using MiskFoundation.BLL.Custom;

السلوك والعادات الصحية

أفراح بن محفوظ
يكشف هذا المقال عن السرّ لعيش حياة مثمرة ومرضية، ألا وهو اعتناق عادات سليمة ترسم معالم هويتك وتدفعك نحو إحراز أفضل النتائج. ويشدد على أن الالتزام بممارسة هذه العادات لا يبدّل أفعالك فحسب نحو الأفضل، بل يحدد شخصيتك أيضًا ويولّد فيك شعورًا عميقًا بتحقيق الإنجازات والنمو على الصعيد الشخصي بما يمتد ليتجاوز النجاحات الفردية إلى ما أبعد منها بكثير.
 
 

تعد العادات الصحية من العوامل الرئيسية التي تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة، حيث تمكِّن الفرد من تنمية نمط حياته والعمل باستمرار على تحقيق أهدافه، وعندما يصبح السلوك عادة متكررة، يصبح بإمكانه أن ينجز العمل بشكل أكثر فاعلية وسرعة. فمن خلال اتباع العادات الصحيحة، يمكن للفرد تحقيق الهدف الذي يسعى إليه بطريقة مستمرة ومتواصلة.

 ومن أجل ذلك، يتعين عليه أن يحول فعله إلى عادة ويختار العادات التي تساعده على تحقيق هدفه بأكبر قدر ممكن. ويتوجب على الفرد الصبر والاجتهاد في تطبيق تلك العادات بشكل دائم، إذ تُساهم في المثابرة والتركيز على الأهداف المحددة دون إلهاء أو تشتيت. ومن خلال اتباع العادات السليمة، يمكن للفرد تحقيق الهدف الذي يرمي إليه.

أحد الفوائد الرئيسية لاعتماد العادات في تحقيق الأهداف المرغوبة هو توفير الجهد والوقت، إذ يؤدي عدم الاعتماد على العادة إلى إضاعة الجهد والوقت في المهام اليومية والتركيز على أمور غير مهمة، وذلك يؤثر سلباً في فرص نجاح تحقيق الأهداف.

إذ تبين بشكل عام أنّ العادات التي تتطلب تحليّ الشخص بالانضباط والتوازن تزيد من ثقته بنفسه؛ وبتحقيق الاستقرار والتوازن، يصير الهدف المطلوب أسهل بالنسبة للشخص، ما يحثه على بذل جهود زائدة والتركيز بشكل لافت على تحقيق هذا الهدف.

تتألف العادات من أربعة عناصر أساسية تشكل دائرة تكرار العادة، وهي عناصر ترتبط بأي نوع من العادات سواء كانت إيجابية أو سلبية، وهي:

أولًا – الإشارة:

تدفعك النية أو عوامل كامنة، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود، لتطبيق عادات معينة وقد يحفزك ما تلاحظه لتنفيذها.

ثانيًا – الرغبة:

تظهر الرغبة في القيام بالعملية بعد استقبال إشارة. فمثلاً يمكن أن ينشئ صوت إشعار الهاتف دافعًا للشخص ليتفقد هاتفه. والشعور بالرغبة في معرفة علامات بدء العادة يؤدي إلى تيسير التخلص منها.

ثالثًا – الاستجابة:

تُلبّى الرغبة عندما يقوم الشخص بالتصرف بالطريقة التي تتناسب معها. فعندما يقوم الفرد مثلًا بتصفح هاتفه، فهو يعبر عن رد فعل للرغبة التي شعر فيها. وتتم المشاركة في هذه الحلقة المتكررة بالأسلوب عينه الذي تم اعتماده عادةً.

رابعًا – المكافأة:

يعتبر العائد الذي تحصل عليه من القيام بالعادة هو المكافأة. وفي بعض الحالات، يجري من خلال افراز هرمونات مثل الدوبامين في الدماغ.

وتتوقف قيمة الأمور المحفزة على العاداتِ الفريدة، حيث يمكن أن تتمتع بحافزٍ بسيطٍ من خلال تصفح شبكات التواصل الاجتماعي، مثل إرضاء رغبتك في الاستعلام والتخلص من الشعور بالملل.

ويشكل تغيير عاداتنا تحديًا لسببين: (1) إذا كنّا نحاول تغيير الشيء الخطأ و (2) إذا كنّا نحاول تغيير عاداتنا بطريقةٍ خاطئة. وهناك ثلاث طبقات لتغيير السلوك وهي التغيير في نتائجك أو التغيير في عملياتك أو التغيير في هويتك.

تتعلق النتائج بما تحصل عليه، حيث تدور العمليات حول ما تفعله، في حين تتعلق الهوية بما تُؤمنُ به.

ويتخذ الدافع الداخلي شكله النهائي عندما تُصبح العادة جزءًا من هويتك.

وهي عملية بسيطة تنطوي على خطوتين: حدِّد أولًا نوع الشخص الذي تريده. ثم حقق انتصارات صغيرة لنفسك. وسأل نفسك: "من هو نوع الشخص الذي يمكنه تحقيق النتيجة التي أريدها؟"

والطريقة الأكثر فَعَالية لتغيير عاداتِك هي التركيز ليسَ على ما تريد تحقيقه، إنما على من ترغب في أن تصبح عليه.

إذ تنبثق هويتك من عاداتِك وكلّ فعل هو بمثابة تصويت لنوع الشخص الذي ترغب في أن تصبح عليه.

ويتطلب التحول إلى أفضل نسخة من نفسِك منك تعديل معتقداتك على الدوام والارتقاء بمستوى هويتك وتوسيعها. فاذا كان بإمكانك تحسين أدائك بنسبة 1٪ كل يوم خلال العام، ستحصل على تحسين 35 مرة أكبر في نهاية العام. وعلى الجانب المعاكس، إذا كنت تفشل في تحسين أدائك بنسبة 1٪ في كل يوم، فسيؤدي ذلك إلى سوء أداء كبير في نهاية العام.

لذا، لا بد أن تؤمن وتعتقد بأن العادات هي مفتاح لحل مشاكل الحياة بأقل جهد وطاقة، وتُستخدم العادات للوصول إلى نتائج مبهرة سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الشركات وتذكر بألا ترتقي إلى مستوى أهدافك، وانما تهبط الى مستوى الأنظمة التي تعمل بها.

 

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات