الفشل من أهم بواعث ومحفزات النجاح، ولكنّه يكمن باليوم الأول، فمن يملك العزم ويعرف نفسه جيدًا سيستمر ويكمل بعد الفشل، أسقط على ظهرك! عنوان لربما أثار فضولك ومهمتي أن أشبع فضولك، وسأقول لك: هو عنوان أُخِذ من عبارة قالها أحد الصينيون حركت في نفسي الكثير: "إذا وقعت! فليكن وقوعك على ظهرك حتى تنظر لأعلى فتشد نفسك لتقف مرة ثانية"، فما هو النجاح لولا الفشل؟
لم يُخلق إنسان فاشل، ولكن هناك من يختار أن يفكر في الفشل، فعليك أن تدرك بأنك لن تعرف قيمة النجاح حتى تقع وتتعثر، أقدم بخطوتك فهي طريقك نحو تحقيق مسعاك، ولكن قبل هذا كله يتمحور الأمر حول عدة أسئلة يجب عليك معرفة أجوبتها جيدًا وهي سرّ وراء كل ناجح، جرّب نفسك وأسألها، من أنا؟ وما الذي أريده وما هي أهدافي؟ وماذا أريد أن أعمل؟ وكيف أصل إلى ما أريد وما هي الوسائل؟
فلا تقف همتك عند حد! وأتمثل فيما قاله المتنبي: "ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا كنقصِ القادرينَ على التمامِ".
ثِق في قدارتك وفيما وهبك الله إياه وأعزم وتوكل على الله، واعرف قيمتك وحسِّن من قدراتك، وبدايةً أبحث عما يعيق طريقك وحل المشكلة، فالوصول إلى المشكلة نصف الحل، وربما تواجهك عوائق ومخاوف فتعامل معها وأسعى لأن تجد نفسك، فالخوف هو محرك للسعي، وعندما تبحث عن السعادة عليك أن تجدها في نفسك وسعيك فمن دونك لم تتشكل هذه القصة "أنت مصدرها ".
نأتي إلى معوقات النجاح: تضييع الوقت، زوال التوكل، عدم إدراك الوسيلة، عدم وضوح الغاية، المثبطون من حولك، عدم الثقة بالنفس، والتردد، الفتور والكسل، التسويف والمماطلة، وضعف العزيمة والهمة. لذلك توقف عن الحديث وطبّق في الواقع ولو تطلّب الأمر أن تترك المقال ولا تكمل، لا يهم سوى أن تصل إليك الرسالة. لا تتأثر بالمحبطين والمتأخرين لأنك ستجدهم حولك بكثرة وهم سلاحك للاستمرارية والعزم والمقاومة والصمود حينما تتعلم من الفشل قبل النجاح، ولو قلنا أن تواجدهم في طريقك يشكل اختبارًا لنفسك وستنعكس الصورة يومًا ما عليك، اصبر فلكل إنسان قصةٌ وتجربةٌ مختلفة تمامًا، والتميز فيمن يتميز ويظهر ويتفرد في أخلاقه ونفسه. تنبيه آخر، تبيَّنَ أن لدى الإنسان طاقة وهي طاقة غير محدودة، ولديه أيضًا ما يسمى مثلث القوة ويشكل: أولًا الانضباط ويليه الالتزام ثم الإصرار.
فالتزم في أن تعرف غايتك والوسيلة إليها، وانضبط في أن تستمر في طريقك الذي رسمته، وكن ذو إصرار حتى تتغلب على العقبات وتحقق ما تصبوا إليه، وأعمل على هذه القوى التي مكنك الله بها واِستغلها واِستخدمها استخدامَ شكر لله على هذه النعم، خذ مثلث القوة معك دائمًا!
وانتبه جيدًا.. أنا تقع في شباك الماضي وتنشغل بما حدث فيه ولا تنشغل بالبعيد عنك فتنسى واجب اليوم.
ختامًا نقول: يتزن الإنسان اتزان كامل بتوكله واعتماده على الله، فابدأ بالتغيير ولا تجعل المكان والزمان والمادة والطاقة تأثر سلبًا عليك فأنت صاحب القرار في كل أمر تتخذه، وما خاب مسعى من أدرك قيمة نفسه وهدفه والشاهد في قول الله تعالى: "وَأَنَّ سَعْيَهۥ سَوْفَ يُرَى".