using MiskFoundation.BLL.Custom;

لماذا أحب العمل في الشركات الناشئة

في هذه المقاله يحكي لنا ليزك صالح 7 اشياء تعلمها في شركات ناشئة ومالفروقات بين المشاريع الناشئة والشركات.
 
 

كل المعرفة والمهارات التي اكتسبتها حتى اليوم، تعلمتها في شركة ناشئة. ولا زلت أذكر المرة الأولى التي احتجت فيها إلى الاختيار بين مجموعة من عروض العمل. كنت آنذاك جديدًا في سوق العمل ولا أتمتع بالخبرة الكافية، لكنني كنت مفعمًا بالحماس، وربما لم أدرك حينها التأثير الكبير لاختياراتي في مثل تلك السن المبكرة على بقية حياتي. لم يكن الالتحاق بشركة كبرى يحتاج إلى الكثير من التفكير. فمن لا يرغب في أن يظهر اسمه على بطاقة العمل إلى جانب شعار براق تابع لشركة كبرى؟ حسنًا، قلت لنفسي "أنا لا أرغب في ذلك". بدا لي الأمر طبيعيًا وغريبًا في الوقت نفسه. فلم يكن لدي أسباب وجيهة لرفض عرض من شركة كبرى، لكن قناعتي كانت، ولا تزال، راسخة بأن إثبات نفسي واكتساب سمعة جيدة في مؤسسة صاعدة أفضل من الحصول على مكانة في هيكل تنظيمي محدد ضمن أرقى شركة في المدينة.

لم يتغير الكثير اليوم، فأنا لا أزال شابًا حديث العهد بالسوق يسعى لتحقيق النجاح ويتطلع لإحداث أثر ملموس. ومع ذلك، ما زلت في حيرة من أمري عندما أرى شركة كبرى تطلق مبادرة لتعزيز الإبداع في بيئة العمل بينما تفرض على موظفيها العمل من الثامنة صباحًا إلى الخامسة مساءً. لقد سبق لي أن عملت مع عدة مؤسسات هامة على الصعيدين المحلي والعالمي، وهو ما ساعدني على التعاون عن قرب مع فرقها والتعرف إلى بيئات عملها. وربما يجب أن يكتب أحدهم عن التكاليف المستترة التي تتحملها بيئات العمل تلك من أجل الحفاظ على بطاقات الهوية البراقة لموظفيها. ولذلك، ما لم تبدأ الشركات التقليدية في التفكير والعمل بصورة مختلفة، فإنني سأظل أفضّل العمل في الشركات الناشئة. وإليكم السبب:

الشركات الناشئة جذابة: لا يستطيع أحد أن يصف لك مذاق قطعة لحم مطهية متوسطة النضج، بل عليك تجربتها بنفسك إن أردت. وهكذا حال الشركات الناشئة، فأنت تبدأ العمل وتتحمل المخاطر على مسؤوليتك الخاصة ثم تقع في حب تلك المخاطر. وكأنها قطعة لحم تأكلها قضمة تلو أخرى حتى تصل إلى إدمانها. وصدقني حين أقول أن هذا الإدمان مرغوب. أنا بصراحة لا أتذكر يومًا واحدًا استقيظت فيه لا أرغب في الذهاب إلى العمل. وإن حدث ذلك، فربما كان ذلك اليوم الذي استقلت فيه وانتقلت إلى مشروعي التالي.

الشركات الناشئة فوضوية: أنا شخص منظَّم إلى أقصى درجة. في الآونة الأخيرة مثلًا، لاحظ أحدهم على شاشة جوالي أنني أكاد أسجل كل مهامي الأساسية في مفكرة مواعيدي. حسنًا، تلك ليست الحال أبدًا في الشركات الناشئة، حيث الفوضى هي السمة السائدة. ففي الشركات الناشئة، تحتاج إلى القيام بدور شخصين أو ربما ثلاثة أشخاص وتجاوز ما اعتقدت أنها حدود قدراتك. وقد تعلمت أنه إذا لم تقم بالأمور بنفسك، فلن يقوم بها أحد نيابة عنك، فلا أحد لديه الوقت لذلك. هل هناك ما هو أفضل من الانشغال بأداء كل تلك الأعمال؟! ربما تصبح الإجازات موضع تقدير أكبر في هذه الحال.

