using MiskFoundation.BLL.Custom;

الملل الإداري

أحمد خليل
غالبًا ما يوفر لنا العمل مكانًا للراحة حيث نلجأ إليه فوراً للهروب من ضغوط الحياة. ومع ذلك، ينتج بعد ذلك شعورًا بالملل في قلوبنا يتسلل إلى زوايا حياتنا دون أن نشعر. تؤدي عوامل مثل أداء المهام التي لا نرى لها قيمة وعدم تقدير ابتكاراتنا وعدم الشعور بالتقدم وغيرها إلى الإحساس بالرتابة الشديدة في مكان العمل. ولمواجهة هذه الرتابة، يجب أن نركز على التأثير الإيجابي الذي نحققه وأن نستريح عند الحاجة وننشر روح إيجابية ونتبنى عقلية متفائلة ونتجاوز الحدود التي قد حددناها لأنفسنا. فالرتابة ليست سوى تشويه لجمال الحياة في روتين ميت وخالي من أي طابع فريد.
 
 

عل العمل في الكثير من األحيان يكون هو المتنفس الوحيد لنا من كل ضغوطات الحياة، سواء االجتماعية منها أو الخاصة
بشكل عام، لكن ها قد تُشعرنا بالروتين القاتل الذي ينشأ ويجعل الملل يتسلل في حياتنا وفي كل أعمالنا، وهذا أمر طبيعي كما
يبدو للجميع. لك ن حقيقة األمر هي أ ن الملل نحن أحد أهم أسباب وجوده في حياتنا، رغم أننا نحاول أن نتجاهلها أحيانا أو حتى
نجيرها على بعض الظروف أو حتى ربطها بنظام أو أشخاص أو غير ذلك، إال ان الملل يظل هو الملل رغم تغير أشكاله.

البعض يعزي وجود الملل اإلداري إلى بعض األسباب مثل أن معظم الناس يؤدون عملهم على أنه روتين وواجب مفروض
عليهم، وأن هناك أشخاص يحصرون حياتهم بالعمل ال غير ويبتعدون عن ممارسة الهوايات المختلفة. وقد يكون المجهود
والعائد الشهري قلي ، أو ال يكون هناك تقدير كافٍ من اإلدارة والهيئة العليا لجهود العاملين ل الذي يبذل في العمل كبي را
ودعمهم معنوي ا لمزيد من اإلنجاز واإلبداع. وأحيان ا تكون قدرات الموظف أعلى من المكانة الوظيفية التي يشغلها فيشعر
باإلحباط، أو ال يحصل على ترقيات وعلوات لفترات طويلة أو يزعجه انعدام النزاهة وأخلقيات العمل في بيئة العمل أو
التمييز بين الموظفين وعدم المساواة بينهم.

ومن بعض العلمات التي تدل على أنك تشعر بالملل من وظيفتك: الشعور بالملل الدائم من العمل رغم كل المستجدات، وعدم
الرغبة في العمل سيجعلك تشعر بالملل من الوظيفة وستفقد المتعة في أداء المهام مهما تنوعت، وانخفاض إنتاجيتك في العمل
وتفوق زملئك عليك مؤشر خطير لدخولك في الملل الوظيفي، وكذلك عندما تشعر بأن مهاراتك غير مستغلة، رغم كل تلك
السنوات من التدريب والدراسة والتأهيل وبناء المهارات، فترى أنها ال تُستغل وال تستخدم بتات ا في عملك، فيضعك ذلك في
دائرة اإلحباط، وتشعر أنه من األفضل لك أن تكون في مكان آخر، و ترى أنه في مكانك الحالي ال تتوفر لك الوسائل المناسبة
لتحقيق أحلمك. كما يمكن أن تشعر بالملل أل ن وظيفة أحلمك غير موجودة، أو لست متحم سا لمنصبك في الوظيفة، أو ال
تهتم بما يفعلونه في مكان العمل وال تبالي بالمواعيد، وتمتعض من اجتماعات اإلدارة، وفي هذه الحالة، يكون من المؤكد أنك
غير را ٍض عن وظيفتك وتشعر بالملل.

وللقضاء على الملل الوظيفي وتحويل وظيفتك المملة إلى شيء ممتع في حياتك، عليك التركيز على اإليجابيات. فكر في أهمية
وظيفتك لمن حولك ولنفسك ولمن تقوم بالوظيفة من أجلهم. بالتأكيد ال توجد وظيفة غير مفيدة على اإلطلق. انهض وقم
تم َشي قليل أو تع د كوب ا من القهوة أو تنشر السعادة وتبتسم ببعض التمارين وحاول أن تتحرك من مكانك كل 20 دقيقة كأن
حتى لو لم تكن تريد ذلك. وستجد نفسك قد بدأت تشعر باإليجابية واالرتياح. ابدأ يومك بشكل صحيح بالنوم جيد ا وممارس ة
رياضة المشي قبل الذهاب للعمل. واكسر كل القوانين الروتينية التي تفرضها على نفسك بنفسك.
وإن تشابهت األيام هكذا، فذلك يعني أن الناس قد توقفوا عن إدراك األشياء الجميلة التي في حياتهم.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات