يستخدم مصطلح التقنية المالية (فنتيك) للإشارة إلى فيضٍ من التقنيات الجديدة التي تهدف إلى تحسين وأتمتة تقديم الخدمات المالية واستخدامها. تهدف التقنية المالية إلى مساعدة الشركات وأصحاب الأعمال والمستهلكين على تحسين إدارة مختلف جوانب حياتهم ومعاملاتهم وعملياتهم المالية بالاستفادة من برامج وخوارزميات متخصصة على أجهزة الحاسوب كما على الهواتف الذكية بشكل متزايد. واليوم تلوح في الأفق إمكانية أن تتحول المؤسسات القائمة على التقنية المالية إلى بديل ينافس شركات الوساطة المالية والأسواق والبنية الأساسية المالية.
نبذة عن تاريخ التقنية المالية
التقنية المالية 1.0
يعود تاريخ التقنية المالية إلى القرن التاسع عشر، أو ربما أقدم من ذلك بعد. ففي ستينيات القرن التاسع عشر، اخترعت أداة البانتيليجراف للتحقق من صحة توقيعات البنوك. ويتفق المؤرخون على أن عام 1866 شهد أول ظهور للتقنية المالية حيث جرى تركيب كابلات عابرة للمحيط الأطلسي في ما شكل بدايةً لحقبة إنشاء البنية الأساسية والروابط الشبكية لربط أنحاء متفرقة من العالم. وفي عام 1918، جرت أول عملية تحويل إلكتروني للأموال باستعمال التلغراف وشفرة مورس لشركة فدواير، وهو ما شكل الخطوة الأولى في رحلة رقمنة عالم الأموال.
التقنية المالية 2.0
يعتبر استخدام بنك باركليز لأجهزة الصراف الآلي في عام 1967 بداية حقبة التقنية المالية الثانية. إذ كان قبل ذلك بعام واحد فقط، قد حلَّ التلكس في 1966 مكان التلغراف في نقل المعلومات حول العالم مبشرًا ببداية حقبة جديدة من ترابط المعاملات المالية والاتصالات. لكنّ الطفرة الكبرى في سوق التقنية المالية لم تحدث حتى عام 1971 مع إنشاء بورصة ناسداك التي كانت أول سوق إلكترونية للأوراق المالية. فقد غيرت أسلوب المزايدات وأدخلت تحديثات كبرى على عملية الطرح للاكتتاب العام الأولي. ولذا فإنها تعتبر من أبرز التطورات في مجال التقنية المالية على الإطلاق.
التقنية المالية 3.0
أدت الأزمة المالية التي شهدها عام 2008 إلى فرض شروط جديدة عدة في القطاع المالي، ومنها أولًا أن تضمنت الإصلاحات التي أعقبت الأزمة فرض ضوابط تنظيمية على البنوك التقليدية وفتح السوق أمام المؤسسات صغيرة الحجم. وما عزز ذلك كان فقدان الجماهير ثقتها في كبرى المؤسسات المالية. وثانيًا، تمحور تركيز القطاع بشكل عام على الاستفادة من التقنية لخفض التكاليف التشغيلية.
التقنية المالية 3.5
شهد عام 2014 وما بعده تحقيق أكبر بلدين من حيث عدد السكان، وهما الصين والهند، تقدمًا غير خطي في قطاع التقنية المالية. فقد شهد البلدان نموًا سريعًا للغاية في قطاع التقنية المالية، علمًا أنّ كلاهما يفتقر إلى الهياكل الأساسية الكبرى التي تتطلبها الخدمات المصرفية المادية.
نبذة عن تاريخ أنظمة المدفوعات
المقايضة: يعود تاريخ المقايضة إلى حوالي 7 آلاف عام قبل الميلاد. فقد اعتاد الناس تبادل البضائع المادية أو الخدمات مقابل بضائع أو خدمات أخرى.
القطع النقدية: ظهرت القطع النقدية المصنوعة من معادن ثمينة في الفترة بين 680 و560 قبل الميلاد تقريبًا. وكانت تلك القطع دائرية باعتبار ذلك الشكل الأنسب من الناحية العملية.
العملات الورقية والأوراق النقدية: صممت لاستبدال القطع النقدية بسبب صعوبة حمل كميات كبيرة من تلك القطع. وقد كان أول استخدام للعملات الورقية في الصين في القرن السابع ميلادي.