لا حدود لإمكانات النجاح في الشركات الناشئة: يتوقف الأمر كله عليك، فأنت تحصد ثمرة جهدك. وتعتمد نوعية النتائج، أجيدة كانت أو سيئة، على الأمور التي تقوم بها. ولذلك، عليك التفكير والتخطيط والتنفيذ والتحليل والتقييم، وستأتيك النتائج تبعًا لذلك. بالطبع، يمكن أن تستعين بمشرف من وقت لآخر، لكن الإدارة التفصيلية ستؤدي بك لا محالة إلى كارثة فعلية. كما إن تركيز الشركات الناشئة وجميع العاملين فيها يجب أن يظل على الصورة الأكبر. وهكذا يمكنني القول إن الشركات الناشئة تتلاءم مع طبيعتي وقدراتي.

تحصد ثمار جهودك بسرعة في الشركات الناشئة: لن تحتاج إلى انتظار اتصال من قسم الموارد البشرية يطلب منك تعبئة نموذج مراجعة الأداء السنوية. ففي الشركات الناشئة، يستطيع كل شخص في كل يوم أن يصبح نجمًا صاعدًا. فأنت من تصنع الأشياء بنفسك وترى نتائجها تتحقق أمام عينيك. ولا أحد يمكنه أن يحرمك من هذا التقدير. وعليك أيضًا أن تتوقع الكثير من الدعم والضغط والامتنان من زملائك. لكنك تظل المسؤول الوحيد عن تحقيق ما تريد تحقيقه في عملك. فأنت من يحدد الهدف ويسعى إلى تحقيقه.

الشركات الناشئة لا تمتلك نمطًا محددًا: يقولون إنني شخص عملي ومنطقي لا يلتزم كثيرًا بمناهج الكتب. وأنا أحب ذلك، فالأنماط التحليلية والمنظَّمة وإن كانت مفيدة للغاية، لها حدودها. ويجب ألا تتسلط القواعد والمبادئ التوجيهية على من وضعها. وهنا يكمن الحلّ في التحلي بالمرونة. فالشركات الناشئة تتعامل مع كميات هائلة من البيانات والمعارف في فترات زمنية صغيرة. ولذا، فإن التعامل مع كل عقبة وفقًا لقواعد محددة لن يبطئ عملها فحسب، بل قد يؤدي إلى توقف أنشطتها تمامًا. وعلى النقيض، هناك قاعدة تلتزم بها الشركات الناشئة، وهي أسلوب التجربة والخطأ. فلا ضير من الاعتماد على حدسك من وقت لآخر.

الشركات الناشئة ديناميكية: لا شكّ في أن هذا أكبر دافع لي للعمل فيها. ففي الشركات الناشئة، يمكنك النمو والتنفس والتجربة والاستثمار وعقد الاجتماعات والتصميم والتفكير والاحتفال وإجراء التغييرات والضحك والقفز والابتكار وتنويع الأنشطة وإعادة الاكتشاف والتنهد واستيعاب الأمور والبكاء والوقوف والعراك. وهذه الشركات ديناميكية إلى درجة أن النوم ربما لن يجد طريقًا إلى عينيك مرة أخرى. فعقلك لا يكاد يخلو من التأمل في الأفكار وتنفيذها.

الشركات الناشئة تستثمر فيك: أتعلم أمرًا جديدًا في كل يوم. وأرى الأحداث من وجهات نظر مختلفة. وأفعل أمورًا لم أدرك أن بإمكاني القيام بها. يذكرني العمل في الشركات الناشئة دومًا بأن العمل الجاد، وليس الحظ، هو ما يحقق النجاح. حسنًا، قد يقود الحظ إلى النجاح في بعض الأحيان. ومع ذلك، فكلما عملت بجد أكبر، يزداد حظي في تحقيق النجاح.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات