using MiskFoundation.BLL.Custom;

الفشل أولى خطوات النجاح

سماح الجريان
تشرح لنا سماح في هذا المقال، كيف يجدر بنا أن نستخلص من الفشل دروسًا قيّمة لنتغيّر ونتكيّف مع الظروف المتغيّرة لتحقيق النجاح ونكمل المسيرة واثقي الخطى.
 
 

نمر في الحياة بالعديد من المحطات تتخللها منعطفات كثيرة. بعض تلك المحطات هو وجهة تزيدنا رضا وسعادة، إذ نجد فيه ما نبحث عنه. وبعض من تلك المحطات يشعرنا بالتيه والضياع لأنه يخالف توقعاتنا أو ما كنا نطمح الوصول إليه. وبين هذا وذاك قد تصدر منا أحكام مختلفة، أحكام قد تكون قاتلة فهذه محطة فشل لا نرغب بتذكرها فضلاً عن الحديث عنها، وهذه محطة نجاح نرغب أن تكون عنواناً لنا ولا نجد بأساً في الحديث عنها وعن تجاربنا تجاهها كمصدر قوة لنا.

لا يمكننا الحكم المطلق على تلك التجارب مهما تعددت ولم تكن النتيجة على قدر المطلوب، أو كما كنا نرجو ونريد. نضطر أحيانًا إلى محاولات شتى للوصول للفكرة النهائية، أو نخوض طرقًا مختلفة حتى نصل للوجهة التي نريدها، وربما قضينا سنوات كثيرة ونحن نجرب ونجرب حتى نصل للفكرة النهائية.

هذه المحاولات ليست دليل الفشل أو التخبط، بل هي تجارب كثيرة نستفيد من خلاصتها وتضاف في مخزون تجاربنا لنصل إلى تجربة جامعة لتلك المحاولات التي قد يكون فيها بعض الجوانب المرغوبة.

هذه التجارب المتعددة التي نخوضها هي بمعنى آخر نماذج صغيرة لتجارب أخرى ناجحة. فقطع البازل الصغيرة حين نجمعها تكوّن لدينا الصورة الكاملة.

فكيف نجعل من تلك المحاولات الصغيرة تجارب ناجحة بحد ذاتها ونحول الخسائر التي تواجهنا إلى نقاط قوة ومكاسب يمكن استخدامها كأدوات لتطوير أفكارنا المستقبلية، فالخوف من الفشل أو تكرار المحاولات هو تقييد لمساحات الإبداع.

ذكر بيتر سيمز في كتابه: "كيف تولد الأفكار والمشروعات الكبيرة من اكتشافات مثيرة" خمسة عناصر سماها جوهر المنهج التجريبي، تعتمد على تلك المحاولات الصغيرة التي نقوم بها للوصول إلى الفكرة المطلوبة، وتلك العناصر هي:

1. التجربة: عبر التجارب المتعددة نبني لنا مجموعة من النماذج المبدئية التي تساعدنا على تكوين نظرة ثاقبة وإنتاج العديد من الأفكار الإبداعية.

2. الارتجال: تتولد الأفكار في البيئة التي لا تحكمها القيود والأحكام المسبقة.

3. الانغماس: عبر تأمل التجارب الإنسانية المختلفة ومعرفة دوافعها.

4. تحديد المشكلات والاحتياجات: عبر استخدام الرؤى الجديدة للتعرف على المشكلات والاحتياجات قبل التوصل إلى حلول لها.

5. إعادة التوجيه: استخدام التجارب الصغيرة للتعديل عليها ورسم الخطوات الضرورية لتحقيق الأهداف.

"الفشل هو منعطف توجيه إجباري، وليس نهاية طريق مسدود". - زيغ زيغلر

 

وفي بحث قامت به الأستاذة في جامعة "ستانفورد" كارول دويك، كشفت أن الناس يميلون إلى تبني واحدة من طريقتين للتفكير في التعلم والفشل. فهناك من يفضلون استخدام أسلوب التفكير الثابت معتقدين أن قدرات الإنسان ومعدل ذكاءه ثابتان وأن الفشل يهدد إحساسه بقيمته أو هويته، وهذا ما يجعله يهتم اهتمامًا كبيرًا بالسعي إلى ما يؤكد نجاحه. وهناك نوع آخر يتبنى أسلوب تفكير متطور فيؤمن بأن القدرات العقلية يمكن تطويرها إذا سعى الإنسان إلى ذلك وكانت لديه الرغبة في التطور.

logo

كن على إطلاع بآخر المستجدات

اشترك في نشرتنا الإخبارية واحصل على مستجدات البرامج والفعاليات