هل انتهت رحلة مشروعك الممتعة والتي كانت تحمل في ذكرياتها المصاعب والألم والسهر؟ أم تبادر إلى ذهنك الريادي إكمال الرحلة على أرض الواقع! وهل سألت نفسك يومًا: ما هي الخطوة التالية لمشروع التخرج؟
يعد مشروع التخرج فرصة ذهبية لطلبة الجامعات وليس مجرد متطلب دراسي للتخرج فحسب، فهو فرصتك الأولى لتصبح مديرًا وليس موظفًا، ولديك على أرض الواقع شركة ناشئة تحقق لك عائدًا اقتصاديًا ومنفعة اجتماعية. كما يعد مشروع التخرج الطريق لمستقبل مشرق للطالب الريادي، ويعكس خلاصة جهد السنوات الماضية. ونشهد اليوم نقلة نوعية في دعم ريادة الأعمال والموهبين والمبتكرين، والأبواب مفتوحة لرواد الأعمال، ومشروع تخرجك هو مفتاحك!
ومن هذا المنطلق، اجتهد وأكمل رحلة مشروع تخرجك وابحث عن الفرصة المناسبة لدعم مشروعك وتحويله إلى واقعٍ يُرى، وقيمةٍ تُحكى، ومنفعة تبقى، وأثر لا نهاية له.
ومن أمثلة المشروعات التي امتد أثرها لأكثر من مليار شخص؛ فكرة تطبيق سناب شات الذي بدأ بفكرة لمشروع تخرج تحول إلى شركة عالمية ضخمة.
ولذلك، تؤمن رؤية 2030 بطاقات الشباب وتشجع على دعم مشروعاتهم لتنافس العالم كاختراعات سعودية مبتكرة. ويقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "سيتلقى كل الاحترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح!" ويقول كذلك: "لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدًا، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جدًا، ويبقى فقط العمل. وطموحنا سوف يبتلع هذه المشاكل، سواء بطالة أو إسكانا أو غيرها من "المشاكل.
ويقول الدكتور أحمد جلال: "إن مشروعات التخرج بالكليات العملية تمثل أول تجربة فعلية تحاكي الحياة العملية للطالب بعد التخرج، إذ يعدّ المشروع أهم فرصة للطلاب". كما يقول العميد إن مشروعات التخرج في الكليات هي كنز حقيقي لرواد الأعمال. ولذلك فإن الاستثمار فيها والبحث عنها في كافة الجامعات يمثّل ضرورة ملحة. ويشجع العميد كذلك الطلاب على اختيار وتنفيذ مشروعات تخرج ذات قيمة اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى خلق موجة جديدة من الشركات الناشئة المبتكرة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وتشجيع المشروعات التطبيقية المرتبطة بالصناعة وربط مخرجات القطاع الأكاديمي بسوق العمل".
ولتحقيق النجاح على صعيد الاستثمار في مشروعات التخرج، من المفيد أن يتم اختيار مشروعات مبنية على التفاعل مع المجتمع المحلي، وتطوير مشروعات قائمة على الاحتياجات التي يعاني منها المجتمع اليوم، والتي يمكن أن تساعد في حل المشكلات المحلية والارتقاء بالمنتجات والخدمات.
ومن جانب آخر، هناك إيجابيات تصب في مصلحة الطالب عند استثمار مشروعات التخرج! من بينها دور هذا الاستثمار في توطيد ثقة الطالب بنفسه وقدراته، والأهم من ذلك خوضه لتجارب جديدة. كما أن الاستثمار في مشروعات التخرج يسهم في تطوير مهارات الطلاب، إذ أن ذلك يساعدهم على تعلم المهارات الفنية والإدارية، إلى جانب التفكير الإبداعي والابتكاري، وتطوير قدراتهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات، كما يعتبر فرصة لتوسيع شبكة العلاقات المهنية.
ولكن يبقى السؤال المطروح: كيف أستثمر مشروع تخرجي؟ أصبح اليوم البحث عن الفرصة المناسبة للتمويل والدعم أمرًا سهلًا، ولا يوجد أي عائق للدخول إلى السوق سوى إرادتك في بناء مؤسسة ربحية واعدة. والخطوة الأولى تبدأ مرتبطة بك وتبدأ بعد تحلّيك بالطموح والإرادة.
وإليك خطوات رحلة استثمار مشروعات التخرج:
علاوة على ذلك، تقدم غالبية الجامعات السعودية اليوم لطلابها الدعم في مشروعات تخرجهم، ويمكن الاستفادة من ذلك والحصول على الإرشاد والتوجيه لاستثمار المشروع وتطويره، كما تقدم الدعم المالي والتقني اللازم للمشروع.
ويجب أن تتذكر أن رحلة ريادة الأعمال ممتعة وليست سهلة، ولا تنسى التحلي بالصبر والعزيمة وعدم الاستسلام أمام الفشل والصعوبات. فكما يقول مخترع المصباح" (أنا لم أفشل، بل وجدت ألف طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها).
وفي النهاية يجب أن نعيش حياتنا على مبدأ عدم الاستسلام! فقد يكون الفشل بداية جديدة لنمونا وتطورنا، وأن ننظر إلى الصعوبات والتحديات على أنها فرص للنمو والتقدم. ويجب أن يساهم عملنا الملهم دائمًا في صناعة الأثر، ويساعد على ترك بصمة إيجابية في العالم من حولنا وعلى تحسين حياة الآخرين، وذلك عبر سعينا إلى تطوير مشروعاتنا وتحويلها إلى واقع ملموس يترك أثرًا في نفوس الآخرين، وأن يكون حلمنا الأول أن نصبح رواد أعمال ذوي أثر بمبادراتنا وأعمالنا ومشروعاتنا وأن نستخدم عقولنا ومهاراتنا لخدمة الدين والوطن والمجتمع.