using MiskFoundation.BLL.Custom;

ما وراء الشهادة: اكتشف مهاراتك واستعد للحياة العملية

مقال بواسطة - غادة القحطاني
عن الكاتب
غادة القحطاني
ديسمبر 31, 2024
عضو في منصة مكان مسك
 
 

في خضم انشغالنا الدائم بالدراسة، قد نغفل أحيانًا عن أن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الحصول على الشهادة الأكاديمية، بل في اكتشاف أنفسنا، واكتشاف شغفنا، وصقل مهاراتنا.
أكتب لكم هذا المقال من تجربة شخصية غيَّرت مسار حياتي، تجربة قادتني بعيدًا عن الطرق التقليدية وأعادت تعريف النجاح في عيني.

 

رحلتي نحو الابتكار والقيادة

كنت طالبة جامعية، مثل العديد منكم، أحصر تركيزي بالكامل على التفوق الأكاديمي، معتقدة أن الشهادة الجامعية هي السبيل الوحيد لتحقيق الذات. ولكن حدثت نقطة التحول عندما قررت كسر هذا النمط التقليدي، وانطلقت في مسار جديد: مسار الابتكار والقيادة.

كانت البداية عندما قررت المشاركة في مسابقات وبرامج مثل ( ( Innovation-Al Diwan و Launchpad ) Misk ) بالإضافة إلى انضمامي إلى الأندية الجامعية. في البداية، كان ينتابني الخوف؛ فقد كنت أفتقر إلى الخبرة الكافية، وكانت الأدوات التي أحتاجها بعيدة عن متناولي. ولكن مع كل تحدٍ واجهته، اكتشفت شيئًا جديدًا عن نفسي، شيئًا لم أكن أعرفه من قبل.

خلال هذه الرحلة، اكتشفت شغفي الحقيقي: القيادة والريادة لتصميم الحلول التي تخدم المجتمع. ومن هُنا جاء مشروع ”ميسورا“، الذي يهدف إلى دعم ذوي الإعاقات السمعية والنطقية في حفظ القرآن الكريم باستخدام الذكاء الاصطناعي. لم يكن هذا المشروع مجرد فكرة أو ابتكار تقني، بل كان انعكاسًا لرغبتي العميقة في إحداث أثر إيجابي في حياة الآخرين.

 

التوازن بين الدراسة واكتشاف الذات

رسالتي هنا ليست دعوة للإعراض عن الدراسة أو التقليل من شأنها؛ بل على العكس، أؤمن بأن الجانب الأكاديمي هو حجر الزاوية الذي يُبنى عليه المستقبل. لكن ما أود التأكيد عليه هو أن سنوات الجامعة لا ينبغي أن تقتصر على الحصص الدراسية فقط، بل ينبغي أن تكون رحلة شاملة لاكتشاف الذات واكتساب المهارات الحياتية التي ستجعل شخصًا متفردًا في سوق العمل.

 

لماذا تحتاج هذه التجارب؟

إلى جانب الدراسة، هناك مسارات أخرى يمكن أن تُثري حياتك الشخصية والمهنية. هذه التجارب لا تقتصر على تطوير مهاراتك فحسب، بل تفتح أمامك أبوابًا جديدة للتعلّم، للتفاعل، ولإحداث فرق في المجتمع:

المشاركة في العمل التطوعي: يعزز من قدراتك الاجتماعية ويشعرك بالإنجاز الحقيقي.

المشاركة في المسابقات والبرامج: تتيح لك فرصة تعلّم مهارات جديدة، وتُحسن قدرتك على التكيّف مع المواقف المختلفة.

مشاريع الابتكار: تمنحك الفرصة لتحويل أفكارك إلى واقع ملموس يعود بالنفع على المجتمع.

إن هذه الأنشطة لا تُمثِّل مجرد هوايات أو أنشطة جانبية؛ بل هي ما يميزك في سوق العمل ويجعل منك شخصًا ذا قدرة على مواجهة التحديات بثقة وإبداع.

 

كيف تبدأ؟

ابحث عن شغفك: لا تخف من تجربة أشياء جديدة، فربما تجد مهارة أو مجالًا لم تكن تتوقعه.

أحط نفسك بأشخاص مميزين: تواجدك في بيئة محفزة تجعل التقدم أسهل وأكثر إلهامًا.

استعن بأساتذتك ودكاترتك: تواصل معهم، فالدعم الذي يقدمونه لك قد يفتح لك آفاقًا جديدة.

استمتع بالرحلة: لا بد من قليل من المرح في وسط العمل الجاد، لكي تبقى رحلة اكتشافك ذات مغزى وممتعة.

 

رسالة ختامية

عندما تقف يومًا ما على منصة التخرج، تأكد أنك لا تحمِل بين يديك شهادة فحسب، بل تحمل تجربة حياة مليئة بالشغف، والإنجازات، وبالقصص التي تصنع منك شخصًا جاهزًا لمستقبل مُشرق.

أكتب لكم هذه الكلمات، لأنني جرّبت، وفشلت في بعض الأحيان، ونجحت في أخرى. لكن ما زلت في رحلة البحث عن شغفي الحقيقي. لذلك، أقول لكم: امنحوا أنفسكم الفرصة لتكتشفوا حقيقتكم. قد تكونون شغوفين بالابتكار، أو القيادة، أو الفن، أو أي مجال آخر. تحرروا من الكسل، لا تخافوا من التجربة، ولا تدعوا الخوف من الفشل يقف أمامكم.

الحياة مليئة بالفرص التي تنتظر من يكتشفها، وأنتم من يستطيع أن يملأها بالشغف والتحدي.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات