.
المراجع: